كيف تتنافس أمريكا والصين بشكل محموم للسيطرة على الذكاء الاصطناعي؟

  • 12/7/2024
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

- يرسم لنا كاي-فو لي، الخبير العالمي في الذكاء الاصطناعي، في هذا الكتاب لوحة بانورامية عن السباق المحموم بين الصين والولايات المتحدة للسيطرة على هذا المجال، مستفيدًا من خبرته الواسعة في كلا البلدين. - ويقدم لنا تحليلاً عميقًا حول كيفية إعادة الذكاء الاصطناعي تشكيل العالم، ليس فقط على الصعيد الاقتصادي، بل على الصعيد الاجتماعي والبشرية جمعاء. نبذة عن المؤلف - يُعد كاي-فو لي من أبرز الشخصيات التي ساهمت في تطوير مجال الذكاء الاصطناعي. بدأت مسيرته البحثية في مجال التعرف على الكلام، ثم تبوأ مناصب قيادية في شركات عالمية كبرى مثل آبل ومايكروسوفت وجوجل. للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام - وفي الوقت الحالي، يقود شركة سينوفيشن فينتشرز، التي تُعد من أبرز شركات الاستثمار في الشركات الناشئة في الصين. - ورغم جذوره الأمريكية التايوانية، فإنه يتميز بنظرة واقعية وموضوعية، حيث يجمع بين تقديره لروح الإبداع والابتكار التي تميز الشعب الأمريكي وإيمانه بقدرة الصين على قيادة المستقبل التكنولوجي. الصين تتقدم: من الاختراع إلى التنفيذ - يُرجّح الخبير العالمي أن تتفوق الصين على الولايات المتحدة في سباق الذكاء الاصطناعي، حيث أصبحت مرحلة الابتكار الأولي تأخذ أهمية ثانوية مقارنة بمرحلة التنفيذ. - ويعزز هذا التوقع توفر كميات هائلة من البيانات والبنية التحتية المتطورة، بالإضافة إلى الدعم الحكومي القوي. - وفي حين تعتمد الولايات المتحدة على نخبة من الخبراء، تعتمد الصين على الكثافة العددية في القوى العاملة، معتمدة على المبدأ القائل بأن "كمية البيانات تغلب نوعيتها" في عالم الذكاء الاصطناعي. - ويشير لي إلى أن الخوارزميات المتوسطة المدعومة ببيانات ضخمة يمكنها أن تتفوق على الخوارزميات المتقدمة التي تعتمد على بيانات محدودة. رواد الأعمال الصينيون: ابتكار في بيئة شديدة التنافسية - يسعى لي إلى تصحيح المفهوم الخاطئ السائد حول الشركات الصينية باعتبارها مجرد شركات مقلدة. ويشدد على أن النجاح الصيني يعود إلى قدرتها الفائقة على التكيف والابتكار لتلبية احتياجات الأسواق المحلية والعالمية. - ويستشهد بمثال شركة Meituan التي تجاوزت منافستها الأمريكية Groupon بفضل نموذج أعمال مبتكر ومتكامل. - مؤكدًا أن البيئة التنافسية الشديدة في الصين قد ولّدت جيلاً جديداً من رواد الأعمال المبدعين. فعلى سبيل المثال، تطبيق WeChat ليس مجرد نسخة طبق الأصل من WhatsApp، بل هو منصة متكاملة تقدم خدمات متعددة تتجاوز التواصل الاجتماعي لتشمل الخدمات المالية والتجارة الإلكترونية. السياسة تدعم الابتكار - يتناول الكتاب التنافس الشديد بين القوى العظمى في مجال الذكاء الاصطناعي، ويسلط الضوء على الدور الحاسم للبيئة السياسية في هذا التنافس. - فبينما تتبنى الصين استراتيجية شاملة لتعزيز مكانتها في هذا المجال، تتبع الولايات المتحدة نهجًا أكثر مرونة، مما قد يؤثر على قدرتها على مواكبة التطورات المتسارعة في هذا القطاع. الذكاء الاصطناعي والإنسان: صراع البقاء والتكيف - لا يكتفي الكتاب بتناول المنافسة بين الدول الكبرى، بل يتعمق في طرح تساؤلات جوهرية حول مستقبل المجتمعات البشرية في ظل الثورة التكنولوجية التي يقودها الذكاء الاصطناعي. - يحذر المؤلف من خطر البطالة الجماعية الناتجة عن التحولات السريعة في سوق العمل، خاصة في المجالات المكتبية والمهنية. - يقترح المؤلف تبني برامج استثمار اجتماعي تشجع على المشاركة في الأنشطة المجتمعية، وبدلاً من الدعوة إلى الدخل الأساسي الشامل. النظام العالمي الجديد: ثنائية القطب - يعتقد لي أن العالم يتجه نحو نظام عالمي ثنائي القطب تهيمن عليه الصين والولايات المتحدة. لكن بينما ستسيطر الشركات الأمريكية على الأسواق المتقدمة، سيكون للصين اليد الطولى في الأسواق الناشئة مثل جنوب شرق آسيا وإفريقيا والشرق الأوسط. - ورغم تراجع الدول الأوروبية والدول النامية في هذا السباق، إلا أن بعض الدول مثل المملكة المتحدة وكندا تلعب دورًا مهمًا في البحث العلمي، لكنها تفتقر إلى البنية الاقتصادية والبيانات الضخمة اللازمة للريادة. رؤية نحو المستقبل: التعاون بدلاً من الصراع - رغم التحديات الجسام التي تواجهنا، يقدم لنا المؤلف رؤية متفائلة لمستقبل واعد يجمع بين الإنسان والذكاء الاصطناعي. - ويرى أن هذا التكامل بين العقل البشري والذكاء الآلي سيؤدي إلى عصر ذهبي من الإبداع والازدهار. كما يؤكد لنا أننا لسنا مجرد متفرجين على هذا المشهد، بل نحن صناع المستقبل، وأن قراراتنا اليوم ستشكل ملامح الغد. خلاصة القول - يقدم كاي-فو لي تحليلاً فريدًا ومثيرًا للتفكير، وذلك بفضل خبرته التي تجمع بين العمل في عمالقة التكنولوجيا الأمريكية وتأسيس واحدة من أكبر شركات رأس المال المغامر في الصين. -ولا يُعد كتابه مجرد سرد للمنافسة بين الولايات المتحدة والصين، بل هو أيضًا دعوة للتفكير في مستقبل البشرية في ظل سيطرة الذكاء الاصطناعي على حياتنا اليومية. - إذا كنت تسعى إلى فهم التنافس التكنولوجي بين الشرق والغرب وتأثيره على مستقبل العالم، فهذا الكتاب لا غنى عنه.

مشاركة :