أعلن الجيش السوري، اليوم الأربعاء، عن شن هجوم مضاد في شمال حماة، بوسط البلاد، بهدف إقصاء الفصائل المسلحة التي كانت قد بدأت هجوما عنيفا قبل أسبوع. وبعد سيطرتها على عشرات البلدات ومعظم حلب، ثاني أكبر المدن السورية، وصلت الفصائل المسلحة، أمس الثلاثاء، إلى «أبواب» مدينة حماة الاستراتيجية للجيش لأن حمايتها ضرورية لتأمين العاصمة دمشق الواقعة على مسافة حوالى 220 كيلومترا إلى الجنوب، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. بعد إطلاقها هجوما مضادا «بعد منتصف الليل»، تمكنت قوات الجيش من «تأمين بوابة مدينة حماة الشمالية الشرقية» وسيطرت على قرى عدة، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان ، الذي أشار إلى وقوع اشتباكات في مناطق أخرى بالمحافظة. ووقعت اشتباكات عنيفة، اليوم الأربعاء، بين الجيش السوري مدعوما بالطيران الروسي وفصائل مسلحة في شمال حماة، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء السورية (سانا). أصوات مرعبة وذكرت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) أن مصورها أنس الخربوطلي، البالغ 32 عاما، قُتل في قصف جوي قرب حماة. وقال وسيم، صاحب الـ36 عاما، وهو عامل توصيل طلبات في حي الشريعة، لوكالة فرانس برس: «الليلة الماضية كانت الأصوات مرعبة للغاية والقصف متواصل ومسموع بوضوح». وأضاف: «بالنسبة لي سأبقى في منزلي لأنه ليس هناك مكان آخر أنزح إليه، تعبنا من هذه الحالة ونحن على أعصابنا منذ 4 أيام». وأفاد نائب منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية، ديفيد كاردن، في تصريحات لوكالة فرانس برس، بأن «أكثر من 115 ألف شخص نزحوا أخيرا في أنحاء إدلب وشمال حلب». تحركات دبلوماسية هذه المعارك التي خلفت 704 قتلى خلال أسبوع واحد، بينهم 110 مدنيين، بحسب المرصد، هي الأولى بهذا الحجم منذ العام 2020 في سوريا. وأفادت الأمم المتحدة، أمس الثلاثاء، بوقوع «عدد كبير من الضحايا المدنيين، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال» في الهجمات التي شنها المعسكران وأدت أيضا إلى تضرر مرافق صحية ومدارس وأسواق. في هذا السياق، أعلنت الخارجية الروسية، اليوم الأربعاء، أن روسيا وإيران وتركيا على اتصال وثيق لتحقيق استقرار الوضع في سوريا. وبدأ الهجوم المفاجئ الذي قادته هيئة تحرير الشام الإرهابية في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني، بعدما عم هدوء نسبي منذ العام 2020 مناطق الشمال الغربي بموجب اتفاق لوقف لإطلاق النار رعته أنقرة وموسكو. وفي غضون أيام قليلة، سيطرت الفصائل المسلحة على مساحات واسعة من شمال سوريا وجزء كبير من حلب. وقالت إيران، أمس الثلاثاء، إنها مستعدة «لدراسة» إرسال قوات إلى سوريا إذا طلبت دمشق ذلك. مستشفيات مكتظة في حلب، قال طالب طب يعمل في مستشفى الرازي بالمدينة لوكالة فرانس برس، أمس الثلاثاء، أن «هناك تغيب كبير في الكادر الطبي في المشفى والأقسام تعمل بـ50% من قدرتها الاعتيادية على العمل». وأضاف طالبا عدم الكشف عن اسمه: «نحن نحاول الاستجابة لحالات الطوارئ، ونوفر المعدات». وقالت منظمة الصحة العالمية إن مستشفيات حلب، التي ما يزال أقل من 8 منها تعمل، تعاني ضغوطا شديدة. كذلك، تضررت شبكة توزيع المياه، بحسب المجلس النرويجي للاجئين. ــــــــــــــــــ شاهد | البث المباشر لقناة الغد
مشاركة :