اليوم قد تسأل شاباً وقد يكون في المرحلة الجامعية فتجده يتلعثم، ولا يكاد يُبين، فضلاً عن أن يتفنن ويبدع في الإلقاء. وهذه مشكلة تحتاج إلى حل، فكيف سيواجه الحياة من لا يستطيع أن يعبر عن أفكاره؟! والمشكلة الأخرى والأكبر عندما يظن أن هذا من الحياء الذي لا يأتي إلا بخير، بينما هو خجل يحتاج إلى علاج، ومن الإشكاليات أيضاً عندما يُهاجم من يستطيع التعبير. استدعى هذا الأمر، موقف في السيرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام حدث من الصحابي الجليل جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه أثناء الهجرة إلى الحبشة، وكيف استطاع بقدرته على التعبير وصدقه وإخلاصه أن ينقذ الصحابة مع شدة المؤامرة وقوة الخصوم، فعندما استدعاهم النجاشي وسألهم: ما هذا الدين الذي فارقتم فيه قومكم، ولم تدخلوا به في ديني ولا دين أحد من هذه الملل؟ تقدم جعفر ورد برد جميل جمع كل أساليب الاتصال: أيها الملك! كنا قوماً أهل جاهلية، نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، ويأكل منا القوي الضعيف، فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولاً منا، نعرف نسبه، وصدقه، وأمانته، وعفافه، فدعانا إلى الله لنوحده، ونعبده، ونخلع ما كنا نعبد وآباؤنا من دونه، وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، والكف عن المحارم والدماء، ونهانا عن الفواحش، وقول الزور، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنات، وأمرنا أن نعبد الله وحده، لا نشرك به شيئاً، وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام، فصدقناه وآمنا به، واتبعناه على ما جاء به دين الله، فعبدنا الله وحده، فلم نشرك به شيئاً، وحرمنا ما حرم الله علينا، وأحللنا ما أحل لنا، فعدا علينا قومنا، فعذبونا، وفتنونا عن ديننا، ليردونا إلى عبادة الأوثان عن عبادة الله تعالى، وأن نستحل ما كنا نستحل من الخبائث، فلما قهرونا، وظلمونا، وضيقوا علينا، وحالوا بيننا وبين ديننا، خرجنا إلى بلادك، واخترناك على من سواك، ورغبنا في جوارك، ورجونا أن لا نُظلم عندك، أيها الملك! فكانت النتيجة على هذا المنطق الجميل، قول النجاشي لمندوبي قريش: انطلقا فلا والله لا أسلمهم إليكما، ولا يُكادون. كن كجعفر متحدثاً بارعاً تقدم ما لديك بأجمل صورة، ولا تكن كغيره. @shlash2020
مشاركة :