في مفاجأة مدوية، أكد النجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش رحيله عن نادي باريس سان جيرمان في تغريدة بثها على حسابه الخاص على «تويتر» اليوم الجمعة. وقال إبراهيموفيتش: «مباراتي الأخيرة على ملعب بارك دي برانس غدًا. جئت ملكًا وأرحل أسطورة». وسيواجه باريس سان جيرمان، نانت، غدًا السبت على ملعب بارك دي برانس خلال الجولة الأخيرة من بطولة فرنسا. وكان إبراهيموفيتش انتقل إلى صفوف فريق العاصمة الفرنسية عام 2012 قادمًا من ميلان الإيطالي ونجح في قيادته إلى إحراز بطولة فرنسا أربع مرات، وكأس الرابطة ثلاث مرات وكأس فرنسا مرة واحدة (يستطيع إضافة لقب ثان الأسبوع المقبل)، لكن النقطة السوداء الوحيدة في سجله الباريسي أنه لم يتمكن من قيادة الفريق إلى تخطي دور ربع النهائي من بطولة دوري أبطال أوروبا، التي تعتبر أولوية بالنسبة إلى مالكي النادي القطريين. هناك قليل من اللاعبين الذين تنقسم الآراء حولهم بقدر المهاجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش. من المؤكد أن إبراهيموفيتش من اللاعبين الموهوبين جدًا الذين نجحوا في أن يكسبوا محبة آلاف المشجعين حول العالم، لكن يؤخذ عليه أنه غالبًا ما فشل في الامتحانات الكبرى، في حين يؤكد مشجعوه أن اللاعب الذي توج بألقاب مع أياكس أمستردام الهولندي ويوفنتوس وإنتر ميلان الإيطاليين وبرشلونة الإسباني وصولاً إلى ميلان الإيطالي وباريس سان جيرمان، واللاعب الذي كلف هذه الأندية أموالاً طائلة للتعاقد معه لا يمكن إلا أن يكون من اللاعبين الكبار الذين يلعبون دورًا أساسيًا في فوز فرقهم. أما بالنسبة لمنتقدي «إبرا» فهم يرون أنه يتألق أمام المنافسين «الصغار»، وأن فشله في إحراز لقب مسابقة دوري أبطال أوروبا وفي التألق مع منتخب بلاده في البطولات الكبرى يؤكدان هذا الأمر. في الواقع، لا يمكن للإحصائيات أن تقيس حجم موهبة لاعب ما، فالبرازيلي رونالدو الذي يعتبر من أفضل المهاجمين الذين عرفتهم الملاعب، لم يفز أيضًا بلقب دوري أبطال أوروبا رغم أنه دافع عن ألوان العمالقة برشلونة وريال مدريد وميلان وإنتر ميلان وايندهوفن خلال مسيرته الرائعة، لكن ذلك لا يقلل من حجم موهبته وموقعه بين نجوم الكرة المستديرة في التاريخ. لكن ما يميز «الظاهرة» رونالدو عن إبراهيموفيتش هو أنه توج بلقب بطل العالم مع منتخب بلاده مرتين، وأحرز لقب هداف نسخة 2002 في كوريا واليابان، إضافة إلى نيله جائزة أفضل لاعب في العالم ثلاث مرات. السويد ليست البرازيل بالطبع، وبالتالي استفاد رونالدو خلال مشواره الدولي من وجود لاعبين رائعين إلى جانبه، خلافًا لإبراهيموفيتش الذي يعتبر النجم الأوحد في تشكيلة منتخب بلاده، وبالتالي يكون تركيز دفاع الخصم منصبًا عليه تمامًا. هناك كثير من العمالقة الذين لم يشاركوا حتى في بطولة كبرى مع منتخب بلادهم مثل الويلزي راين غيغز والآيرلندي الشمالي جورج بست، أما إبراهيموفيتش، فيمكن القول إنه حظي بفرصته للتألق على الساحة العالمية بعد أن شارك مع منتخب بلاده في مونديالين وفي نسختين من كأس أوروبا (يخوض النهائيات المقبلة في فرنسا الشهر المقبل أيضًا)، كما خاض على صعيد الأندية غمار دوري أبطال أوروبا في 15 موسمًا على التوالي. كما توج المهاجم السويدي هدافًا للدوري الإيطالي مرتين في المواسم الأربعة الأخيرة له في إيطاليا (مرة مع إنتر وأخرى مع ميلان)، كما اختير مرتين من قبل الاتحاد القاري للعبة ضمن أفضل تشكيلة أوروبية، ونال جائزة أفضل لاعب في الدوري الإيطالي ثلاث مرات وأفضل لاعب سويدي 9 مرات وأفضل لاعب وهداف في الدوري الفرنسي ثلاث مرات.
مشاركة :