اليونان تواجه مخاطر التحول إلى دولة فاشلة

  • 5/15/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

هل ستحترم النخبة السياسية الأوروبية الاتفاق الذي عقدته لإنقاذ اليونان في يوليو الماضي، أم ستدفع بحكومة اليسار الراديكالي إلى التخلف عن السداد، وتوجد عملياً دولة فاشلة في أوروبا؟ يبدو أن هذا سيشكل مأزق أوروبا في المقام الأول، ولن يكون مأزق اليونان أو صندوق النقد الدولي فحسب. وقد حذرت زعيمة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد الأوربيين من أن الصندوق الدولي في واشنطن، لن يشارك في عمليات إنقاذ إضافية من دون شطب جزء كبير من الديون اليونانية. وقد أدخل رئيس وزراء اليونان ألكسيس تسيبراس على نحو قسري الجزء الأخير من إجراءات التقشف الأساسية التي طالب بها المقرضون. لكن المقرضين من خلال تأخير موافقتهم على إنقاذ اليونان، يدفعون بالبلاد مجدداً نحو الإفلاس، وعلى الرغم من أن النمو في اليونان كان أفضل من المتوقع، إلا أن عائدات الضرائب ما زالت في ضائقة ومدفوعات الإنقاذ قد تم تعليقها. والأسوأ من ذلك، فإن شهوراً من الجمود القاسي دفع بالمزاج الشعبي إلى الحضيض، وهو ما يهدد الأوضاع في البلاد. والشيء الوحيد الذي بإمكانه أن ينهي الأزمة هو إعادة هيكلة الدين. وتتمثل المشكلة في أوروبا في وجود اقتصاد السوق الحر من دون حكومة ديمقراطية، وبنك مركزي ملزم بموجب المعاهدة الأوروبية بفرض الانكماش، وبلد كألمانيا على استعداد لأخذ مكاسب من المشروع الأوروبي دون أن تتولى قيادته. لكن المشكلة الآن مختلفة، ذلك أنه عندما قلب الاتحاد الأوروبي إرادة الشعب اليوناني العام الماضي، أصبح عملياً كياناً سياسياً قائماً على القوة. خلاف مستجد ومن مارس تلك القوة على اليونان هم نخبة ألمانيا ومجموعة من بلدان أوروبا الشرقية التي لديها تقاليد ديمقراطية ضعيفة. وباستعراض ثان من القوة، ضربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أيضاً، التحالف الذي فرض على اليونان الهزيمة، بانقلابها على معاهدة دبلن وبسماحها لما يقرب من مليون لاجئ بالقدوم إلى ألمانيا. وقد تحدت أوروبا الشرقية دعوات ميركل بشأن الاتفاق على توزيع اللاجئين، وردت على مناشدات المستشارة للعمل الإنساني من خلال وضع أسلاك شائكة عند كل نقطة حدودية. بالتالي لم يعد الأمر محصوراً على التقشف، بل تجري الآن معركة ثلاثية الأبعاد على روح أوروبا، بين مركز محاصر يتعرض موقعه للاستنزاف، وبين يمين قومي وعنصري ينبعث من جديد، وبين يسار راديكالي حديث. ويطرح طلب اليونان تخفيف عبء الديون على المركز الأوروبي إجابته على السؤال الآتي: إلى جانب من تقفون؟ وعلى الرغم من أن حزب سيريزا في الحكم، لكنه يبدو أجوف كقوة سياسية. ومع وجود فراغ في اليسار، فإن التشاؤم والسخرية والقومية الاقتصادية تغلغلت في اليونان. ويجازف زعماء أوروبا بمواجهة الكوارث، ليس في أثينا فحسب، وإنما على امتداد القارة.

مشاركة :