الثقافية - أحمد الجروان: يسلط معرض المخطوطات السعودي الضوء على الدور الريادي للمملكة في حفظ التراث الثقافي والإسلامي، والذي تقيم فعالياته هيئة المكتبات، في ميادين الدرعية، بالرياض، ويستمر حتى 7 ديسمبر الجاري. ويتيح المعرض للزوار فرصة استكشاف إرث يمتد لأكثر من 1200 عام، من خلال مجموعة فريدة من المخطوطات التي توثق مراحل مهمة من التاريخ الفكري والإنساني، حيث تحتضن المؤسسات الثقافية في المملكة أكثر من 27 % من إجمالي المخطوطات في العالم العربي، مما يعكس الأهمية الحضارية والثقافية التي توليها السعودية لهذا الإرث الفريد. ويتصدر المعرض نسخ نادرة من المصحف الشريف، والتي أبدع الخطاطون في كتابتها وزخرفتها، ويعود تاريخ هذه النسخة إلى القرون الأولى للإسلام قبل التنقيط والضبط. وخصص المعرض جزءًا لاستعراض المخطوطات النادرة التي لا توجد منها سوى نسخ محدودة عالميًا، ومن بين هذه المخطوطات «ديوان الأحنف العكبري» المحفوظ في مكتبة الملك فهد الوطنية، والذي يتجاوز عمره 800 عام. كما يُعرض كتاب “عنوان المجد في تاريخ نجد”، الذي يعود عمره إلى أكثر من 200 عام، وكتاب «تحفة الأريب عند من لا يحضره طبيب» المحفوظتان بمكتبة الملك عبد العزيز العامة. ويقدم المعرض للزائر في قسم النوادر الذي مخطوطات ذات قيمة علمية وتاريخية عالية. من أبرز المعروضات في هذا القسم نسخة “سنن أبي داود” بخط الملك المحسن أحمد بن السلطان صلاح الدين الأيوبي المحفوظة بمكتبة الملك فهد الوطنية، ونسخة «معالم السنن» المحفوظة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. ويتيح المعرض للزائر فرصة الاطلاع على مخطوطات متنوعة مصنفة حسب العلوم والمعارف تُعد من نوادر المخطوطات على مدى 14 قرنا من الزمان، وتغطي هذه المخطوطات مجالات شتى، بدءًا من العلوم الدينية كعلوم القرآن الكريم والحديث الشريف، وصولاً إلى العلوم الإنسانية كالتاريخ والجغرافيا والفلسفة، والعلوم التجريبية كالرياضيات والهندسة والفلك. ويشاهد الزائر أثاء مروره بأجنحة المعرض توقيعات العلماء وخطوطهم على الكتاب الكامل، وتُختتم أجنحة المعرض بالمخطوطات التي كُتبت وتم تداولها خلال الدولتين السعوديتين الأولى والثانية، لتُبرز الحراك العلمي والثقافي في تاريخ المملكة.
مشاركة :