بيروت/ مرجعيون، جنوب لبنان 5 ديسمبر 2024 (شينخوا) أعلن الجيش اللبناني اليوم (الخميس) أنه يواصل تعزيز انتشاره جنوبي البلاد بعد بدء تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل). وقالت قيادة الجيش في بيان إن "الجيش يواصل تعزيز انتشاره في الجنوب بعد بدء تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان- اليونيفيل ضمن إطار القرار 1701، وذلك في أعقاب العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان". وأضاف البيان أنه "في هذا السياق، تتابع قيادة الجيش مع المراجع المختصة الخروقات المستمرة التي يقوم بها العدو الإسرائيلي". وأشار إلى أن "الوحدات العسكرية تستمر في تنفيذ مهماتها، بما فيها عمليات دهم في مختلف المناطق اللبنانية بحثا عن مطلوبين، إضافة إلى تعزيز الانتشار على الحدود الشمالية والشرقية تحسبا لأي طارئ، بخاصة خلال هذه المرحلة الاستثنائية التي تتطلب من جميع الفرقاء التعاون من أجل المصلحة الوطنية". وأفادت مصادر عسكرية لبنانية بأن قوة إسرائيلية تواكبها جرافة عملت اليوم على استحداث سواتر ترابية وحفريات على الطريق الرئيسي الذي يربط بلدة شبعا بمحور بركة النقار، مما منع إكمال انتشار قوة من الجيش اللبناني في هذا المحور الواقع في القطاع الشرقي من المنطقة الحدودية جنوبي لبنان. وقالت المصادر لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "قوة مشاة إسرائيلية تواكبها جرافة وعدة دبابات نوع ميركافا اجتازت الخط الحدودي الفاصل بين لبنان وإسرائيل في محور مزارع شبعا وعملت على قطع الطريق الذي يربط الطرف الغربي لبلدة شبعا بمحور بركة النقار". وأضافت أن "القوة الإسرائيلية توغلت لمسافة حوالي 600 متر شمال الخط الحدودي وعملت على إقامة ساتر ترابي على بعد لا يتجاوز 100 متر من موقع للجيش اللبناني عند المدخل الغربي لبلدة شبعا". وأشارت المصادر إلى أن "الهدف الإسرائيلي من قطع هذا الطريق منع الجيش اللبناني من إكمال انتشاره إلى موقعه المتقدم في محور بركة النقار، والذي كان قد انسحب منه منذ أكثر من شهرين". وكانت قوة من الجيش اللبناني معززة بعدة آليات مدرعة، قد بدأت أمس إعادة انتشارها في الطرف الغربي لبلدة شبعا شرق جنوب لبنان، وشمل ذلك التموضع في ثلاثة مواقع عسكرية في هذا المحور، بحسب المصادر. ووفق المصادر، فقد "كان من ضمن خطة انتشار الجيش وصوله إلى موقعه في تلة بركة النقار المشرف بشكل مباشر على الطرف الشمالي لمزارع شبعا اللبنانية المحتلة لكن إقامة إسرائيل الساتر الترابي على هذا الطريق حال دون ذلك". من جهتها، قالت (الوكالة الوطنية للإعلام) اللبنانية الرسمية إن "قوة مشاة إسرائيلية تقدمت بمواكبة جرافة ودبابات ميركافا إلى الطرف الغربي لبلدة شبعا وعملت على إقامة سواتر ترابية قطعت عبرها الطريق الذي يربط بلدة شبعا بمحور بركة النقار". وأشارت الوكالة إلى أن "الجيش اللبناني كان قد أعاد انتشاره أمس في ثلاثة مواقع عند الطرف الغربي لبلدة شبعا بعد تراجعه عن هذه المنطقة منذ حوالي الشهرين باتجاه محور جنعم إلى الشمال من بلدة شبعا". يأتي ذلك فيما أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي سعي حكومته للوصول إلى استقرار طويل الأمد وأن تكون المرجعية للدولة وحدها، مشيرا إلى أن الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية هو أساس بدء العمل لإعادة السلام إلى الجنوب. وجاء تأكيد ميقاتي خلال زيارة قام بها لمقر وزارة الخارجية والمغتربين اجتمع خلالها مع وزير الخارجية عبد الله بوحبيب وأعضاء السلك الدبلوماسي في الوزارة، بحسب الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية. وقال "مررنا ولا نزال نمر في ظروف صعبة"، معتبرا أن "لبنان موجود في ممر بين الشرق والغرب والجنوب والشمال، وكلما تهب عاصفة من أي اتجاه تمر في لبنان". ورأى أن "كل واحد منا يركض عندما تهب العاصفة لأخذ وكالة حصرية من دولة أخرى ليكون وكيلا حصريا لها بلبنان، وعندما تتفق هذه الدول مع بعضها نحتاج إلى وقت لتصفية هذه الوكالة الحصرية". وأشار إلى أنه أكد لرئيس لجنة الرقابة على وقف إطلاق النار الجنرال الأمريكي جاسبر جيفرز ولعضو اللجنة الجنرال الفرنسي غيوم بونشان "ضرورة وقف إطلاق النار وانسحاب الجيش الإسرائيلي من أي أراض لبنانية تقدم إليها في الفترة الماضية، وهذا هو الأساس لنبدأ بالعمل الصحيح لإعادة السلام إلى جنوب الليطاني ولكل الأراضي اللبنانية". وينص اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقعته إسرائيل ولبنان في 26 نوفمبر ودخل حيز النفاذ بتاريخ 27 نوفمبر، على آلية إشراف على وقف إطلاق النار تترأسها الولايات المتحدة بمشاركة فرنسا وقوة اليونيفيل والجيشين اللبناني والإسرائيلي. وقال ميقاتي إن "التفاهم على وقف إطلاق النار هو نوع من الآلية التنفيذية لتطبيق القرار 1701 وأولويتنا الوصول إلى استقرار طويل المدى وانتخاب رئيس للجمهورية". ورأى أن "موضوع سحب السلاح (من حزب الله) يحتاج إلى وفاق وطني، ونحن نسعى للوصول إلى استقرار طويل الأمد، وأن تكون المرجعية للدولة وحدها وأن يتولى الجيش السلطة الفعلية على الأرض وأن نحميه". وكان اتفاق لوقف إطلاق النار قد بدأ سريانه فجر 27 نوفمبر الماضي بين حزب الله والجيش الإسرائيلي واضعا حدا للمواجهات التي اندلعت بينهما في 8 أكتوبر 2023 على خلفية الحرب في غزة، ثم تصاعدت منذ 23 سبتمبر الماضي حيث شن الجيش الإسرائيلي هجوما على لبنان أَطلق عليه اسم "سهام الشمال"، في حين شن حزب الله في المقابل بشن هجمات صاروخية على قواعد ومواقع إسرائيلية. وتتضمن بنود اتفاق وقف إطلاق النار وانسحاب إسرائيل خلال 60 يوما من الأراضي اللبنانية على أن ينتشر الجيش اللبناني على الحدود اللبنانية الإسرائيلية وفي منطقة الجنوب ويتولى الأمن فيها ويحظر أي تواجد للسلاح والمسلحين. ورغم اتفاق وقف إطلاق النار، نفذ الجيش الإسرائيلي ضربات في لبنان أوقع بعضها قتلى وجرحى، فيما أعلن حزب الله مساء الاثنين الماضي، ولأول مرة منذ بدء سريان الاتفاق، أنه رد على "الخروقات" باستهداف موقع إسرائيلي في "تلال كفرشوبا المحتلة" بصاروخين، ما استتبع غارات إسرائيلية على عدة مناطق بجنوب وشرق لبنان.
مشاركة :