أحمد الديحاني تعد دورات كأس الخليج العربي بمثابة مونديال مصغر لأبناء هذا الإقليم من الموصل شمالا حتى صلالة في الجنوب .. كانت في نسخها الست عشر الأولى تجري بنظام الدوري، حتى خليجي 16 في الكويت. والآن وقبل ايام من إطلاق النسخة 26 نطرح السوال التالي للقائمين على تنظيم البطولة : هل آن الأوان لعودة نظام الدوري من دور واحد لهذه المنافسة التي كانت تأسر أبناء الخليج في نسخها العشر الأولى التي اقيمت قبل أحداث عام 90 لكنها ظلت ايضا، ومع غياب العراق دورة تنافسية جميلة للمنتخبات الست المتبقية ولعل دورة 96 التي اقيمت في عُمان إحدى أكثر الدورات إثارة على مستوى التنافس النقطي وحالة تبادل المراكز المثيرة بين قطر والكويت ومعهما السعودية، ليفوز بها المنتخب الأوفر حظا بهذا النوع من البطولات وهو المنتخب الأزرق الذي سعد الكثيرون من أبناء المنطقة حينها بعودته لبعض مجده .. ميزة الدوري عن نظام الكأس من مجموعتين الذي فرضته اللجنة المنظمة بعد عودة العراق في 2004 للبطولة هو أن الدورة بنظام الدوري تسمح لجميع المتنافسين بمقابلة بعضهم البعض وتعطي شعورا اطول بالمتعة التنافسية وتجميع النقاط وعملية الحسابات المختلفة لكل الفرق ونظرتها لتحسين ترتيبها في دور واحد يعطي الشعور بوحدة هذه المنطقة بمختلف اقطارها. نظام الكأس من مجموعتين وهو نظام البطولة القائم منذ عشرين عاما يميزه اختصاره المسافة للتنافس عبر دور ثاني يتأهل منه المتصدران في المجموعتين ليلعب الأربعة بغية الوصول للنهائي . نظام الكأس يختصر المنافسة في خمس جولات ما يستغرق عادة اسبوعين أما الدوري للعدد ذاته من المتنافسين وهم 8 في هذه الحالة فهو بحاجة لسبع جولات ما قد يستغرق عشرين يوما من المنافسات وهو ما قد لا تحتمله الاتحادات الرياضية المختلفة، ولا توقف دورياتها واجنداتها السنوية، لذلك فيمكن القول ان البطولة لازالت صامدة ولو على طريقة الكأس من اسبوعين فضلا عن تمديدها لثلاثة . كمتابعين وناقدين للحركة الثقافية والرياضية في المنطقة لا يقتصر دورنا عند المستطاع من جهات التنفيذ لكننا يمكن ان نطرح ولو أفكارا مثالية بغية رفع مستوى التوقعات من الجهات المنفذة ..كجمهور رياضي يهمنا أن تعود دورات الخليج لتكون الفاكهة اليومية للمجالس الخليجية بل والعربية على ان تكون المطالب ذكية (من خارح الصندوق) وواقعية ( يمكن تنفيذها وتحل مشكلة قائمة)..لذلك يمكن الجمع بين المطلبين ( رفع مستوى الإثارة والتنافسية وعدم التأثير في الاجندات المحلية والدولية) .. يكمن الحل في الدمج بين المنتخبات الأولى والمنتخبات الرديفة لكل بلد بحيث لا يستغرق غياب اللاعبين الدوليين الاساسيين عن فرقهم المحلية أكثر من عشرة أيام، فيما العشرة أيام التي تسبقها تكون البطولة من خلال لاعبي المنتخبات الأولمبية او الرديفة التي يفضل أن تبدأ هي المنافسة كإعلان تحضيري للجمهور والمتابعين من خلال ٣ جولات ابتدائية على أن تكون الجولات الاربع الأخيرة للمنتخبات الُأول ...يمكن كذلك احتساب نقاط الفوز بالاولمبي لتكون فقط نقطتين في مقابل ثلاث نقاط يحصدها المنتخب الأول في حال فوزه ما يمنح البطولة اداءا تصاعديا.
مشاركة :