القاهرة: وليد عبد الرحمن أعلنت وزارة الدولة لشؤون الآثار في مصر، عن اكتشاف ملك فرعوني جديد «لم يكن معروفا للأثريين» حكم في القرن السابع عشر قبل الميلاد، كما عثر على بقايا هيكله العظمي في حالة سيئة. وقال محمد إبراهيم، وزير الدولة لشؤون الآثار، أمس، إن «بعثة جامعة بنسلفانيا الأميركية اكتشفت بالتعاون مع وزارة الآثار مقبرة الملك في منطقة أبيدوس الأثرية بمحافظة سوهاج (جنوب مصر) ووجد اسمه (سنب كاي) منقوشا بالحروف الهيروغليفية داخل خرطوش ملكي». ورجح وزير الآثار أن يكون «سنب كاي» أحد ملوك أسرة أبيدوس التي حكمت في عصر الانتقال الثاني (نحو 1786 - 1567 قبل الميلاد) عندما كانت مصر مقسمة إلى ممالك محلية، مؤكدا أن هذا الكشف يعد من أهم الاكتشافات التي تلقي الضوء على «أسرة أبيدوس» المحلية الحاكمة في عصر الانتقال الثاني، تلك الفترة العصيبة من تاريخ مصر. كما تساعد على كشف المزيد من التاريخ السياسي والاجتماعي في مصر أثناء تلك الفترة وعلى معرفة التسلسل التاريخي لملوك هذه الأسرة. وتقع المقبرة المكتشفة في مدينة أبيدوس والتي كانت مركزا لعبادة أوزير «إله البعث والأبدية» في عقيدة قدماء المصريين. ويقول الأثري محمد سعد الدين، إن منطقة «أبيدوس» تعد واحدة من أهم المناطق في مصر والعالم، وذلك لمركزها الديني والتاريخي في عصور مصر القديمة، فهي تحوي مقابر ملوك مصر الأوائل في عهد الأسرتين الأولى والثانية، وبها آثار من الأسرة التاسعة عشرة، واحتفظت أبيدوس بمكانتها المميزة أيضا خلال الحقبة المتأخرة، وقد بنيت فيها قبور عظيمة للشخصيات الكبيرة خلال الحقبة المتأخرة وحتى الأسرة الخامسة والعشرين، كما دفن فيها بعض أعضاء الأسرة الملكية الكوشية. ويضيف سعد الدين لـ«الشرق الأوسط»، أن «المنطقة كانت مقدسة في نظر المصريين القدماء، حيث كانت لها مكانة دينية سامية في عقيدة الفراعنة، وذلك بفضل صلتها بمعبود الشعب القديم الإله (أوزيريس) وقد كان الفراعنة يعتقدون في الماضي أن رأس هذا الإله قد دفنت في هذه المنطقة، بل إن بعضهم كان يعتقد أن جسده كله قد دفن فيها». من جانبه، قال علي الأصفر رئيس قطاع الآثار المصرية، إن البعثة اكتشفت داخل المقبرة التي استخدم في بنائها كتل حجرية أعيد استخدامها في عصر الدولة الوسطى عن بقايا تابوت خشبي بداخله بقايا الهيكل العظمي للملك «سنب كاي» في حالة سيئة، ومن المحتمل أن طول الجسم كان يبلغ نحو 1.85 متر، أي نحو ستة أقدام تقريبا. وقالت مصادر أثرية، إنه «جرى الكشف عن الأواني الكانوبية التي كانت تستخدم لحفظ أحشاء المتوفى، ولم يعثر على أي أثاث جنائزي بالمقبرة»، بينما أوضح أيمن الضمراني الأثري المرافق للبعثة، أن المقبرة المكتشفة تقع بالقرب من مقبرة الملك «سوبك حوتب» والمرجح أنه أول ملوك الأسرة الفرعونية الثالثة عشرة التي شهدت غزو الهكسوس للبلاد قبل نحو 38 قرنا، والذي جرى اكتشاف مقبرته قبل ثلاثة أيام. وجرى الإعلان عنها من قبل وزارة الآثار المصرية، لكن لم ينتبه أحد لذلك، نظرا لانشغال الدولة والناس بعملية الاستفتاء على الدستور الجديد. وتابعت المصادر الأثرية، أن الملك «سنب كاي» تعود مقبرته لعصر أسرة يطلق عليها «أسرة أبيدوس» والتي ذكرها العالم الأثري ريهولت. وعن أسماء أسرة «أبيدوس» قال الأثري محمد سعد الدين، إن لوحة قائمة ملوك أبيدوس تحوي 76 اسما من ملوك مصر، وتؤول الأسماء المذكورة في القائمة إلى اللقب الملكي المعروف بـ«نسوت بيتي» مضافا إليه رمز الحياة عنخ على أحد جدران معبد سيتي الأول.
مشاركة :