في منطقة الشندغة وبين المباني التاريخية ومياه الخور، بدأ 15 نحاتاً من الإمارات ومن دول العالم، نحت أعمالهم الفنية من الحجر، ضمن النسخة الأولى من «ملتقى دبي للنحت 2024» التي أطلقتها هيئة الثقافة والفنون في دبي (دبي للثقافة)، أول من أمس، ويهدف الملتقى إلى التعريف بأهمية فن النحت ودوره في تعزيز هوية دبي البصرية، وتحقيق أهداف استراتيجية الفن في الأماكن العامة، الرامية إلى تحويل الإمارة إلى معرض فني عالمي مفتوح ومتاح للجميع، حيث سيتم توزيع الأعمال في أرجاء إمارة دبي. النحاتون المشاركون في الملتقى بدأوا نحت أعمالهم من الرخام العُماني الذي أُحضر خصيصاً لنحت هذه الأعمال، وستُعرض الأعمال في النسخة القادمة من مهرجان سكة للفنون والتصميم، وسيتم توزيعها في أرجاء دبي. حوار فني القيّم على الملتقى، علي الجابري، أكد لـ«الإمارات اليوم» أن الملتقى يجمع نخبة من أهم النحاتين من مختلف دول العالم ويستمر 20 يوماً، وسيقدم 15 نحاتاً تجارب استثنائية مرتبطة بمسيرتهم الفنية، لهذا تم اختيارهم بعناية لضمان التنوع في الأعمال الفنية، واعتبر الجابري أن وجودهم في مكان واحد للعمل على المنحوتات سيخلق حواراً فنياً في ما بينهم، وهذا يعزز مكانة دبي الثقافية، مشيراً إلى أن معايير اختيار الفنانين كانت مركزة على أصحاب الخبرة في النحت الميداني، وقد اختارت لجنة تحكيم خاصة أفضل التصورات الفنية التي طرحتها الفنانون والتي تتناسب مع دبي، وتتماشى مع أهداف الملتقى. من جهته، أوضح القيّم الفني الذي عمل على الملتقى منذ نحو سنة، كمال الزعبي، أنه تم توحيد المادة للأعمال الفنية وهي الحجر والرخام، وكذلك تم اختيار منطقة الشندغة، كونها ثقافية وتاريخية من أجل تقديم الصورة الجميلة عن دبي، ولفت إلى أن الخطة تقضي بتنظيم الملتقى مرة كل عامين من أجل تجميل دبي، مشيراً إلى أن المنحوتات ستتميز بديمومة عالية، كونها مصنوعة من الحجر الذي لا يتأثر بعوامل الطقس، وستتفاوت أحجامها من مترين ونصف المتر إلى أربعة أمتار تقريباً، فيما ستكون أوزانها ضخمة جداً، وألوانها تتنوع بين البازلت الأسود والرخام الأبيض. قواقع ويشارك في الملتقى مجموعة من الفنانين من الإمارات ودول العالم، وتحدّث الدكتور محمد يوسف لـ«الإمارات اليوم»، عن مشاركته في الملتقى، مشيراً إلى أنه سيقدم منحوتة تحت عنوان «قواقع»، مثنياً على تجربة الملتقى التي أوجدت علاقة بين الحجر والبحر، وعلى الحاجة إلى هذا النوع من الفعاليات التي تعد مواكبة لثقافة دبي والسياحة، وكل ما يقدّم من فنون عالمية في هذه الإمارة، وحول فكرة العمل لفت يوسف إلى أنه يجسد صدفتين تحملان في داخلهما العديد من الأسرار، تستقران فوق البحر لتحكيا قصة دبي، مشيراً إلى أن المنحوتة التي سيقدمها من الحجر سيعمل على تفريغها من الداخل، بهدف تسليط الضوء على الجماليات الفريدة للمدينة، وتجسيد جوهرها الساحر، وشدد على أنه اختار فكرة العمل نتيجة انبهاره بالموقع على الخور، منوهاً بأنه قد يتعمد إدخال الخشب على الحجر، تبعاً لتطور العمل، وشدد على أن إنجاز العمل النحتي خلال 20 يوماً يشكّل تحدياً كبيراً، خصوصاً أن المنحوتات ستقدّم من الحجر، المادة الصلبة التي تتطلب جهداً كبيراً. قلب دبي من جهتها، ستقدم الفنانة، عزة القبيسي، عملاً بعنوان «قلب دبي»، وهو ينتمي لمجموعة «بين الخطوط»، وأكدت أن هذه التجربة هي الأولى لها مع مادة الرخام، واصفة التجربة بكونها ستمنحها الفرصة للتعلم، وكذلك التعرّف إلى مجموعة من الفنانين من العديد من الدول، والاستفادة من خبراتهم في تجربتها الأولى مع الحجر، واعتبرت القبيسي أن التجربة تحمل العديد من التحديات، منها أولاً إنجاز العمل في مدة محددة، وكذلك التعامل مع الخامة الصلبة والجديدة عليها، مشيرة إلى أن الملتقى يحظى بأهمية كبيرة، فهو المبادرة الأولى في «دبي للثقافة»، كما أنه يستضيف مجموعة من الفنانين الذين يزورون دبي للمرة الأولى. المرجان المتدفق ويشارك النحات الإيطال، ستيفانو سبيتا، بمنحوتة تحمل عنوان «المرجان المتدفق»، ولفت إلى أنها تجسد ديناميكيات الحركة والتفاعلات والأفعال داخل مدينة دبي، موضحاً أن هذه الديناميكية تعكس ما يحدث في الشعاب المرجانية والبكتيريا والخلايا العصبية، حيث تتشابك وتتباعد وتتكاثر، وتولّد أشكالاً جديدة، ونوّه بأنه استلهم العمل من المرجان الموجود في البحار، إذ يسعى إلى تقديم فكرة الاتصال التي نجدها موجودة في المرجان وعند البشر، أما التحدي الأبرز فاعتبر أنه يكمن في نقطة البداية، إذ تعد متابعة العمل مجرد عمل روتيني، موضحاً أنه يمتلك خبرة طويلة في العمل على الرخام، واصفاً المادة بأنها تبدو صعبة لكنها حساسة جداً، والتعامل معها على نحو خاص يمكّن المرء من ابتكار أشكال شديدة النعومة. لجنة تحكيم عملت لجنة تحكيم خاصة على اختيار الأعمال المقترحة من الفنانين الذين تم اختيارهم للمشاركة في الملتقى، وقالت العضو في لجنة تحكيم اختيار الأعمال، الدكتورة نجاة مكي، إن الملتقى «يشكّل جزءاً من الثقافة والإبداع الذي تنتهجه هيئة الثقافة والفنون في دبي، فهو أول ملتقى للنحت، والتركيز على النحت يحظى بأهمية كبيرة، لأنه يحمل أهدافاً عدة، منها أنه يعد واجهة للمباني التراثية، خصوصاً أنه ارتبط بالمفهوم التراثي والبيئي»، وحول المعايير التي حكمت اختيار الأعمال، لفتت مكي إلى أن لجنة التحكيم حرصت على منح الفنانين مساحة من الراحة من أجل الإبداع لتقديم أعمال متميزة، مشددة على أنه تم اختيار الرخام من عمان، نظراً إلى سهولة نقل الأحجار من عمان إلى دبي، موضحة أن الأعمال ستنفّذ على أنواع مختلفة من الرخام وبألوان متعددة. تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :