لا..لا أريد شيئاً من الهيئة العامة للثقافة!

  • 5/15/2016
  • 00:00
  • 148
  • 0
  • 0
news-picture

ماذا تريد من الهيئة العامة للثقافة؟ تَهشْتَقَ السؤالُ وحلّق في الفضاء باحثاً عن الأجوبة المبتغاة. وهو يدري أو لا يدري، أن الأجوبةَ قديمةٌ تخضع من حين لآخر للتحديث، أو إعادة التدويرِ في قوائم توصيات ومقترحاتِ المؤتمراتِ الأدبيةِ والملتقياتِ الثقافية. وللصفحاتِ والملاحق الثقافية، أيضاً، قوائمها التي يمكن استلالها من الاستطلاعات المتراكمة التي لا تكل ولا تمل من إجرائها مع أنها تعلم علم اليقين أنها ستلاقي ما تريد تماماً، لأن تلك المطالب والأحلام ألفها المثقفون، واعتادوا تكرارها، واحترفت هي نشرها. لكن ها هي الصحافة تكرر فعلها القديم، فكأن الوضع تغير تماماً. فالأجدى ألاّ تكرر طرح الأسئلة القديمة نفسها، يكفي أن تكتفي بنبش ارشيفاتها، أو أن «يغوغل» المحررون الموضوع، وستشخص أمام أعينهم الأجوبة المطلوبة. ماذا أريد من هيئة الثقافة؟ لا شىء، غير ما أردته من وكالة الشؤون الثقافية، وهو ما أردته في قديم الزمان من جمعية الثقافة والفنون، والأندية الأدبية. كان حرياً بالصحافة الثقافية أن تصوغ أسئلة مختلفة ترنو إلى أجوبة مختلفة، وتهرول بها إلى مكتب معالي وزير الثقافة والإعلام ورئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للثقافة. كنت أريد من الصحافة الثقافية أن تسأل معالي الوزير عن المولودة الجديدة، الهيئة العامة للثقافة، عن ماهيتها وهويتها، وظيفتها، واختلافها جوهرياً، وظاهراً وباطناً، عن وكالة الشؤون الثقافية، وعن نظامها، وعن استقلاليتها، وعمّا إذا ستكون لها ميزانية خاصة مستقلة، وليس الفائض من ميزانية جهة أخرى، وعن مجلسها وصلاحياته، والحرية والتمكين اللذين سيتمتع بهما، وعن آلية اختيار وتعيين أعضائها، وعمّا إذا كانت الوزارة ستدعو جمعاً من المثقفات والمثقفين إلى ملتقى يبلور في نهايته قائمة جديدة من التوصيات والمقترحات كما حدث في الماضي. لكن الصحافة الثقافية لم تصغ هذه الاسئلة، ولم تحملها إلى وزارة الثقافة، إنما اختارت الأسئلة الجاهزة، وتوجهت إلى من أمدوها بالأجوبة المعلبة، وكان بينهم من بالغ في حماسه وتملقه للمؤسسة وقال إن الكرة الآن في مرمى المثقفين. عن أي كرة، وعن أي مرمى كانوا يتحدثون؟ والهيئة لم تفعل شيئاً، ولم تقدم شيئاً، وحتى لم تعرف بنفسها بعد. أعتقد أن الكرة في مرمى الهيئة، فهناك حيث يجب أن تكون. فعلى الهيئة أن تؤكد وتُطَمْئِن أن وجودها سيحدث فرقاً في الحركة الأدبية والثقافية، وأن تكشف خططها ومشاريعها واستراتيجياتها، وجداولها لوضع مضامين التوصيات والمقترحات والتطلعات والأحلام القديمة الجديدة موضع التنفيذ. لا حاجة لأن أقول ماذا أريد من الهيئة العامة للثقافة، لأنها ستقوم بواجبها المنزلي خير قيام إذا اختير لمجلسها أعضاء من ذوي المعرفة والخبرة في العمل الثقافي. لا أريد منهم أن يجترحوا معجزات ثقافية، كل ما أريد هو أن يبذلوا قصارى جهودهم ليجعلوا تحقيق ما تضمنته الارشيفات من توصيات وتطلعات وأحلام أمراً ممكناً. نحن أكثر الشعوب تحبيراً للأماني والرغبات، وليس على من يجد نفسه على رأس المؤسسة الثقافية، بأي اسم سميت، سوى أن يوجه معاونيه إلى التنقيب في المخازن الالكترونية وغير الالكترونية عما يساعدهم في رسم خارطة الطريق إلى النهوض بالثقافة والأدب والفنون.

مشاركة :