وقال وزير خارجية أوكرانيا أندري سيبيغا بينما جلس إلى الطاولة الضخمة نفسها التي جلس اليها لافروف الخميس في الاجتماع إن روسيا تمثل "أكبر تهديد" للأمن في أوروبا، واصفا نظيره الروسي بأنه "مجرم حرب". وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن موجودا في تاكالي، بالقرب من فاليتا، فيما أشار سؤولون إلى أنه لا يخطط للقاء لافروف. وقال سيبيغا لوزراء منظمة الأمن والتعاون في أوروبا التي تضم 57 عضوا إن "روسيا ليست شريكا، إنها أكبر تهديد لأمننا المشترك. إن مشاركة روسيا في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا تشكل تهديدا للتعاون في أوروبا". وأضاف "عندما يقول الروس إنهم يريدون السلام فإنهم يكذبون"، مؤكدا أن "أوكرانيا تواصل النضال من أجل حقها في الوجود". وأكد أن "مجرم الحرب الروسي الجالس إلى هذه الطاولة يجب أن يعرف أن أوكرانيا ستفوز بهذا الحق والعدالة ستتحقق". - "مزعزع للإستقرار"- ولم يزر لافروف الذي فرض عليه الاتحاد الأوروبي عقوبات، أي دولة من دول الاتحاد الأوروبي منذ رحلة قام بها إلى ستوكهولم في كانون أول/ ديسمبر 2021، هي الأخرى لحضور اجتماع لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، حسبما ذكرت وسائل إعلام روسية. وخلال جلوسه بين ممثلي سان مارينو ورومانيا، انتقد لافروف الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي وخصوصا الولايات المتحدة. واتهم لافروف الغرب خلال الاجتماع في مالطا الخميس، بإثارة "حرب باردة جديدة"، معتبرا أنها قد تصبح الآن "ساخنة"، في تصريحات أوردتها وكالة ريا نوفوستي الحكومية الروسية. واتّهم لافروف الغرب بالفشل في الاستجابة إلى تحذيرات الكرملين من مخاطر إرسال قوات لدعم أوكرانيا. ولدى سؤاله عن تقارير إعلامية غربية في هذا الشأن، رد لافروف بالقول "لا تقوم كل هذه الأوهام إلا بمفاقمة الوضع وتظهر بأن الناس الذين يحملون أفكارا كهذه يفضلون عدم سماع التحذيرات الواضحة جدا التي صدرت مرارا عن الرئيس (فلاديمير) بوتين". كذلك، اتهم واشنطن بإجراء مناورات عسكرية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ بهدف "زعزعة استقرار القارة اليورو-آسيوية بأكملها". في المقابل انتقد بلينكن نظيره الروسي قائلا إنه "موهوب" في نشر "المعلومات المضللة" ومتهما موسكو بمسؤولية التصعيد في أوكرانيا. وقال بلينكن "يؤسفني أن زميلنا، السيد لافروف، غادر القاعة، ولم يمنحنا لباقة الاستماع إلينا كما استمعنا إليه. وبالطبع، زميلنا الروسي موهوب جدا في إغراق المستمعين تحت تسونامي من المعلومات المضللة". وتأسست منظمة الأمن والتعاون في أوروبا عام 1975 لتخفف التوترات بين الشرق والغرب خلال الحرب الباردة، وتضم الآن 57 عضوا من تركيا إلى منغوليا، بما في ذلك بريطانيا وكندا بالإضافة إلى الولايات المتحدة. وتساعد المنظمة الدول الأعضاء على تنسيق قضايا مثل حقوق الإنسان والحد من التسلح، لكن موسكو اتهمت المنظمة بشكل متزايد بأنها تبتعد عن المبادئ التي تأسست لأجلها. واتهم لافروف المنظمة في الاجتماع الوزاري الأخير قبل عام في شمال مقدونيا، بأنها أصبحت "ملحقا" لحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي. ودعت أوكرانيا إلى استبعاد روسيا من المنظمة، وقاطعت اجتماع سكوبي بسبب حضور لافروف. وافتتح إيان بورغ، وزير خارجية مالطا، الدولة المضيفة للاجتماع، الفعاليات بدعوة روسيا إلى الانسحاب من أوكرانيا. واستنكر العديد من المشاركين الآخرين غزو موسكو لأوكرانيا، في وقت حساس بالنسبة لكييف. وتعهد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب الضغط من أجل التوصل إلى اتفاق سريع لإنهاء حرب أوكرانيا، تاركا كييف تكافح للحصول على ضمانات أمنية من حلفاء غربيين وإمدادات من الأسلحة المهمة قبل تنصيب ترامب في كانون ثاني/ يناير. "قنوات اتصال" ورفضت بولندا في العام 2022، لدى استضافتها اجتماع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، السماح للافروف بحضور الاجتماع، وتساءل وزير خارجيتها رادوسلاف سيكورسكي عن سبب السماح لموسكو بالاستمرار في أن تكون جزءا من المنظمة. وقال متحدث باسم مالطا لوكالة فرانس برس الأربعاء إنه في حين أن لافروف يواجه تجميد أصول في الاتحاد الأوروبي، إلا أنه لا يوجد حظر سفر عليه، وقد دعي بهدف "الإبقاء على بعض قنوات الاتصال مفتوحة". من جانبها، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا الأربعاء إن عددا من الدول الغربية "تستخدم هذه المنصة لمصالحها الخاصة"، معتبرة أن المنظمة "أصبحت أوكرانية". لكن وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك قالت إن المنظمة "تدافع عن الأمن والحرية وسندافع عنها". وأصيبت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بالشلل منذ غزو روسيا لأوكرانيا، إذ استخدمت روسيا حق النقض ضد الكثير من القرارات الرئيسية التي تتطلب إجماعا. ظلت مناصب الأمين العام وثلاثة مسؤولين كبار آخرين شاغرة منذ أيلول/سبتمبر بسبب عدم الاتفاق على خلفائهم. وقال مصدر دبلوماسي لفرانس برس إن السفراء توصلوا إلى اتفاق بشأن الدبلوماسي التركي فريدون سينيرلي أوغلو ليخلف الأمينة العامة المنتهية ولايتها الألمانية هيلغا ماريا شميد، لكن القرار بحاجة إلى موافقة الوزراء. كما أن الوزراء في مالطا سيسعون إلى الاتفاق على الدولة التي ستتولى رئاسة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا لعامي 2026 و2027. وكانت روسيا منعت إستونيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، من تولي رئاسة الحلف هذا العام. ومن المقرر ان تتولى فنلندا، التي انضمت إلى حلف شمال الأطلسي العام الماضي، هذا المنصب عام 2025. وترسل منظمة الأمن والتعاون في أوروبا مراقبين إلى الصراعات وكذلك الانتخابات في جميع أنحاء العالم. كذلك، تدير برامج تهدف إلى مكافحة الاتجار بالبشر وضمان حرية وسائل الإعلام. لكن جهودها تعطلت بسبب عدم القدرة على الاتفاق على الميزانية منذ عام 2021.
مشاركة :