فيلم مغربي يجسد روح التسعينيات و الاغتراب: لقاء خاص مع سعيد حميش صاحب "البحر البعيد"

  • 12/2/2024
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

في لقاء خاصّ على هامش مشاركته بفيلم "البحر البعيد" في المسابقة الرسمية لمهرجان مراكش السينمائي الدولي، عبّر المخرج المغربي سعيد حميش عن مشاعره الغامرة لعرض فيلمه لأول مرة على أرض الوطن، أمام أكثر من 800 متفرج. وصفه حميش بأنه "شيء استثنائي"، معرباً عن فخره وسعادته بالنتيجة التي تحققت بفضل جهود الفريق بأكمله، مُشيداً بدور المهرجان الذي تبنى الفيلم منذ بداياته، مُشاركاً في ورشات أطلس خلال مرحلة تطويره، كما فعلت منتجة الفيلم. وأكّد حميش على الطابع الشخصيّ العميق للعمل، ما جعله يعيش تجربة عاطفية خاصة خلال العرض. وعن اختياره لفترة التسعينيات وأوائل الألفية الجديدة كخلفية زمنية للفيلم، أوضح حميش أنه سعى من خلالها إلى إبراز شعور الاغتراب والوحدة. وقد لعبت موسيقى الراي دوراً محورياً في الفيلم، فهي لم تكن مجرد موسيقى تصويرية، بل عنصرٌ دراميٌّ أساسيٌّ يعكس أجواء العمل. يقول حميش: "في مدينة مارسيليا خلال تلك الفترة، كانت موسيقى الراي ذات أثرٍ بالغٍ، وكانت تُمثّل جزءاً لا يتجزأ من الحياة اليومية. وقد سعيتُ من خلال توظيفها إلى إشراك المشاهد في أجواء الفيلم الميلودرامية، ليعيش أحداثه لا أن يشاهدها فقط". أما اختيار الممثل أيوب كريطع لدور الشخصية الرئيسية، فقد كان نتيجةً لدراسةٍ معمّقةٍ للشخصية. يقول حميش: "في البداية، ظننت أنَّ الشرط الأساسيّ هو المظهر، فقد كنت أبحث عن ممثلٍ في الثلاثينيات من عمره. لكنّني سرعان ما اكتشفت تعقيد الشخصية، وغنى مشاعرها، وقدرتها على التفاعل مع محيطها. لذلك، احتجتُ إلى ممثلٍ يجيد استنباط المشاعر وتجسيدها ببراعة. أصدقائي وفريقي نصحوني بلقاء أيوب، وعندما التقيتُ به، علمتُ على الفور أنّه الخيار الأمثل، بابتسامته الجذّابة وغبنه الفريد". وحول سبل الاستفادة من تجارب المخرجين المغاربة المقيمين بالخارج، يرى حميش أنّه يجب الاستمرار في إنتاج الأفلام، مُشيراً إلى العدد المتزايد من الإنتاجات العالمية التي تختار المغرب كموقع تصوير، معتبراً ذلك مؤشراً إيجابياً لقطاع السينما المغربية. يقول حميش: "كلما زاد الإنتاج، كلما ازدادت قوة المنظومة السينمائية المغربية، وكلما ازدادت الأصوات التي تُروّج لقصصنا". وفيما يتعلق بمقارنة مهرجان كان بمهرجان مراكش، يُلاحظ حميش أنّ "كان" يركز بشكلٍ أكبر على الجانب المهنيّ، بينما يمتاز مهرجان مراكش بجمهورٍ واسعٍ يفهم اللهجة الدارجة، ويُدرك إيحاءات الفيلم، قفشاته و مستملحاته ويُضيف حميش: "العرض الأول في الوطن له مكانة خاصة في قلبي". جدير بالذكر أن " البحر البعيد " هو ثاني فيلم روائي طويل للمخرج سعيد حميش بن العربي بعد فيلم " العودة إلى بولين " وإلى جانب الإخراج يمارس سعيد حميش بن العربي الإنتاج من خلال شركته " بارني بروديكسيون " التي ساهم أو شارك من خلالها في إنتاج العديد من الأفلام المغربية نذكر منها " و"صوفيا " لمريم بنمبارك و" ملكات " لياسمين بن كيران و" الثلث الخالي " و" وليلي " لفوزي بنسعيدي و" كابو نيكرو " لعبد الله الطايع و" الزين اللي فيك " لنبيل عيوش.

مشاركة :