أكدت نخب تربوية أن مبادرة تطوير المقاصف المدرسية وتأمين وجبات غذائية بأسعار رمزية للطلبة التي وجه بها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، هي مبادرة إنسانية مهمة تستهدف جيلاً يتمتع بالصحة والعافية والقدرة على العطاء، مشيرين إلى نجاح المبادرة التي أطلقت ترسيخاً لثقافة الغذاء الصحي في المدارس، رافعين أسمى آيات الشكر والعرفان إلى مقام سموه على مكرماته المتتالية. منذ البدء في تطبيق المبادرة على المدارس الحكومية منذ أربع سنوات، ومجلس الشارقة للتعليم يعمل على رفع درجة الوعي الغذائي والصحي لدى الطلبة والإدارات المدرسية والهيئة التدريسية وذوي الطلبة من خلال تعزيز الاتجاهات الإيجابية وتعديل الاتجاهات غير الصحيحة بالتعاون مع شركائها الاستراتيجيين وهم مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، ووزارة التربية والتعليم، والمنطقة الطبية، وبلدية الشارقة. أعلى قيمة غذائية وأكد الدكتور سعيد مصبح الكعبي عضو المجلس التنفيذي رئيس مجلس الشارقة للتعليم، حرص المجلس على تنفيذ مبادرة صاحب السمو حاكم الشارقة من خلال توفير وجبات غذائية بأعلى قيمة غذائية وفق خطط مدروسة، تحقيقاً للتغذية السليمة في أكثر مراحل عمر الطالب أهمية، وشدد على أهمية الارتقاء بالخدمات الغذائية المقدمة في المقصف، وصولاً لترسيخ العادات والثقافة الغذائية الصحيّة ورفع الوعي الغذائي لدى الطلبة من خلال برامج التوعية والتثقيف الغذائي التي تنفذها اللجنة الدائمة للمقاصف المدرسية بالتعاون مع المدارس. وأشار إلى أن تكامل الأدوار الرقابية والإشرافية لكل من المجلس ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية التي شكل دعمها إضافة نوعية للمبادرة وطبية الشارقة والبلدية ووزارة التربية والتعليم ما أفضى إلى ترسيخ ثقافة الغذاء الصحي وصولاً لبيئة مدرسية خالية من الأمراض الناتجة عن الممارسات الغذائية غير السليمة. وأشار إلى أن مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية شركاء أساسيون في مشروع المقاصف، موجها تحية تقدير إلى سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة رئيس مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، مضيفاً أن مبادرة المقاصف والوجبات الصحية للطلبة باتت رافداً جديداً لتوطين الوظائف، وتم تعيين المواطنين والمواطنات لإدارة المقاصف وبيع الوجبات الصحية المدعومة مقابل راتب شهري ثابت، وهي فكرة وطنية دعمت أركان المبادرة وعززت من قوتها، كما أشاد بدور وزارة التربية والتعليم وبلدية الشارقة والمنطقة الطبية وبالداعم الرئيسي وهو إدارات المدارس وأولياء الأمور معتبرة نجاح المبادرة مرده التفاف الجميع حول هدف واحد وهو صحة الطالب. ثقافة لدى المجتمع المدرسي وأوضحت عائشة سيف أمين عام مجلس الشارقة للتعليم رئيس اللجنة التنفيذية المختصة على المقاصف المدرسية أن المبادرة التي يتم تطبيقها منذ العام 2011-2012 تترسخ بشكل أكبر عاما بعد عام، بحيث أصبحت ثقافة لدى المجتمع المدرسي بشكل كامل، لافتة إلى ان متابعتهم الحثيثة سواء من خلال التواصل مع إدارات المدارس والكوادر التمريضية والمشرفين من بلدية الشارقة تجعلهم يستشعرون مدى تقبل وراحة الميدان من المبادرة التي جعلت الطلبة يتناولون أفضل الأصناف الغذائية بأسعار رمزية جداً بحيث يختار الطالب بين 24 صنفاً غذائياً. وذكرت بأن الاشتراطات الصحية حددت بشكل واضح المسموح والممنوع تداوله من الأغذية والمشروبات في المقاصف المدرسية، وتم على إثر ذلك التعاقد مع شركات معروفة لتوريد الوجبات، ومتابعتها بصورة دقيقة، مضيفة من خلال متابعتها المباشرة كرئيسة للجنة المختصة للإشراف على المقاصف أن مشاكل قلة البائعين قلت، ومرد ذلك توفير مؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية لعدد كاف من البائعين في كل مدرسة، ما جعل الطلبة يحصلون على وجباتهم في وقت قياسي، ورفعت تحية تقدير للمؤسسة ولرئيسها سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، مؤكدة أن دعمهم أسهم في إنجاز المبادرة وتحقيق أهدافها بصورة كبيرة، كما شكرت الشركاء الاستراتيجيين لأنهم جميعهم دعائم في تنفيذ المبادرة وترجمتها ميدانياً. وحول دور المدرسة في الحفاظ على سلامة الأغذية المقدمة للطلبة قالت: هناك لجنة بالمدرسة للإشراف والمتابعة اليومية للمقصف للتفتيش على الأصناف الغذائية والتأكد من سلامتها وفي حالة وجود أي ملاحظات حول الغذاء، مشيدة في هذا السياق بدور الكوادر التمريضية ومفتشي البلدية الذين يقومون بزيارات دورية للمدارس ورصد الملاحظات المتعلقة بسلامة الأغذية، بالإضافة لتفعيل الغرامات والجزاءات في حالة إخلال المورّد ببنود العقد المُبرم والتي قد تصل إلى استبداله وتغييره حفاظاً على سلامة الطلبة وضمان بيئة مدرسية صحيّة. وكشفت عن خطة تطويرية للمبادرة العام الدراسي المقبل جار العمل على إعدادها. تأمين وجبات صحية واعتبرت عائشة الصيري مديرة إدارة التغذية والصحة المدرسية في وزارة التربية والتعليم أن مبادرة المقاصف المدرسية نوعية وذات ثقل لأنها تنفذ بتوجيهات من صاحب السمو حاكم الشارقة، مضيفة أنهم يعملون وفق منظومة عمل تكاملي شامل بحيث إن قوائم الأطعمة واللوائح المنظمة للمقاصف موحدة، وأن هناك تغيراً في الفكر بالنسبة للوجبات الغذائية التي تقدم في المدارس وضرورة أن تكون وجبات صحية تعود بالنفع على صحة وسلامة الطالب، لأن الفكرة من مبادرة المقاصف هي تأمين وجبات غذائية صحية للطلبة. وأشادت بتعاون إدارات المدارس وأولياء أمور الطلبة وكافة الجهات الداعمة التي أسهمت في تعزيز وإنجاح المبادرة، مؤكدة أن مجلس الشارقة للتعليم الذي تولى مهمة الإشراف على المبادرة عمل بجد من أجل ترجمة توجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة على أرض الواقع ووفقا لما هو مطلوب فبذلوا جهوداً جبارة خلال السنوات الخمس الماضية. تغيير الأنماط الغذائية من جانبها قالت رجاء بشير مسؤولة قسم الرعاية الصحية في مجلس التعليم إن البرنامج حقق العديد من الأهداف وأبرزها تغيير الأنماط الغذائية غير الصحية لدى شريحة كبيرة من الطلبة وذويهم أيضاً، مؤكدة أن العديد من الحالات التي تتعلق بضعف الدم وعدم القدرة على التركيز والسمنة أو النحافة المفرطة بدأت تقل أعدادها بين الطلبة وذلك نتيجة طبيعية لتناولهم أغذية صحية، مضيفة أنهم يطبقون برنامج أجيال بلا سمنة لتخفيض أوزان الطلبة ممن يعانون سمنة مفرطة عبر تعديل وتحسين العادات الغذائية لديهم، وإكسابهم مهارة السلوك الصحي، مشيرة إلى أن ما ساعدهم على تنفيذ البرنامج ونجاحه سنوياً هو الأغذية الصحية التي يقدمها المقصف وانتشاره كثقافة بين الطلبة وذويهم. وقالت إن الممرضات يتابعن المقاصف بشكل يومي ويقدمن تقارير حولها، مثمنة جهدهن الواضح في المتابعة المستمرة. رقابة المقاصف المدرسية بدوره أوضح علي سليمان من قسم رقابة الأغذية في بلدية الشارقة أبرز الإجراءات التي يتم اتخاذها للرقابة على المقاصف المدرسية حيث يقوم قسم رقابة الأغذية بدور رقابي على المقاصف المدرسية حيث يتم المرور على جميع المقاصف المدرسية للتأكد من الالتزام بتوفير الشروط الصحية المطلوبة بتلك المواقع كذلك التأكد من توفير بطاقات صحية وبطاقات تطعيم للعمال بتلك المقاصف للتأكد من خلوهم من الأمراض التي يمكن أن تنتقل عن طريق التعامل مع الأغذية، كذلك يتم التفتيش وفحص المواد الغذائية الموجودة بالمقصف والتأكد من سريان تاريخ الإنتاج وعدم انتهاء صلاحيتها وكذلك التأكد من طرق حفظها وعرضها، كذلك يقوم قسم رقابة الأغذية بعمل دورات تدريبية ومحاضرات للمشرفين على المقاصف المدرسية وللممرضين والممرضات بالمدارس لمساعدتهم وتأهيلهم للقيام بدورهم في المقاصف المدرسية بالإضافة إلى تدريبهم على برنامج الشارقة لسلامة الأغذية ويتم متابعتهم بعد ذلك بصفه دورية. وذكر أن الوجبات الغذائية التي كانت تقدم للطالب قبل تطبيق المبادرة مكررة وثابتة على مدار العام الدراسي، أما بعد تطبيق المبادرة أصبح هناك تنوع كبير في نوعية الوجبات المقدمة، مما أدى إلى إعطاء الحرية الكاملة للطالب في اختيار الوجبة وعدم تكرار الوجبات، كما أن إدخال الفواكه إلى الوجبات يعتبر عاملاً إيجابياً كبيراً بالنسبة للطلاب. وأوضح أن المدارس ملتزمة ومن خلال زيارات دورية نلمس أن حجم الملاحظات ضئيل ويتم تلافيها وإيجاد الحلول لها خلال الزيارة التفتيشية، وذكر أنه من الضروري وفقا لرؤيتهم إدخال عدد أكبر من الموردين حتى يكون هناك تنافس في تقديم خدمة أفضل وخلق فرصة للمنافسة وإدخال أصناف جديدة ومتنوعة من المواد الغذائية إضافة إلى اقتراحه تكريم المدارس الملتزمة والتي تساعد في تطبيق المبادرة على أكمل وجه. أسعار في متناول الجميع قال عدد من الطلبة في مدرسة الشهباء للتعليم الأساسي - حلقة ثانية - إن الوجبات متنوعة وتلبي متطلباتهم، كما أن أسعارها في متناول الجميع. يذكر أن مبادرة التغذية السليمة للطلبة التي وجه بها صاحب السمو حاكم الشارقة شملت في مرحلتها الأولى 40 مدرسة حكومية بصفة مبدئية ومن ثم تم تعميم المبادرة على بقية مدارس الإمارة البالغ عددها 127 مدرسة. التغذية والتحصيل المدرسي أكد عدد من مديري ومديرات المدارس أهمية الوجبة الصحية المتكاملة لطلبة المدارس، بحيث تشتمل على الاحتياجات والعناصر الغذائية التي يحتاجها الطالب خلال يومه الدراسي، مشددين على أهمية التركيز على الغذاء الصحي في المدرسة والمنزل، منعاً لزيادة أعداد الطلبة المصابين بالسمنة المفرطة. وقالت فاطمة الشامسي مديرة مدرسة الرماقية أن الغذاء الصحي المتوازن يسهم بشكل كبير في توفير العناصر الغذائية اللازمة لنمو الجسم والعقل السليم، مشددة على وجود علاقة وثيقة بين التغذية والتحصيل المدرسي للطلبة، ونقص التغذية يؤثر سلباً في التركيز والانتباه للدروس، ويكون الاستيعاب ضعيفاً ما يؤثر في درجاتهم وتفوقهم، وقالت إن الوجبات التي يقدمها المقصف المدرسي متنوعة وصحية وبأسعار رمزية تناسب جميع الطلبة. وأكدت أنهم ملتزمون في تنفيذ المبادرة لأنها تعود بالنفع على المجتمع المدرسي بشكل كامل، فالعقل السليم بالجسم السليم.
مشاركة :