إمام المسجد الحرام يتحدث عن سنن الكون وقاعدة الجزاء الرباني

  • 5/14/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور خالد الغامدي المسلمين، بتقوى الله عز وجل وإتباع أوامره واجتناب نواهيه ابتغاء مرضاته سبحانه وتعالى فهو المحيط بكل شيء قدرة وحكما، وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس في المسجد الحرام: إن الله سبحانه وتعالى قد أودع هذا الكون سننًا ثابتةً لا تتغير ولا تتبدل والعاقل السعيد هو الذي يتعرف على هذه السنن الإلهية ليعمل بمقتضاها ولا يصادقها ولا يخالفها فيعيشُ في هذه الحياة عِيشة الكرام الموفقين السعداء وله في الآخرة الأجورُ والنعماء، ومن تلك السنن العظيمة سنةٌ طالما كان لها الأثرُ الكبير في حياة الناس وعاقبة أمرهم ومآلهم ألا وهي سنة أن الجزاء من جنس العمل إن خيرًا فخير وإن شرًا فشر. وأضاف قائلا: إن هذه السنة سنةٌ إلهية كبرى وقبس من قبسات عدل الله وحكمته وقدرته التي لا حدود لها، وقاعدة الجزاء الرباني في هذا الكون القائم على العدل والقسط والميزان الذي لا يعول ولا يميل ولا يحابي أحدًا، ولو تفكر الناس جميعًا في ظاهر أمرهم وباطنه وما هم عليه لوجدوا هذه السنة تتجلى لهم في كل شؤون حياتهم ولفقهوا طرفًا من حكمه البالغة في أقداره وأحكامه، فالبري لا يبلى والإثم لا ينسى، والديان لا يموت، وكما تدين تدان، وكما تُجازي تُجازى، متسائلا أليس من العجب أن يرحم الله بغيًا؛ لأنها رحمت حيوانًا كاد أن يهلك فروت عطشه! أليس من المدهش أن يخسف الله بقارون وكنوزه الأرض ويجرجره فيها؛ لأنه طغى وبغى وكاد أن يفتن الناس ويزلزل إيمانهم بربهم. وأوضح الشيخ الدكتور الغامدي أن ما أصاب الصحابة رضي الله عنهم يوم أحد حتى قالوا ( أنى هذا ) فجاء الجواب من الحكيم العدل سبحانه فاصلا قاطعا ( قل هو من عند أنفسكم). لافتا إلى أن هذه السنة الربانية هي محور الجزاء بالعدل والفضل المماثل لعمل العبد ومن جنسه، وهي مطردةٌ شرعًا وقدرًا وزمانًا ومكانًا، دلت عليها أكثر من مائة آية في كتاب الله، وتكاثرت النصوص النبوية في تقريرها وترسيخها في النفوس، فهل سمعتم أن الله يقول ( هل جزاء الإحسان إلا الإحسان) وهل قرأتم قوله سبحانه ( من يعمل سوءًا يجز به ولا يجد له من دون الله وليًا ولا نصيرًا ). وأكد فضيلته أن حسنُ العاقبة وطيب المال من الجزاء الحسن، فقد ترى الرجل في شيبته يعيش حياةً طيبة هنيةً حنيةً وما ذاك إلا لأنه كان لله في شبابه محافظًا على طاعات ربه ورضاه فحفظه الله في الكبر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ( أحفظ الله يحفظك، أحفظ الله تجده تجاهك وقد يبتلى المرءُ بمصيبة فيرضى ويسلم فيهدي الله قلبه ويرضي عنه وتكون له العاقبة الحسنة ويؤتيه الله خيرًا مما أُخذ منه، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن والعاقبةُ للمتقين.

مشاركة :