أعلن أمين عام حزب الله اللبناني الشيخ نعيم قاسم مساء يوم الخميس عن إعطاء الفرصة لإنجاح اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، متعهدا بدعم إيراني في الإيواء والإعمار للمنازل المهدمة، مؤكدا الوقوف مع سوريا لإحباط "العدوان الذي ترعاه أمريكا وإسرائيل". وقال قاسم، في كلمة متلفزة، إن الحزب مر في الفترة الماضية في أخطر مرحلة منذ نشأته قبل 42 عاما حيث "أراد العدو من خلال عدوانه أن يسحق المقاومة فواجهته". ورأى أن المقاومة حققت نصرا بفعل "ثلاثة عوامل أساسية" تتمثل في "وقف المد الإسرائيلي" وفي وصول صواريخ ومسيرات الحزب إلى "أهدافها" إضافة لاستعادة بنية القيادة والسيطرة "في إدارة النيران والميدان". وأضاف "وافقنا على اتفاق إيقاف العدوان ووقف إطلاق النار والرجال في الميدان مرفوعة الرأس من موقع القوة"، معتبرا أن الاتفاق هو "آلية تنفيذية للقرار 1701 وليس شيئا جديدا". وتابع "الاتفاق هو تحت القرار 1701 وليس فوقه، هو جزء منه وليس قائما بذاته، ولا هو اتفاق جديد". وأوضح قاسم "الاتفاق يدعو إلى انسحاب إسرائيل من كامل الأرض اللبنانية وإيقاف عدوانها، بالمقابل يمنع تواجد المسلحين وسلاح المقاومة في جنوب نهر الليطاني حيث ينتشر الجيش اللبناني كقوة مسلحة وحيدا، إذا هو اتفاق لجنوب نهر الليطاني". واعتبر أن "القرارات ذات الصلة وآلياتها المختلفة الواردة في داخل القرار 1701 لم يتعرض لها الاتفاق في آلياته التنفيذية". وينص القرار 1701 في بنده الثالث على "أهمية بسط سيطرة حكومة لبنان على جميع الأراضي اللبنانية وفق أحكام القرار 1559 (2004) والقرار 1680 (2006)، والأحكام ذات الصلة من "اتفاق الطائف"، وأن تمارس كامل سيادتها، حتى لا تكون هناك أي أسلحة دون موافقة حكومة لبنان ولا سلطة غير سلطة حكومة لبنان". وكان "اتفاق الطائف" لعام 1989 بين الأطراف المتنازعة في لبنان قد نص على "نزع سلاح جميع الميليشيات الوطنية وغير الوطنية" الا أن حزب الله كان تمكن من الاحتفاظ بسلاحه حينها بوصفه "مقاومة" للاحتلال الاسرائيلي للأراضي اللبنانية وليس ميليشيا. وقال قاسم إن "الآليات التنفيذية لاتفاق وقف النار مقتصرة على جنوب نهر الليطاني وليس شيئا آخر، وإن أشارت إلى غير ذلك فهي إشارة للعودة إلى القرارات ذات الصلة.. ولها آلياتها ومنها استعادة لبنان لحدوده الكاملة ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا خلال فترة زمنية محددة". وأشار إلى "خروقات إسرائيلية كثيرة لاتفاق وقف النار، حوالي 60 خرقا وزيادة، ونعتبر أن الدولة اللبنانية هي المسؤولة عن المتابعة بالعلاقة مع لجنة الإشراف على الاتفاق، والمقاومة تعطي الفرصة لإنجاح الاتفاق". وينص اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقعته إسرائيل ولبنان في 26 نوفمبر الماضي ودخل حيز النفاذ بتاريخ 27 نوفمبر، على آلية إشراف على وقف إطلاق النار تترأسها الولايات المتحدة بمشاركة فرنسا وقوة الأمم المتحدة العاملة بجنوب لبنان (اليونيفيل) والجيشين اللبناني والإسرائيلي. وحول نزوح أهالي المناطق المدمرة وإعادة الإعمار، قال الشيخ نعيم قاسم إن حزب الله قرر خلال شهر نوفمبر الماضي صرف هدية ماليه "من الشعب الإيراني والحزب" يبلغ مجموعها 77 مليون دولار وتتراوح بين 300 و 400 دولار لكل عائلة نازحة من أصل 233,500 عائلة مسجلة على منصة النازحين. وأكد أن "مرحلة الإيواء والإعمار هي وعد والتزام" متعهدا بدفع مبالغ لاصحاب المنازل المدمرة والمتضررة لاستئجار منازل لمدة سنة مع بدل تأثيث إلى أن ترمم أو تعمر البيوت، لافتا إلى أن هذا المبلغ بأغلبيته سوف تقدمه إيران لمصلحة الإيواء. وأضاف "الحكومة لديها أيضا برنامج عمل، وهي معنية أن ترفع الأنقاض وتعالج مسألة البنى التحتية.. ونحن سنكون يدا بيد مع الحكومة اللبنانية". وحول مجريات الوضع الحالي في سوريا، قال قاسم إن "العدوان على سوريا ترعاه أمريكا وإسرائيل، لطالما كانت المجموعات التكفيرية أدوات لهما". وأضاف "بعد العجز في غزة وانسداد الأفق وبعد الاتفاق على إنهاء العدوان على لبنان وبعد فشل محاولات تحييد سوريا يحاولون تحقيق مكتسب من خلال تخريب سوريا مجددا". ورأى أن "المجموعات الإرهابية التي تريد أن تسقط النظام في سوريا وتحدث الفوضى فيها وأن تنقلها من الموقع المقاوم إلى الموقع الآخر المعادي والذي يخدم العدو الإسرائيلي". وقال "سنكون كحزب الله إلى جانب سوريا في إحباط أهداف هذا العدوان بما نتمكن منه". وحذر أمين عام حزب الله اللبناني الشيخ نعيم قاسم من مشروع إسرائيلي توسعي شرق أوسطي خطير جدا، داعيا إلى دعم المقاومة في غزة في مواجهة العدوان والإبادة الإسرائيلية، وإلى منع التكفيريين من عدوانهم الذي يخدم العدو الإسرائيلي.■
مشاركة :