الأحساء-عائشة الماص وسط أجواء حماسية ومنافسات استثنائية، فرض ملاك الهجن السعوديون سيطرتهم على أشواط النسخة الرابعة من كأس وزارة الرياضة للهجن، المقامة حاليًا في ميدان السيح بمحافظة الأحساء. برصيد 57 انتصارًا من أصل 118 شوطًا، يتقدم السعوديون بثبات نحو خط النهاية، محققين 6 كؤوس، إلى جانب لقبي سباق الهجانة، في بطولة تجمع بين الأصالة والطموح. البطولة، التي انطلقت بمشاركة 1333 مالكًا من مختلف الدول، لم تخلو من الإثارة. إذ تنافست السعودية مع نخبة من ملاك الهجن من الإمارات، البحرين، الكويت، قطر، عمان، والولايات المتحدة، حيث أسفرت النتائج حتى الآن عن فوز الإمارات بـ7 كؤوس، والسعودية بـ6، وقطر بـ3، في سباق مثير يعكس قوة المنافسة وثراء هذا الموروث. اليوم الأربعاء، كان مشهد التتويج مليئًا بالفخر، حيث سلّم محمد البلوي، نائب رئيس الاتحاد السعودي للهجن، الكؤوس للفائزين في أشواط فئة “ثنايا”. تألقت المطية “فخر” لمالكها عبد الهادي راشد المري من السعودية، محققة كأس الشوط الرابع بتوقيت مميز بلغ 12:57.998 دقيقة، فيما شهدت الأشواط الأولى تفوقًا لقطر والإمارات، ما يزيد من حرارة المنافسة بين الدول. غدًا، يُسدل الستار على هذه النسخة المميزة بإقامة 12 شوطًا لفئة “حيل وزمول”، بمسافة إجمالية قدرها 96 كيلومترًا، في ختام يترقبه الجميع. وقد خصص الاتحاد السعودي للهجن جوائز مالية ضخمة تزيد عن 10 ملايين ريال، تقديرًا لجهود الملاك وتشجيعًا لاستمرار هذا الإرث الثقافي الأصيل. البطولة ليست مجرد سباق بل هي انعكاس لرؤية طموحة، يقودها الاتحاد السعودي للهجن برئاسة الأمير فهد بن جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد، لتعزيز رياضة الهجن محليًا وعالميًا. في نسختها الرابعة بالأحساء، تؤكد البطولة على أهمية الحفاظ على التراث، مع تطويره ليواكب تطلعات رؤية السعودية 2030. مع إعلان عام 2024 “عام الإبل”، يأتي هذا الحدث ليكون جزءًا من الاحتفاء الكبير بقيمة الإبل التاريخية والثقافية. من خلال هذه البطولة، يتجدد الاعتزاز بالموروث العربي الأصيل، ويُرسَّخ مكان الإبل كرمز حضاري يعكس الهوية العريقة لأبناء الجزيرة العربية، مع تعزيز حضورها في المحافل الدولية بروح تنبض بالفخر والأصالة.