وتعتبر الصين تايوان التي تحظى بحكم ذاتي جزءا من أراضيها وتعارض أي اعتراف دولي بالجزيرة واعتبارها دولة ذات سيادة. وردّت بكين على أول رحلة إلى الخارج يقوم بها لاي كرئيس، بتهديدات "بسحق" أي محاولة للاستقلال "بشكل حاسم". وتجول لاي في أنحاء ولاية هاواي الأميركية حيث زار متحفا عن تاريخ الجزيرة ومركزا لإدارة الطوارئ، ونصب سفينة "أريزونا ميموريل" في بيرل هاربور حيث قال "السلام لا ثمن له، والحرب لا منتصر فيها. يجب أن نقاتل، أن نقاتل معا لتجنب الحرب". وكان في استقبال لاي في مطار هونولولو الدولي إنغريد لارسون، المديرة الإدارية لـ"المعهد الأميركي في تايوان" في واشنطن وحاكم هاواي جوش غرين ومسؤولون آخرون. وقال المكتب الرئاسي في تايبيه في بيان "هذه المرة الأولى التي يُستقبل فيها رئيس الدولة (تايوان) على المدرج حيث فرشت له السجادة الحمراء وقدمت اليه الزهور، وهو ما يمثل أعلى مستوى من المجاملة خلال السنوات الماضية، في خروج عن بروتوكول الاستقبال التقليدي في المطار". وكان لاي يستقبل عند كل محطة بأكاليل من الزهور الملوّنة والهدايا المحلية. وفي المساء، استقبل لاي بحفاوة أثناء سيره على السجادة الحمراء لتناول العشاء مع مسؤولين في الحكومة الأميركية وتايوانيين يعيشون في الخارج. وفي أول خطاب علني له خلال جولته التي تستمر أسبوعا، قال لاي إنه "ممتن" للولايات المتحدة للمساعدة التي قدمتها من أجل ضمان نجاح الجولة. وقالت لورا روزنبرغر، رئيسة "المعهد الأميركي في تايوان" وهو الهيئة التي تعمل بمثابة السفارة الأميركية بحكم الأمر الواقع في تايوان، إن الشراكة بين واشنطن وتايبيه كانت "صلبة كالصخر". وتعارض بكين أي اعتراف دولي بتايوان أو باستقلالها وتعرب عن غضبها من أي تواصل رسمي بين الجزيرة والولايات المتحدة. والولايات المتحدة هي أهم داعم لتايوان وأكبر مزوّد لها بالأسلحة، لكن واشنطن لا تقيم علاقات دبلوماسية رسمية مع تايبيه. وقال ناطق باسم وزارة الخارجية الصينية في بيان إن بكين تندد بشدة بتنظيم الولايات المتحدة لـ"عبور" لاي تشينغ تي وقدمت احتجاجا رسميا لدى واشنطن. وأكد أن "الصين ستراقب تطور الوضع من كثب وتتخذ تدابير حازمة وفعالة لحماية سيادتها الوطنية وسلامة أراضيها". وبعد هاواي، سيزور لاي الذي يجري أول رحلة إلى الخارج منذ تولى منصبه في أيار/مايو، جزيرة غوام الأميركية، إلى جانب ثلاث دول حليفة لتايوان في الهادئ هي جزر مارشال وتوفالو وبالاو. وفي خطاب قبيل مغادرته، قال لاي إن الجولة "تؤذن ببدء حقبة جديدة من الديموقراطية المبنية على القيم"، شاكرا للحكومة الأميركية "مساعدتها في جعل هذه الرحلة سلسلة". ولفت لاي إلى أنه يرغب في "مواصلة توسيع التعاون وتعميق الشراكة مع حلفائنا بناء على قيم الديموقراطية والسلام والازدهار". تهديد بالغزو وتعيش تايوان تحت التهديد الدائم من التعرض لغزو من الصين التي لم تستبعد استخدام القوة للسيطرة على الجزيرة. وتنشر بكين مقاتلات ومسيّرات وسفنا حربية في محيط تايوان بشكل شبه يومي للضغط من أجل تحقيق مطالبها. ونظّمت مناورات عسكرية مرّتين في محيط الجزيرة منذ تولى لاي الرئاسة بينما تنتقد خطاباته وبياناته بشكل متكرر. ونشرت تايوان أربع مقاتلات من طراز "إف-16" لمرافقة الطائرة التي تقل لاي ومسؤولين حكوميين وصحافيين، بينهم مراسل فرانس برس. وشكر لاي أثناء الرحلة جميع الأشخاص الموجودين في الطائرة على "السفر معا لتحقيق الانفتاح الدولي لتايوان". وقال "خلال الأيام السبعة المقبلة، سنعمل معا ليكون بإمكان تايوان الوصول إلى العالمية بشكل ثابت وواثق". وسبق أن توقف مسؤولون حكوميون تايوانيون في الأراضي الأميركية أثناء زيارات لمنطقة الهادئ أو أميركا اللاتينية، ما أثار حفيظة الصين التي ردّت أحيانا بتنظيم مناورات عسكرية في محيط الجزيرة. وفي رد الخميس على رحلة لاي، قال وو تشيان، وهو ناطق باسم وزارة الدفاع الصينية "نحن نعارض بشدة التفاعل الرسمي مع منطقة تايوان الصينية بأي شكل كان" وتعهد "سحق" أي محاولات لاستقلال تايوان. وتأتي جولة لاي بعدما وافقت الولايات المتحدة على بيع قطع غيار لمقاتلات "إف-16" وأنظمة رادار ومعدات اتصال إلى تايوان في إطار اتفاقات يبلغ مجموع قيمتها 385 مليون دولار.
مشاركة :