قال الرئيس السوري، بشار الأسد، اليوم الإثنين، إن التصعيد في شمال البلاد محاولة «لتقسيم المنطقة.. وإعادة رسم خرائطها»، بعد يومين من هجوم فصائل مسلحة على مدينة حلب، ثاني كبرى مدن البلاد. وأوضح الأسد، خلال اتصال مع نظيره الإيراني مسعود بزشكيان، أن ما «يحصل من تصعيد إرهابي يعكس أهدافًا بعيدة، في محاولة تقسيم المنطقة وتفتيت دولها، وإعادة رسم الخرائط من جديد»، مؤكدًا أن «التصعيد لن يزيد سوريا وجيشها إلا إصرارًا على المزيد من المواجهة». ومن جهته، أكد الرئيس الإيراني، رفض طهران التام لكل محاولات النيل من وحدة واستقرار سوريا، معتبرًا أن «المساس بوحدة سوريا هو ضرب للمنطقة واستقرارها ووحدة دولها». وأشار إلى أن «الأطماع الصهيو أميركية واضحة في استهداف دول المنطقة وشعوبها، وأن ما يحصل في سوريا هو وجه لتلك الأطماع»، مشددًا على استعداد إيران لتقديم كل أشكال الدعم لسوريا ، للقضاء على الإرهاب وإفشال أهداف مشغليه وداعميه. ضربات دقيقة جاء ذلك فيما أعلن الجيش السوري، الإثنين، أنه تمكن من خلال ضربات دقيقة بالتعاون مع القوات الروسية من «القضاء على ما يزيد على 400 إرهابي، بينهم جنسيات أجنبية متعددة خلال الساعات الماضية». وأكد الجيش السوري في بيان أن «الاستهدافات التي ينفذها بالتعاون مع القوات الروسية الصديقة العاملة في سوريا، تواصلت خلال الساعات الـ24 الماضية، عبر ضربات مركزة جوية وصاروخية ومدفعية على مواقع الإرهابيين ومستودعاتهم وخطوط إمدادهم، ومحاور تحركهم في ريفي حلب وإدلب». وأوضح أن الضربات أسفرت عن تدمير 5 مقرات قيادة و7 مستودعات ذخيرة، وسلاح متنوع بعضها يحتوي طائرات مسيرة. وأضاف البيان: «بدأت قواتنا المسلحة بالتحرك على عدة محاور في أرياف حلب وحماة وإدلب، للالتفاف على الإرهابيين وطردهم من المناطق التي دخلوها وتأمينها بالكامل، وتثبيت نقاط تمركز جديدة للتحضير للهجوم التالي»، مع استمرار وصول المزيد من التعزيزات العسكرية إلى محاور الاشتباك. وشدد الجيش السوري على أن كل ما يشاع من سيطرة التنظيمات التي وصفها بالإرهابية على مناطق وبلدات وقرى «عارٍ من الصحة ويندرج ضمن الدعاية الكاذبة، التي تشنها تلك التنظيمات، في محاولة لرفع معنويات أفرادها الذين بدؤوا بالفرار في العديد من المواقع والبلدات، نتيجة الضربات الموجعة والخسائر التي تكبدوها». ووفقًا لوكالة رويترز، قُتل نحو 25 من عناصر الفصائل المسلحة شمال غربي سوريا، في غارات جوية نفذها الجيش السوري بمعاونة روسيا. وذكرت مصادر عسكرية أن طائرات مقاتلة روسية وسوريا، قصفت المسلحين في مدينة إدلب شمال البلاد، أمس، في حين تعهد الرئيس السوري بشار الأسد، بالقضاء على المسلحين الذين اجتاحوا مدينة حلب. وقال الجيش السوري، إنه استعاد السيطرة على عدة بلدات، اجتاحتها الجماعات المسلحة في الأيام القليلة الماضية. كما ذكر بيان صادر عن الحكومة السورية، اليوم، أن سلاح الجو السوري والروسي قصف مواقع للفصائل المسلحة في ريف حلب الشرقي، مما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من قوات الفصائل. دعم روسي أعلن الكرملين، اليوم الإثنين، أن روسيا مستمرة في دعم الرئيس السوري، وأنها تحلل الوضع على الأرض. وردا على سؤال عما إذا كانت روسيا تعتزم زيادة الدعم للأسد، قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف: «مستمرون في دعم بشار الأسد. والاتصالات مستمرة على المستويات المناسبة»، مضيفا «نحلل الوضع وسيتشكل موقف بشأن ما هو مطلوب لاستقرار الوضع». وأفاد مصدران في الجيش السوري، أن عناصر من مقاتلي قوات الحشد الشعبي العراقية، عبروا من العراق إلى سوريا عبر طريق عسكري بالقرب من معبر البوكمال، لتعزيز قوات الجيش السوري التي تقاتل العناصر المسلحة. وقال مصدر كبير في الجيش السوري لرويترز: «هذه التعزيزات الجديدة للمساعدة على خطوط التماس في الشمال»، مضيفا أن المقاتلين ينتمون لفصائل تشمل كتائب حزب الله العراقية ولواء فاطميون. وقوات الحشد الشعبي جزء من القوات المسلحة العراقية، ومؤلفة من نحو 67 فصيلًا، وقد شُكّلت في 13 مارس 2014م، بعد سيطرة تنظيم داعش على مساحات واسعة شمال بغداد. انسحاب الوحدات الكردية يأتي ذلك فيما قال مصدران لوكالة «رويترز»، إن قوات وحدات حماية الشعب الكردية، بدأت الانسحاب من مناطق في القطاع الشمالي الشرقي من مدينة حلب، بموجب اتفاق مع الفصائل المسلحة. وذكر المصدران أن الاتفاق على الانسحاب من الشيخ مقصود وبستان الباشا ومناطق أخرى في المدينة، يسمح للمدنيين بالمغادرة إلى مناطق في شمال شرق سوريا. في غضون ذلك، قال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، الإثنين، إن أحدث التطورات في سوريا تظهر ضرورة التوصل إلى تسوية بين الحكومة والمعارضة، مضيفًا أن أنقرة مستعدة للمساهمة في أي حوار، إذا تطلب الأمر. وفي مؤتمر صحفي مشترك عقب اجتماع مع نظيره الإيراني، عباس عراقجي في أنقرة، قال فيدان إن تركيا تواصل دعم وحدة الأراضي السورية. من جهته، قال عراقجي إن محادثات إيران مع تركيا كانت «سريعة ومباشرة وودية وبناءة»، مضيفًا أن طهران وأنقرة اتفقتا على أن سوريا لا ينبغي أن تصبح موطنًا «للجماعات الإرهابية». وفي وقت سابق اليوم، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، إن وجود المستشارين العسكريين الإيرانيين في سوريا، سيستمر بناء على طلب دمشق. وعلى صعيد الدعم لسوريا، أكد وزير الخارجية السوري، بسام صباغ، لنظيره البحريني عبد اللطيف بن راشد الزياني، أن قرار الدولة السورية هو مواصلة التصدي للإرهاب بكل شدة وحزم، وحماية مواطنيها، وبسط سلطة الدولة وسيادة القانون، واستعادة الأمن والاستقرار في أنحاء البلاد كافة. بدوره، أكد الزياني على موقف مملكة البحرين الثابت في الحرص على أمن سوريا، ورفضها لكل ما يهدد استقرارها ووحدة وسلامة أراضيها. ــــــــــــــــــ شاهد | البث المباشر لقناة الغد
مشاركة :