قصيدة الهايكو: البنية والخصائص.. أمسية يحتضنها الشريك الأدبي

  • 12/8/2024
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تحت مظلة الشريك الأدبي، نظم «نادي الهايكو السعودي» بالشراكة مع مقهى «رسم سكتش» و«نادي حباك الثقافي» محاضرة بعنوان «قصيدة الهايكو: البنية والخصائص»، في مدينة تبوك، قدمها الدكتور أحمد يحيى القيسي، رئيس نادي الهايكو السعودي وأدارت المحاضرة الأستاذة ندى العمراني. استهل القيسي أمسيته بمقولة للياباني «هوسومي» يقول فيها: «منذ أربعين عاما وأنا أكتب الهايكو، ومازلت أتساءل ماهو، يقال هو "أن تلمح السماء من خرم إبرة" أما عندي فهو خرم الإبرة». ركز بعد ذلك -في استعراضه لمفهوم الهايكو- على المقولة الشائعة «الهايكو نص غير مكتمل» مبينا أن نص الهايكو يولد ناقصاً ويكتمل في ذهن المتلقي، حيث لا يفصح الكاتب بالضرورة عن رؤيته التي ينبثق عنها النص، بل يجعل المتلقي يدركها، فهذا الأخير شريك في العملية الإبداعية، الأمر الذي يجعل "التفاعلية" تتحقق دون شك في قصيدة الهايكو. توقف بعد ذلك عند بنية الأسطر الثلاثة، وهي الصيغة المتعارف عليها في هذه القصيدة، مبيناً أن هذه الأسطر ليست مجرد شكل، فالسطر الأول (الكيغو) يركز على الزمكانية، والسطر الثاني للمشهدية، أما السطر الثالث فللمفارقة التي تصنع دهشة النص. ثم تحدث عن طبيعة المشهد الذي ينقله نص الهايكو، مبيناً أنه غير مزدحم بالتفاصيل، بل مشهد عابر وبسيط جدا، قد لا يلفت الانتباه، وليس شرطاً أن يدرك الشاعر عناصره بالرؤية، فكل حواس الإنسان تلتقط عناصر المشهد بما يتوافق وخاصية إدراكها. استعرض القيسي بعد ذلك مجموعة من نصوص الهايكو الملفتة لمبدعين من مختلف الدول العربية، ليبين عليها خصائص الهايكو، ومنها: "طريق الحقل لم يتبق من الخطوات سوى أثر العكاز" عصام زودي * "على الصاري المكسور يتعلم الطيران صغير النورس" غصون الطرشة * "تحزنني سحابة عابرة والأشجار تنتظر الماء" خيرية السقاف * "أوراق محترقة في منفضة السجائر بقايا قصيدة" مانيا فرح * "من النبع أحفن وجهي وأشرب" سامح درويش * "أخيرا حط الطائر على الأرض ميتا" علي القيسي * «في النهر الماء بين أصابعي ليس ذاته» هدى حاجي. تحدث بعد ذلك رئيس النادي الأدبي بتبوك الشاعر الدكتور/ نايف الجهني مثنيا على المحاضرة المقدمة، ومبينا أن القيسي قدم للحاضرين رؤية مكثفة ومختزلة عن قصيدة الهايكو التي تعد قصيدة النثر شكلا من أشكالها أو ظلا من ظلالها، أو هي ظل لها، كما ذكر أن التجارب الإنسانية متداخلة؛ لأنها تنبثق عن الروح، والروح ولاؤها لكل شيء وليس لشيء محدد. وفي مداخلة للدكتورة عائشة الحكمي تطرقت بعد ثنائها على المحاضرة إلى تساؤل عن حدود المجاز والخيال في هذا النص الذي يتجنب محسنات البديع والبيان التي تسهم في بناء جماليات النص العربي. وقد كان التساؤل الذي اختتم به القيسي المحاضرة بالإجابة عليه عن مدى نجاح الإيقاع العروضي العربي في كتابة الهايكو، مستعرضا تجربته الشخصية من خلال عدة نصوص طرحها أمام الجمهور، ومنها: "في المنفى هل تشعر مثلي بالغربة أسماك الزينة؟" * "على الفراش طوال الليل تعانقني الحمى" ثم تطرق إلى تجربة الشاعر حيدر العبدالله مبينا أنها من التجارب العربية أخضعت الهايكو للعروض العربي بنجاح.

مشاركة :