ما أوردته وكالة «رويترز» أخيرا عن سطوع نجم الأمير الشاب محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وما يحدثه من تغييرات كبيرة، يأتي في سياق طبيعي، ومنسجما مع تركيبة المجتمع السعودي، حيث يشكل الشباب دون الـ30 عاما ما نسبته 70% من سكان السعودية. وقد تولى الأمير الشاب (31 عاما) الحاصل على درجة البكالوريوس في القانون من جامعة الملك سعود، مسؤولية التغيير في بلاده لإلغاء هيمنة النفط وتنويع مصادر الدخل الوطني للبلاد، مستعينا بفرق من الخبراء والمستشارين، تأكيدا على الدور الكبير الذي أصبح يضطلع به الشباب السعودي في نهضة الوطن، مستفيدين من الفرصة التي أتاحها لهم الملك سلمان الذي أعلن منذ اليوم الأول لتوليه مقاليد الحكم انحيازه للشباب وتمكينهم من المساهمة الفاعلة في استكمال مسيرة البناء والتنمية والتطوير، وأتبع القول بالعمل من خلال نقل ولاية العهد إلى جيل الأحفاد بتعيين الأميرين محمد بن نايف وليا للعهد ومحمد بن سلمان وليا لولي العهد، فضلا عن تعيين كفاءات شابة في مختلف الوزارات والمواقع القيادية. ويحظى الأمير محمد بن سلمان بقبول كبير في أوساط المجتمع السعودي عامة، وفئة الشباب خصوصا، وذلك لما لمسوه فيه من عقلية منفتحة، وقدرة فائقة على التخطيط والابتكار، خصوصا من خلال ظهوره عبر التلفاز، ولقاءاته المتميزة مع وكالة بلومبيرغ الأمريكية، وغيرها من الوكالات العالمية، حيث بدا الأمير الشاب واثقا من نفسه، متمكنا من أدواته، ومقنعا في طرحه.. وهو ما ساهم في تقبل السعوديين لسياسات الترشيد الأخيرة المتمثلة في إلغاء دعم الوقود والكهرباء والمياه في ديسمبر الماضي، مؤكدين جاهزيتهم لمرحلة التغيير وفقا لمتطلبات رؤية المملكة 2030، التي أشرف عليها أيضا ولي ولي العهد من خلال رئاسته لمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية. وشدد أمير الألفية كما وصفته الواشنطن بوست، لدى إعلانه رؤية المملكة 2030، على اعتبار الشباب القوة الحقيقية لتحقيق هذه الرؤية الوطنية، والتي بحسبه لن تتحقق سوى من خلال الشباب السعودي، الذي عده أحد أبرز المزايا في البلاد، مضيفا: «شبابنا واعٍ وقوي ومثقف ومبدع لديه قيم عالية» . وظل الأمير محمد بن سلمان قبل اختياره وليا لولي العهد يقوم بنشاطات عدة داعمة للشباب، وذلك من خلال رئاسته لمجلس إدارة مركز الملك سلمان للشباب، حيث منحته مجلة «فوربس الشرق الأوسط» جائزة شخصية العام القيادية لدعم رواد الأعمال لعام 2013، تقديرا لجهوده في دعم رواد الأعمال الشباب، وإبراز نجاحات الشباب السعودي للعالم. واختارت مجلة السياسة الخارجية الأمريكية، «فورين بوليسي»، الأمير محمد بن سلمان، في قائمة القادة الأكثر تأثيرا في العالم، ضمن قائمتها السنوية لأهم 100 مفكر في العالم للعام 2015، ووضعته في التصنيف الأهم، وهو الأكثر تأثيرا في صناعة القرار في العالم. وقالت المجلة إن الأمير الشاب يلعب دورا مؤثرا في المنطقة، وتمكن من إيقاف خصوم المنطقة والسعودية، وأثبت أن الرياض على استعداد للتضحية بالدم والوقوف ضد أي خطر يهددها، ويهدد منطقة الشرق الأوسط. وقال عنه الرئيس الأمريكي باراك أوباما: «لمحت في الأمير محمد بن سلمان الذكاء وسعة الاطلاع والمعرفة، وهو يتمتع بحكمة تفوق سنه». فيما ذهبت صحيفة الغارديان البريطانية إلى أنه يذكر السعوديين بجده الملك عبدالعزيز الذي أسس هذا الكيان بدون نفط، ووصفته بأنه يتميز بالطموح والانفتاح على كل الرؤى. ورجل بكل هذه المواصفات جدير بأن يتقلد واحدة من أهم الحقائب الوزارية، حيث صدر أمر ملكي يوم 23 يناير 2015، قضى بتعيينه وزيرا للدفاع خلفا لوالده الذي بويع ملكا للبلاد، وأن يسهم بدور فاعل في اقتصاد الوطن تخطيطا وتنفيذا، حيث صدر أمر ملكي يوم 29 يناير 2015، بإنشاء مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية وتعيين الأمير محمد بن سلمان رئيسا له. وتتويجا لجهوده الواضحة في الذود عن حياض الوطن ودعم اقتصاده، صدر أمر ملكي يوم 29 أبريل 2015 باختياره وليا لولي العهد وتعيينه نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء وزيرا للدفاع ورئيسا لمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية.
مشاركة :