أكد شي هونج وي، القائم بالأعمال في السفارة الصينية في الرياض، أن السعودية بصادراتها النفطية والبتروكيماوية تعد من أهم مصادر الطاقة بالنسبة إلى الاقتصاد الصيني، مشيرا إلى أن زيارة جين بينج، الرئيس الصيني، للمملكة أخيرا أسهمت في دعم الصناعات البترولية واستثمار القدرات المادية والتصنيعية المتوافرة لدى البلدين لتأسيس قوة اقتصادية تكاملية. وكشف شي هونج خلال حوار مع “الاقتصادية” عن أن هناك خطة لمضاعفة عدد المصانع الصينية في السعودية خلال السنوات الخمس المقبلة، حيث تبلغ حاليا نحو 100 مصنع، لافتا إلى وجود ما يقارب 35 ألف عامل صيني يعملون في مشاريع المملكة، منهم عشرة آلاف في الرياض. وأوضح أن هناك أيضا خطة من الحكومة الصينية ونظرائها في وزارة التجارة في المملكة لإيجاد حلول لمراقبة البضائع الرديئة التي تصدر إلى السعودية، متهما بعض التجار بجلب هذه البضائع لأنها بأسعار قليلة وتحقق لهم هامش ربح مرتفعا. وأشار القائم بالأعمال في السفارة الصينية إلى عودة المفاوضات بين بلاده ودول الخليج لإقامة تجارة حرة، وذلك بعد توقفها عددا من السنوات، وأن المفاوضات تسير بالشكل الصحيح، مبيِّنا أن “رؤية القيادة السعودية 2030” رؤية جيدة وشجاعة وستجعل السعودية من أقوى دول العالم وتذكره بسياسة الإصلاح والانفتاح الصيني الذي حدث قبل 35 عاما فإلى نص الحوار: هناك عديد من الشراكات الاقتصادية بين السعودية والصين، حدثنا عن ذلك؟ هناك عديد من الاتفاقيات بين البلدين، فخلال السنوات الماضية حدثت تطورات وشراكات تعاون في مجال البنى التحتية، فالشركات الصينية تشارك في تنفيذ البنية التحتية، سواء في القطارات أو النقل، وإنتاج الغاز، وفي كل المجالات. وتعد العلاقة بين الصين والسعودية استراتيجية بالنسبة إلينا، وكما هو معلوم فإن هذه العلاقة تشمل مختلف المستويات، سياسيا واستثماريا واجتماعيا. كم عاملا صينيا يعمل في السعودية؟ في السعودية أكثر من 35 ألف عامل صيني يعملون في جميع المناطق، وفي الرياض وحدها يعمل نحو عشرة آلاف موظف. كيف تصفون مشروع المترو في العاصمة الرياض؟ هذا مشروع ضخم ومفيد جدا لمعالجة الازدحام، ونتمنى أن يكون البناء في أسرع وقت. اطلعتم على "رؤية السعودية 2030" .. كيف تجدون مثل هذا القرار كدولة صديقة؟ الرؤية جيدة وشجاعة، وتذكرني بسياسة الإصلاح والانفتاح في الصين التي حدثت قبل 35 عاما، وهي من خطوت الإصلاح، لأن الوضع متغير، وقيادة المملكة أحسنت صنعا في تحديد ما تحتاج إليه من خلال هذه الرؤية التي ستسهم في تحقيق وتحسين المعيشة ومواجهة التحديات، وستحقق نتائجها في المستقبل، وستكون السعودية من ضمن أقوى دول العالم في المجالات كافة. ما أبرز شيء لفت انتباهك في هذه "الرؤية"؟ أعجبت بتنوعها وشموليتها، ولفتت نظري الخطة الطموحة لتنويع الاقتصاد، وتخصيص جزء كبير من الرؤية للشباب، وزيادة فرص العمل. ما حجم الاستثمارات الصينية في السعودية؟ مع الأسف الاستثمارات الصينية في السعودية ليست كبيرة مقارنة بحجم العلاقة بين البلدين، وهذه السنة تأسست علاقة استراتيجية كاملة خلال زيارة الرئيس الصيني للمملكة، كأول دولة أسست هذه العلاقة بين دول الخليج. والصين مهتمة بتطوير العلاقات مع السعوديين، ودائما ما نختار السعودية أولا في التطوير، لذلك فالمجال الاقتصادي مهم، ونود أن نبذل قصارى الجهد لتطوير هذه العلاقات، وهناك حاليا مشاورات ومفاوضات لإقامة تجارة حرة بين الصين ودول الخليج كانت قد تعثرت سابقا، وهي مستمرة لأكثر من عشر سنوات. كم تبلغ استثمارات السعوديين في الصين، وهل هناك خطة لمضاعفة هذه الاستثمارات؟ تقارب الاستثمارات خمسة مليارات ريال سنويا، وهناك خطة لمضاعفتها، لأن المملكة عضو مؤسس في البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، وهي مبادرة صينية، وذلك لتعزيز تبادل الاستثمارات. حاوره: عبد السلام الثميري ما عدد المصانع الصينية في السعودية؟ هناك أكبر مصنع مشترك "مصفاة ينبع"، إضافة إلى وجود أكثر من 100 مصنع صيني في السعودية، ولدينا النية للتوسع، فخلال زيارة الرئيس الصيني للمملكة جرى توقيع عشر اتفاقيات تعاون في كل المجالات، وشرعنا في التنفيذ لتعزيز العلاقات بين البلدين. كم تتوقع أن يصل عدد المصانع في السعودية خلال خمس سنوات؟ هناك مستقبل مشرق، لأن المملكة تسعى إلى تنويع اقتصادها وتشجيع المصانع الوطنية، وعندنا في الصين قدرات كبيرة للإنتاج وهناك تكامل اقتصادي. العام الماضي بلغ حجم الزيادة في وجود المصانع الصينية في السعودية نحو 50 في المائة عما كان عليه في السابق. كم عدد الطلاب السعوديين المبتعثين في الصين؟ هناك أكثر من ألف طالب سعودي مبتعث في الصين، وفي المقابل يوجد 500 طالب صيني يدرسون في المملكة، وأتوقع أن يزداد العدد. هناك من يتهم البضائع الصينية التي تستورد إلى المملكة بالرديئة، وأن موصفاتها أقل جودة.. في وجهة نظركم ما السبب في ترسيخ هذه المعلومة في أذهان المستهلكين السعوديين؟ هذا اتهام قديم، والجانبان الصيني والسعودي يتحملان المسؤولية تجاه ذلك، فلا بد من إيجاد الحلول. وفي الصين هناك جودة مرتفعة تنتجها المصانع لكن بسعر مرتفع، ما يدفع بعض التجار السعوديين إلى استيراد البضائع ذات الجودة الضعيفة والرخيصة. وهذه مشكلة نتمنى نحن في الحكومة الصينية علاجها بمشاركة السعودية، وذلك من خلال تكثيف المراقبة. هل طرحت خطط للعلاج؟ نعم من الجانبين، ونحن في الصين سنشدد المراقبة، ونتمنى من وزارة التجارة السعودية أن تقترح على التجار اختيار البضائع الجيدة. أخيرا، ما الذي تريد أن تؤكده في نهاية الحوار؟ أريد أن أؤكد أن حجم العلاقة بين البلدين متميز، والمملكة تطورت سريعا خلال فترة قصيرة، وهناك تغيرات اقتصادية واجتماعية إيجابية شهدتها خلال الفترة الماضية.
مشاركة :