قالت منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك"، "إن سوق النفط العالمية ما زالت متخمة بالإمدادات"، وأشارت إلى أن التخمة في السوق قد تزيد هذا العام حيث أدى ارتفاع الإنتاج إلى تبديد أثر تراجع الإنتاج بسبب هبوط الأسعار. وتزيد إمدادات "أوبك" بعد رفع العقوبات عن طهران وتعثر مبادرة تجميد الإنتاج الشهر الماضي في الدوحة التي كانت تهدف إلى الحد من التخمة في معروض الخام من خلال تثبيت الإنتاج. وبحسب "رويترز"، فقد ذكرت "أوبك" في تقرير شهري أمس نقلا عن مصادر ثانوية أنها أنتجت 32.44 مليون برميل يوميا في نيسان (أبريل) بارتفاع قدره 188 ألف برميل يوميا عن آذار (مارس) وهو أعلى مستوى للإنتاج منذ 2008 على الأقل بحسب تقارير المنظمة السابقة. وقالت المنظمة في التقرير "إن الإمدادات الزائدة مستمرة بشكل أساسي وإن إنتاج النفط ما زال مرتفعا، وقد يؤدي استمرار الفائض في الإنتاج إلى الضغط على الأسعار التي ما زالت تقل عن نصف مستواها في منتصف 2014 على الرغم من ارتفاعها إلى 47 دولارا للبرميل من أدنى مستوى لها في 12 عاما الذي بلغته في كانون الثاني (يناير) حين سجلت 27.10 دولار للبرميل". وتتمسك "أوبك" بالدفاع عن الحصة السوقية في مواجهة المنافسين ذوي التكلفة المرتفعة، على مزيد من الانخفاض في الأسعار، ويتضرر إنتاج الدول غير الأعضاء في "أوبك" من هبوط الأسعار حيث أرجأت شركات أو ألغت بعض مشاريعها في أنحاء العالم، وتتوقع المنظمة انخفاض الإمدادات من خارجها بواقع 740 ألف برميل يوميا في 2016 بقيادة الولايات المتحدة بفارق بسيط عن الشهر الماضي. وأشارت "أوبك" إلى عوامل قد تؤدي إلى انخفاض أكبر في الإمدادات مثل الأثر الناتج عن حرائق الغابات في كندا التي أدت إلى تقلص الإنتاج وتأجيل مشاريع في أماكن أخرى، وقالت المنظمة "إن الدلائل على هبوط الإنتاج من خارجها من المتوقع أن تقود إلى صعود السوق العام المقبل"، مضيفة أنه "توجد خارج الولايات المتحدة إشارات متسقة على هبوط الإنتاج من خارج المنظمة وهو ما يتوقع أن يحول سوق النفط العالمية على الأرجح إلى عجز صاف في 2017". لكن إنتاج "أوبك" ما زال مرتفعا، كما أدت عودة إندونيسيا إلى عضوية المنظمة في كانون الأول (ديسمبر) 2015 إلى زيادة الإنتاج الإجمالي، وتقود إيران نمو الإنتاج منذ بداية العام، بعدما رفضت الانضمام إلى مبادرة تثبيت الإنتاج الأخيرة في قطر. وأبقت "أوبك" على توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2016 دون تغيير عند 1.20 مليون برميل يوميا كما تتوقع وصول الطلب على نفطها إلى 31.49 مليون برميل يوميا في المتوسط هذا العام دون تغيير كبير عن توقعات الشهر الماضي، مشيرة إلى أن فائضا في المعروض يبلغ 950 ألف برميل يوميا في المتوسط في 2016 إذا ظلت المنظمة تضخ بمعدلات نيسان (أبريل) ارتفاعا من 790 ألف برميل يوميا في تقرير الشهر الماضي.
مشاركة :