إعداد:عمار عوض رغم ما تشيعه التنظيمات الإرهابية عن أنها تمتثل لتعاليم الإسلام، إلا أنها بعيدة كل البعد عن ذلك، ومع زعم حرصهم على الموت يستخدم عناصرها أحط الطرق للنجاة بحياتهم عبر التخمر بلباس النساء، للفرار من الملاحقات الأمنية، ليس هذا فحسب، بل إنهم يتخفون بلباس النساء للهجوم وتفجير مساجد الله، التي يؤمها المصلون، والأبشع من ذلك تدبيرهم لتفجير تجمعات المدنيين الكبيرة عبر عربات الإسعاف، مستغلين حرمتها وبعدها عن الشبهات، وإفساح المارة لها الطرق. تاريخ الجماعات الإرهابية حافل بالتكتيكات المشابهة في استغلالها لحرمة واحترام الناس لبعض المهن، حيث تحمل السجلات السوداء للإرهاب كيف انتحل أفراد من تنظيم القاعدة صفات صحفيين للقيام باغتيال أسد بانشير أحمد شاه مسعود في طاجيكستان مطلع القرن الحالي. ومن غير المعلوم ما الذي يمكن ان يستغلوه أو يفعلوه ليصلوا إلى هدفهم بقتل أكبر قدر من الناس ومحاربة الحياة وهو الفعل الذي يجيدونه أكثر من أي شيء آخر. الهروب من المكلا كان جنود الشرعية اليمنية في معية قوات التحالف العربي يجوبون مدينة المكلا بغرض تطهيرها من جيوب العناصر الارهابية التي أرّقت مضجع مواطنيها، ولم يكن يدور بخلدهم، وهم الذين شبوا على الاخلاق العربية القويمة واحترام المرأة، أن الإرهابيين يمكن أن يحاولوا بدناءة استغلال هذه النقطة للهروب من المدينة، ولكن يقظة وحدس الجند دفعا إلى الشك في امرأة بكامل زينة النساء، وبعد الاشتباه والاشتباك، اتضح أن من بدا في هيئة امرأة لم يكن سوى أحد قيادات تنظيم القاعدة الإرهابي. ويعد تكتيك التخفي بزي النساء وزينتهن بغرض الهروب من الملاحقات الأمنية ليس غريباً فقد مارسه كثير من التنظيمات الإرهابية في العراق وفي سوريا وفي شبه جزيرة سيناء في مصر ومدن القاهرة المختلفة كما تم استخدامه في اليمن أكثر من مرة بغرض تنفيذ هجمات إرهابية، ويؤكد هذا التكتيك الإجرامي ابتعاد هؤلاء الإرهابيين عن أي مبادئ دينية أو إنسانية، وأنهم أبعد ما يكون عن خطابهم الذي يدعون فيه الشجاعة وطلب الموت خدمة للدين، حيث لم تستخدم من قبل تكتيكات التشبه الكامل بالنساء من قبل التنظيمات في مناطق الصراع الأخرى حول العالم، وهو عمل جبان يظهر الانحطاط الأخلاقي لعناصر التنظيمات الإرهابية. وكانت قوات التحالف العربي بثت صوراً تظهر مقاتلين في تنظيم القاعدة تم القضاء عليهم الأسبوع الماضي، خلال عملية تطهير المكلا من العناصر الإرهابية وأن أحد قيادات التنظيم الذي تم قتله، قد تخفى في ملابس امرأة مستخدماً كامل زينة النساء. وأكدت مصادر مطلعة أن هناك العديد من الصور التي لم تنشر عن تخفي هؤلاء الإرهابيين بأزياء نسائية محافظة على الشعور العام للجمهور. وتواجه قوات التحالف والجيش والمقاومة تحديات وصعوبات كبيرة في عملية تمشيط مناطق حضرموت وتطهيرها من العناصر الإرهابية، نظراً لاستخدامهم أساليب غير تقليدية، خاصة تشبههم بالنساء واعتمادهم على مروءة ونخوة أفراد قوات التحالف بعدم التعرض للنساء. وبالرغم من صعوبة ملاحقة العناصر الإجرامية، فإن كفاءة وقدرة قوات التحالف العربي والجيش الوطني اليمني والمقاومة الشعبية تمكنت من اكتشاف العديد من هؤلاء المجرمين والقضاء عليهم. وفي آخر الشهر الماضي 28 إبريل/نيسان أحبطت الأجهزة الأمنية اليمنية، عملية إرهابية بسيارة مفخّخة استهدفت مقر سكن قائد الشرطة في العاصمة المؤقتة عدن اللواء شلال علي شايع وتفصيلاً، قال المتحدث الرسمي باسم شرطة عدن، عبدالرحمن النقيب: إن حراسة قائد الشرطة في عدن أحبطت عملية إرهابية حاول انتحاري يرتدي ملابس نسائية تنفيذها. وكانت تستهدف سكن قائد الشرطة بمديرية التواهي، مشيراً إلى أن أفراد الحراسة أطلقوا النار على السيارة التي كان يقودها الانتحاري، ما أدى إلى انفجارها وجرح أحد الأفراد بشظايا الانفجار. وأوضح النقيب أن إرهابيين رجالاً يتنكرون في أزياء نسائية لتجنب الرصد والاعتقال والعرف الاجتماعي في اليمن يقوم على الحيلولة دون لمس رجل من الوحدة للنساء اللائي يشتبه فيهن. وليس التفتيش الشخصي هو المعضلة الوحيدة التي تجابه القوات اليمنية المسنودة من التحالف العربي حيث نجد أنه من غير الملائم في اليمن أن يدخل الضباط بيوت العائلات، ويطلبون من امرأة أن تكشف وجهها ناهيك عن تفتيشها وهو ما يستغله الإرهابيين إما بارتداء ملابس النساء أو الاختباء في مناطق يغلب عليها النساء لحماية أنفسهم. نساء في مواجهة الإرهاب وهو الأمر الذي قاد إلى أن يوصي لقاء موسّع لرجال الأمن في اليمن بضرورة استيعاب المرأة في قطاع الأمن للمشاركة في عملية مكافحة الإرهاب، الذي يهدد المجتمعات المدنية وهي تجربة ليست بعيدة عن تاريخ اليمن الحديث، ففي منتصف عام 2006 جرى تشكيل قوة أمنية نسائية للعمل في عمليات الملاحقة والتمشيط والضبط والقبض على العناصر الارهابية التي كان قوامها 300 فتاة، تركت سبع منهن الخدمة بعدما واجهن ضغوطاً ووجدن التدريب شاقاً. واللاتي بقين في الخدمة لا يقمن في ثكنات قوات الأمن المركزي مترامية الأطراف في صنعاء، مثل زملائهن الرجال، ولكن يقمن مع عائلاتهن. ويتوجهن للثكنات كل صباح، كما يجري استدعاؤهن للعمليات الخاصة. سيارة إسعاف لاغتيال ميركل وبينما كانت أوروبا مصدومة من تفجيرات باريس العام الماضي، كان استاد هانوفر في ألمانيا يعج بالمشجعين، الذين كانوا يستعدون لمشاهدة مباراة هولندا وألمانيا، والتي كان من المفترض أن تشاهدها من داخل الاستاد المستشارة انغيلا ميركل، اكتشفت الشرطة الألمانية بالصدفة (سيارة إسعاف) وعندما سألت عن سائقها ولم يكن متواجداً فيها، وكان هناك 6 سيارات أخرى مع سائقيها باستثناء هذه السيارة. فتم المجيء بخبير متفجرات فوراً ليكشف عليها فتبين أن فيها عبوات يتم تفجيرها عن بعد، ويعتقد أن وزن المتفجرات يصل إلى مئتي كغم من نوع تي إن تي الشديدة الانفجار. وقد زرعتها خلية إرهابية وكانت تستهدف موكب ميركل، عندما يمر بالقرب من سيارة الإسعاف، فيتم اغتيال المستشارة وكانت طريقة التفجير ستتم بواسطة جهاز خلوي، لكن تعطيل المتفجرات أدى إلى منع تفجيرها، وإلا لكان تم اغتيال المستشارة ميركل عند خروجها من الملعب. وما زالت الشرطة الألمانية تبحث كيف استطاع الإرهابيون إحضار متفجرات بوزن 200 كغم إلى داخل ألمانيا مع العلم أن المتفجرات مركبة على بعضها، وهي آتية من العراق وتم جمعها في ألمانيا، كما تبحث الشرطة عن مهندس المتفجرات الذي أوقف سيارة الإسعاف ونزل منها واختفى بين الجمهور. النقاب لتفجير المساجد وبينما كان خمسة شبان يقفون عند البوابة الجنوبية لجامع الإمام الحسين، في مدينة الدمام في السعودية في محل وقوفهم وحراستهم لمدخل السور الخارجي وهو مدخل الممرات ومواقف السيارات، خرجت امرأة وهي في الحقيقة الإرهابي متنكر بعباءة نسائية، خرج من بين السيارات متوجهاً إلى الجامع فمنعه الشبان، وقالوا إنه لا توجد صلاة للنساء، وأن إمام الجامع الشيخ علي الناصر أعلن ذلك قبل ليلتين بمنع صلاة الجمعة للنساء، وقاموا بمنعه من الدخول، فتردد الإرهابي هل يرجع أم يتقدم، ساورتهم الشكوك حول تلك المرأة التي لم تستجب ولم تنطق بكلمة، فحاولوا تنبيهها ومنعها، إلا أنه أظهر حقيقته التي أخفاها تحت زي نسائي، وهجم على الشباب محاولاً الدخول عنوة، ليقوم بتفجير نفسه مما قاد إلى استشهاد 4 من الشبان. تكتيك قديم وتكتيك التخفي بزي النساء من قبل الإرهابيين قديم جداً، ومتجذر في طرائق عمل التنظيمات المتطرفة في العراق، منذ أيام سيئ الذكر تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين حيث جرى استخدامه كثيراً لتنفيذ الكثير من العمليات الإجرامية، وتعد حادثة اعتقال القيادي بالتنظيم محمود محمد سلامة الشريفي في مدينة الموصل دليلاً على ذلك، بحسب ما كشف عنه اللواء محمد العسكري الناطق باسم وزارة الدفاع العراقية: إن قوة أمنية خاصة في الموصل تمكنت وفق معلومات استخباراتية من القبض على سلامة الشريفي بعد أن داهمت القوة منزلاً في حي العامل وسط الموصل، وأثناء عملية البحث عثر على هذا الشخص داخل خزانة الملابس مرتدياً ملابس نسائية. وكانت صحيفة ديلي ميل البريطانية سلطت الضوء على هذه الظاهرة عقب اعتقال عدد من مسلحي داعش شمال العراق، وهم يرتدون ملابس نسائية أثناء محاولتهم الهروب من القتال، ونقلت عن الناطق باسم قيادة شرطة محافظة بعقوبة غالب الجبوري أن القوات الأمنية اعتقلت 20 مسلحاً، بعضهم تنكر بزي نساء بعد فرارهم من معارك تكريت باتجاه محافظة ديالى وأظهرت الصور مسلحين من التنظيم الإرهابي في زي نساء بدءا من الملابس الداخلية مرورا بالفساتين وحتى الجلباب والحجاب، كما أظهرت أن بعض المتطرفين الموقوفين قاموا بحلاقة ذقونهم وشواربهم مع وضع مكياج. وتكرر الأمر في أعقاب دخول الجيش العراقي لمحافظة الأنبار بحسب قناة العربية التي أوردت نقلاً عن بيان لخلية الإعلام الحربي أنه بعد الانتصارات والنتائج المتحققة في قاطع الأنبار أكدت مصادرنا حصول حالات هروب جماعي وبزي نسائي لعناصر داعش باتجاه منطقة هيت وعن طريق جزيرة البوعساف باتجاه البونمر. كاميرا تغتال أسد بانشير بعد عودة الزعيم الأفغاني أحمد شاه مسعود أسد بانشير من رحلة في أوروبا حيث أكد في لقاءاته مع قادة الدول الغربية، أن قوات التحالف الشمالي تحارب معسكر الإرهاب الذي يقوده بن لادن، تحت حماية حركة طالبان التي تسيطر على 90% من الأراضي الأفغانية ولم يكن مسعود يعلم أن بن لادن يخطط لاغتياله، عندما وافق على لقاء إرهابيين انتحلا صفة صحفيين، للوصول إلى مجلس أحمد شاه مسعود بغرض إجراء حوار صحفي، بحسب ما خططا حيث وضعا المتفجرات في الكاميرا التي يحملانها، والتي قاما بتفجيرها ونفسيهما، ما قاد إلى اغتيال مسعود وعدد من مرافقيه في معقله ببلدة خواجة بهاء الدين بولاية تخار الشمالية قرب طاجيكستان يوم 9 سبتمبر/أيلول عام 2001 أي قبل يومين فقط من تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر 2001. وقال مسعود خليلي، الناجي الوحيد من حادث اغتيال أحمد شاه مسعود، إن أسامة بن لادن وضع خطة اغتيال مسعود في مايو/أيار 2001. وأعرب خليلي عن قناعته بأن بن لادن هو الجهة الوحيدة التي تقف خلف التفجير الذي أدى إلى مقتل مسعود على الفور. وأوضح خليلي، في مؤتمر صحفي في أكتوبر/تشرين الأول2001، ان خطة قتل مسعود وضعت على الأرجح في مايو 2001، بعد أن سافر شاه مسعود إلى أوروبا الغربية للمرة الأولى، حيث أكد في لقاءاته مع قادة الدول الغربية، أن قوات التحالف الشمالي تحارب معسكر الإرهاب الذي يقوده بن لادن، تحت حماية حركة طالبان التي تسيطر على 90% من الأراضي الأفغانية، وأضاف: لدينا أدلة كافية عن الاتصالات بين الإرهابيين اللذين انتحلا شخصيتي صحفيين ومنظمة أصولية في أوروبا تعمل لحساب بن لادن، واحتجزت الشرطة البريطانية ياسر السري مدير المرصد الإسلامي وهي هيئة حقوقية تتخذ من لندن مقراً لها، بسبب إعطائه خطابات ضمان، لمنفذي العملية المغربيين كريم توزاني (34 عاماً) وقاسم باكالي (28 عاماً) لتسهيل مهمة حصولهما على تأشيرات دخول إلى أفغانستان من سفارة طالبان في إسلام آباد.
مشاركة :