قمة دولية حول الأمن في نيجيريا لمواجهة «بوكو حرام»

  • 5/15/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أبوجا أ ف ب استضافت نيجيريا أمس، قمة في أبوجا حول الأمن تشكّل مؤشراً إلى تعاون عسكري إقليمي ودعم دولي متزايد لإنهاء تمرد جماعة «بوكو حرام» الإسلامية. ومن كبار المدعوّين إلى هذه القمة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي التقى نظيره النيجيري محمد بخاري صباح أمس، قبل بدء القمة، وانطوني بلينكن مساعد وزير الخارجية الأمريكية ووزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند. كما يحضر القمة رؤساء الدول المجاورة لنيجيريا (بنين والكاميرون وتشاد والنيجر) إلى جانب وفدي الاتحاد الأوروبي والمجموعتين الاقتصاديتين لغرب ووسط إفريقيا. واعتبر الرئيس الفرنسي أن «بوكو حرام» ما زالت تشكِّل خطراً رغم الإنجازات التي تحقَّقت في مكافحة الجماعة الإسلامية في نيجيريا. وصرَّح هولاند في مؤتمر صحفي في أبوجا أن «نتائج (مكافحة التمرد) رائعة. تم إضعاف المتمردين وإجبارهم على التراجع». وأضاف الرئيس الفرنسي»لكن هذه المجموعة الإرهابية ما زالت تشكِّل خطراً». وأدلى هولاند بتصريحاته بعد محادثات مع نظيره النيجيري محمد بخاري في الفيلا الرئاسية بالعاصمة النيجيرية قبل انعقاد القمة الدولية لبحث سبل إنهاء تمرد «بوكو حرام». وبعد سنتين على قمة أولى عقدت في باريس، ستتركّز المحادثات هذه المرة على «نجاح العمليات العسكرية» الجارية و»تسوية الأزمة الإنسانية بسرعة». ومنذ وصول محمد بخاري إلى الرئاسة في نيجيريا قبل عام، حقق الجيش انتصارات عسكرية عديدة ضد «بوكو حرام» مما دفعه إلى الإعلان أن هذه الجماعة «هزمت عملياً». لكن العمليات الانتحارية لم تتوقَّف وما زالت غابة سامبيزا (شمال شرق) معقلاً لانكفاء المتمردين، بينما ما زالت العوامل التي ساهمت في ظهور «بوكو حرام» وزعزعة استقرار المنطقة من فقر وشعور بالتمييز لدى سكان الشمال المسلمين خصوصاً، قائمة. وفي تقرير نشرته مطلع مايو قالت مجموعة الأزمات الدولية المستقلة إنها تحذر من إعلانات النصر المبكرة. واعترف بلينكن الجمعة في أبوجا للصحفيين أن «بوكو حرام» «ضعفت» بالتأكيد لكنها لم تُهزم بعد، كما تبيّن عمليات مراقبة تقوم بها واشنطن بطائراتها المسيرة في شمال شرق نيجيريا. وقبل عام بايعت الجماعة تنظيم داعش، بينما سجل وجود مقاتلين نيجيريين حتى في ليبيا وكذلك في منطقة الساحل التي تسيطر عليها جماعات قريبة من تنظيم القاعدة. وقال بلينكن «نحن نتتبع كل هذه الصلات، لأننا نريد القضاء على ذلك». وكان الرئيس بخاري شجَّع على نشر قوة متعددة الجنسيات كان يفترض أن تنشر في يوليو الماضي. وستشكِّل هذه القمة التي ستضم 8500 رجل من نيجيريا والدول المجاورة على الأرجح محور مناقشات القمة. وأنشئت هذه القوة لكنها تحتاج إلى تنسيق أفضل بين مختلف مكوناتها خصوصاً مع انكفاء «بوكو حرام» إلى حدود الكاميرون والنيجر ومحيط بحيرة تشاد. وكانت نيجيريا عانت في عهود الحكومات السابقة من نقص في التعاون العسكري الدولي، بينما اتهم جيشها باستمرار بالفساد وبانتهاك حقوق الإنسان. لكن الولايات المتحدة أعلنت الأسبوع الماضي أنها يمكن أن تبيع نحو 12 طائرة حربية إلى هذا البلد العملاق في غرب إفريقيا. أما بريطانيا القوة الاستعمارية السابقة في المنطقة، فتقوم بتأهيل وحدات من القوات الخاصة في شمال شرق نيجيريا. ووعدت فرنسا التي تمتلك قاعدة عسكرية في تشاد لعمليات مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل، بتعاون أفضل من قِبل أجهزة استخباراتها. وتنظر نيجيريا وجاراتها وكلها دول فرنكوفونية، إلى فرنسا على أنها شريك لا يمكن تجاوزه وكانت العلاقات معه صعبة تاريخياً. وستتناول المناقشات الانعكاسات على الصعيد الإنساني لهذا النزاع الذي أودى بحياة أكثر من عشرين ألفاً شخص منذ 2009 وأجبر أكثر من 2.6 مليون آخرين على النزوح من بيوتهم. وأعلن نواب بورنو الولاية الأكثر تضرراً بالعنف في شمال شرق البلاد، مؤخراً أنهم بحاجة إلى 5.9 مليارات دولار (5.1 مليارات يورو) لإعادة بناء المساكن والبنى التحتية التي دُمِّرت بالكامل في هذا النزاع.

مشاركة :