معارك الصغار في الحروب

  • 11/30/2024
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

التطورات في المنطقة تتحرك بسرعة تكاد تكون أكبر من أن يستوعبها البعض خصوصا لجماعة المشوشين في مواقع التواصل بداية من أحداث غزة إلى لبنان والآن في سوريا. تسارع الأحداث كشف مدى تناقض مواقف البعض هم أمس مع حزب الله وميليشيات إيران في معركة لبنان واليوم ضدهم مع الفصائل المسلحة في سوريا، ينفذون استدارة سريعة معتمدين على الذاكرة القصيرة لمتابعيهم ومستفيدين من حالة الشعبوية التي تعتمد على تغييب الواقع. غريب أمر هؤلاء هم يعلمون أننا نعلم أنهم متناقضون في خطابهم, أحدهم ترك الحدث الكبير في حلب والتداعيات وركز على التسميات، متهما "العربية" بأنها عندما تستخدم اسم "جبهة النصرة" فإنها تعمل على "التحريض عليها"، على حد وصفه. من الواضح أن معركته هو وغيره الأساسية مع "العربية" وليس مع ما يجري في سوريا، بدليل أن موقفه الداعم لحزب الله تغير خلال أسبوع، وهو يركب الآن موجة الثورة في سوريا ضد من كان يدعمهم قبل وقف النار في لبنان. مهما يكن من أمر، "العربية" تنقل وصف الآخرين لهم وتطلق عليهم "جبهة تحرير الشام" كما يصفون أنفسهم. تغطية "العربية" لغزة ولبنان وسوريا اليوم هي ذاتها، واقعية متوازنة، تنقل عن كل الأطراف، تستضيفهم جميعا، تنقل المعلومات، وهذا أصعب بكثير من سياسة الشعبوية على اعتبار أنها أسهل ما يمكن القيام به. "العربية" تركز في تغطيتها على المعلومة وعلى الإنسان في غزة ولبنان واليوم في سوريا، وهي لا تسمح لنفسها ببيع الأحلام، وتنقل باحترافية عالية تزعج من لا يريد الحقيقة والواقع و"تجار الوهم". واقعية "العربية" جعلت الكثيرين يتحولون من انتقادها لاحترامها مع نهاية كل أزمة وحرب.

مشاركة :