اعتبر رئيس بلدية لندن السابق بوريس جونسون المؤيد لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في مقابلة مع صحيفة "ذا صنداي تلغراف" تُنشر اليوم (الأحد) ان الاتحاد يسعى لأن يفعل مثل الديكتاتور النازي أدولف هتلر في محاولته بناء دولة عظمى. وأوضح جونسون ان تاريخ أوروبا حافل منذ ألفي عام بمحاولات لتوحيد القارة تحت راية سلطة واحدة على غرار ما كانت عليه الإمبراطورية الرومانية، معتبراً ان "نابوليون وهتلر وأشخاصاً آخرين حاولوا فعل ذلك وانتهى الأمر بطريقة مأسوية. الاتحاد الأوروبي هو محاولة أخرى بطرق مختلفة". وأضاف "ولكن ما ينقص جوهرياً هو المشكلة الأبدية، أي عدم وجود ولاء حقيقي لفكرة أوروبا. (...) ليست هناك سلطة واحدة يمكن احترامها أو فهمها. إنه سبب هذا الفراغ الديموقراطي الهائل". وجدّد جونسون، الذي يُعتبر أبرز شخصية سياسية تنادي بالخروج من الاتحاد، التأكيد على ان بريطانيا ستصبح "مزدهرة أكثر من أي وقت مضى" إذا ما خرجت من الاتحاد. ويختلف جونسون على رغم انه قيادي في حزب المحافظين، في رؤيته لمستقبل المملكة المتحدة مع زعيم الحزب رئيس الوزراء ديفيد كامرون الذي يقود حملة لإقناع الناخبين بالتصويت لصالح بقاء بلادهم في الكتلة الأوروبية الموحدة. والسبت، حذر كاميرون من احتمال أن تدخل بريطانيا في مرحلة انكماش اقتصادي في حال صوتت لمصلحة الخروج من الاتحاد. وقبل أقل من ستة أسابيع على التصويت، حصل المعسكران المؤيد والمعارض للبقاء في الاتحاد الأوروبي على النسبة نفسها في الاستطلاعات الستة الأخيرة التي أجراها موقع "ماذا تريد بريطانيا". وتكثّفت السبت في بريطانيا الحملة في شأن الاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، في وقت سلّط رئيس الوزراء ديفيد كامرون الضوء على التاثير الاقتصادي الذي يمكن أن ينتج من خروج بلاده من الاتحاد. وسجل زعيم "حزب العمال" جيريمي كوربن أهم ظهور له في الحملة في تجمع بوسط لندن. وعلى رغم التنافس الشديد بين كامرون وكوربن، لكنهما يرغبان في بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي وهما جزء من الحملة التي وحّدت معظم أكبر الشخصيات السياسية في البلاد. ويتوقع المنادون بخروج البلاد من الاتحاد الأوروبي مثل رئيس بلدية لندن السابق بوريس جونسون الازدهار لبريطانيا في حال خروجها من الاتحاد الذي يضم 28 بلداً، إذ ستتمتع بحرية التفاوض على الاتفاقات التجارية كما ستحرر الشركات من الروتين. وتسببت الحملة بانقسامات مريرة في صفوف "حزب المحافظين" الذي يتزعمه كامرون إذ ان أكثر من 100 من نواب الحزب في البرلمان البالغ عددهم 330 يؤيدون الخروج من الاتحاد الأوروبي. ويشير المحللون الى ان كامرون سيكون مرغماً على الاستقالة في حال خسر الاستفتاء. وبعد أسبوع من تحذيرات مؤسسات مثل "البنك المركزي البريطاني" و"صندوق النقد الدولي" من تأثيرات خروج بريطانيا من الاتحاد، شدد كامرون على ان اقتصاد بريطانيا يمكن أن يواجه انكماشاً إذا خرجت بلاده من الاتحاد. وقال في كلمة في دائرته أوكسفوردشاير (جنوب شرق) "إذا صوتنا على الخروج من الاتحاد في 23 حزيران (يونيو)، فسنصوت من اجل أسعار أعلى، وسنصوت على وظائف أقل وعلى نمو أقل. سنصوت من أجل الانكماش". وصرح سابقاً ان مشاريع البنى التحتية وبينها مشروع القطارات ستتأثر في حال الخروج لأن بريطانيا ستخسر مليارات الجنيهات التي تحصل عليها من "بنك الاستثمار الأوروبي" الذي ضخ 16 مليار جنيه استرليني (20 مليار يورو) في مشاريع بريطانية في السنوات الثلاث الأخيرة. ويعتبر جونسون في المقابل ان بريطانيا "ستشهد أكبر ازدهار في تاريخها إذا خرجت من الاتحاد الأوروبي. وقال في كلمة في بريستول جنوب غربي إنكلترا السبت "حان وقت تحرير بريطانيا من قيودها، وهو وقت الدفاع عن الحرية في جميع أنحاء القارة" الأوروبية. اما كوربن، الاشتراكي المخضرم والذي انتقد الاتحاد الأوروبي طوال حياته السياسية، فحضته شخصيات داخل حزبه على بذل مزيد من الجهود في إطار حملة "البقاء" في الاتحاد. ووسط سعيه في كلمة السبت الى النأي بـ"حزب العمال" عن كامرون، لكنه أكد ان قضايا مثل حماية مكان العمل والتلوث يجب معالجتها من داخل الاتحاد الأوروبي. وقال أن الحكومة المحافظة وليس الاتحاد الأوروبي، مسؤولة عن "العديد من المشكلات" التي تواجهها البلاد، مضيفاً ان "الاتحاد الأوروبي كان يمكن أن يقدم إلينا الكثير لو كانت لدينا حكومة تتخذ خيارات جيدة وتعرف اختيار أولوياتها". وتابع "لذلك نصوت كي نبقى ونصلح ونعمل في إطار أوروبا بهدف تحسين حياة الناس هنا في بريطانيا". وقبل أقل من ستة أسابيع من الاستفتاء، أظهرت ستة استطلاعات للرأي أُجريت أخيراً ونشر نتيجة معدلها العام معهد "وات يو كي ثينكس" على موقعه الإلكتروني السبت ان البريطانيين منقسمين مناصفة بين مؤيد للبقاء في الاتحاد الأوروبي ورافض له (50% لكل من المعسكرين). كما أظهر استفتاء أُجري لحساب صحيفتي "صنداي ميرور" و"ذي إندبندنت" نُشرت نتيجته مساء السبت ان خمس البريطانيين فقط مقتنعون بأن كامرون صادق في ما يقوله بشأن أوروبا. وبحسب هذا الاستفتاء، فإن 21% فقط ممن شملهم، عبّروا عن ثقتهم بكامرون اكثر من جونسون في ما خص عضوية بلادهم في الاتحاد الأوروبي. وأظهر الاستفتاء نفسه ان 39% من البريطانيين يعتقدون ان الداعين لخروج بريطانيا من الاتحاد، هم أكثر صدقاً من الداعين لبقائها، مقابل 24% جاء رأيهم معاكساً.
مشاركة :