أوصت منظمة الصحة العالمية، أمس الأول، بوضع خطة علاجية أسرع وأقل تكلفة لمواجهة سلالات من السل أشد خطورة، في خطوة من شأنها علاج الآلاف من المصابين بالمرض الفتاك. وقالت المنظمة إن من الممكن استكمال الخطة الجديدة في فترة تراوح بين 9 و12 شهرا، بدلا من عامين طبقا للتوصية السابقة. ووصف كبير مختصي علاج السل في المنظمة تلك الخطوة بأنها مهمة على طريق التصدي "لأزمة صحية عامة" تتمثل في تلك السلالة المقاومة للعقاقير. وقال ماريو رافيليوني، مدير البرنامج العالمي للسل في منظمة الصحة العالمية بحسب "سكاي نيوز"، إن تكلفة العلاج بالفترة الأقصر تبلغ ألف دولار فقط لكل مريض في البلدان النامية. وأضاف رافيليوني في بيان، أن "التوصيات الجديدة لمنظمة الصحة تفتح باب الأمل لمئات الآلاف من المرضى المصابين بهذه السلالة المقاومة للعقاقير، الذين سيستفيدون الآن من اختبار يحدد سريعا أهليتهم للعلاج الأقصر، ثم استكمال العلاج في نصف المدة وبنصف التكلفة تقريبا". وتحدث الإصابة بالسل المقاوم للعقاقير من نوع من البكتيريا مقاوم لاثنين على الأقل من أقوى العقاقير فاعلية، وهما أيزونيازيد وريفامبيسين، وربما تقاوم أنواعا أخرى. ووفقا لبيانات عام 2014 وهي أحدث فترة تتوافر عنها بيانات، قالت منظمة الصحة العالمية إن 5 في المائة من حالات الإصابة بالسل مرتبطة بالسلالة المقاومة للعقاقير، وهو ما يعني 480 ألف حالة إصابة، وما يصل إلى 190 ألف حالة وفاة كل عام. وقد تستغرق الجرعات التقليدية لعلاج هذه السلالة ما يصل إلى عامين مع انخفاض نسب النجاح، حيث لا يحقق نحو 50 في المائة من المرضى أي تحسن. ويقول مختصون إن أكبر سبب لفشل العلاج هو صعوبة التزام المرضى بجرعات علاج لفترات طويلة، وما يصاحب ذلك من آثار جانبية صعبة، ما يدفعهم في كثير من الأحيان إلى الإقلاع عن العلاج. ويقدم الاختبار الجديد ــ الذي تقول منظمة الصحة إنه ينبغي تطبيقه في إطار خطوطها الإرشادية الجديدة - نتيجة خلال 48 ساعة، وهي مدة أسرع بكثير من الفترة الحالية ومدتها ثلاثة أشهر أو أكثر لتحديد العقاقير التي يقاومها السل لدى كل مريض.
مشاركة :