أعلنت الحكومة المحلية في منطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم بشمال غربي الصين عن الانتهاء من مشروع بيئي كبير مؤخرا، حيث تم إحاطة صحراء تاكليماكان المعروفة باسم "بحر الموت"، بحزام أخضر يحجب الرمال يمتد لمسافة 3046 كيلومترا. في صباح يوم الخميس الماضي، تم زرع العديد من النباتات مثل حور يوفراتيكا (المعروفة "الحور الصحراوي")، ساكسول والصفصاف الأحمر، على أرض رملية في محافظة يويتيان على الحافة الجنوبية للصحراء، ما يشير إلى الانتهاء من الامتداد النهائي للحزام الأخضر، بحسب مديرية الغابات والمراعي في المنطقة. تغطي صحراء تاكليماكان 337600 كيلومتر مربع ويبلغ محيطها 3046 كيلومترا، ما يجعلها أكبر صحراء في الصين وثاني أكبر صحراء متحركة في العالم. منذ بداية المشروع قبل 40 عاما وحتى نهاية عام 2023، تم إحاطة معظم الصحراء بحزام أخضر يصل طوله 2761 كم، ليربط الواحات المتناثرة، بينما ظلت المرحلة الأخيرة التي تمتد 285 كم عبر المنطقة الجنوبية للصحراء تمثل تحديا كبيرا، بسبب الرياح القوية والرمال المتحركة. ومنذ بداية هذا العام، اتخذت السلطات المحلية في شينجيانغ تدابير مستهدفة وعلمية لاستكمال هذا الجزء الأخير. إلى جانب الحزام الأخضر، تعمل المنطقة على تنمية الصناعات الرملية مثل زراعة الكستانش والمحاصيل الأخرى، بما يخدم السكان المحليين. وأكد توهتي رحمن، رئيس مديرية الغابات والمراعي في شينجيانغ، أن الحزام يعمل كحاجز إيكولوجي وسيضمن استقرار الإنتاج الزراعي وتحسين البيئة الحضرية، بالإضافة إلى تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في شينجيانغ. وأضاف أن شينجيانغ ستزيد من تعزيز الحزام الأخضر. ويعد مشروع السيطرة على صحراء تاكليماكان جزءا من برنامج غابات الحزام الواقي في "المناطق الشمالية الثلاث" في الصين، الذي بدأ في عام 1978 ويعد أكبر برنامج تشجير في العالم لمعالجة التصحر، ومن المقرر أن يكتمل بحلول عام 2050. في يونيو 2023، اقترحت الصين تحويل هذا البرنامج إلى "سور عظيم أخضر"، ليكون حاجزا بيئيا منيعا وفعّالا في شمالي البلاد. منذ عام 1978، توسعت مساحة التشجير في الصين بمقدار 32 مليون هكتار في إطار البرنامج. ومن المتوقع أن تشمل منطقة التشجير في إطار نفس البرنامج أكثر من 4 ملايين كيلومتر مربع عبر 13 منطقة على مستوى المقاطعات بحلول عام 2050، وهو ما يمثل 42.4 في المائة من إجمالي مساحة الأراضي في البلاد. على مدى السنوات الـ46 الماضية، ارتفع معدل تغطية الغابات للمناطق التي يشملها البرنامج من 5.05 في المائة إلى 13.84 في المائة. وساعد ذلك في تحقيق تقدم كبير في مكافحة التصحر وتآكل التربة، فضلا عن حماية حوالي 30 مليون هكتار من الأراضي الزراعية.