يزال الذهب يواصل تحركه ضمن نطاق محدود، مما يعكس حالة من الترقب والحذر على الأمد القريب، وسط انتظار الأسواق لتقرير الوظائف غير الزراعية الأمريكي، الذي من المقرر أن يصدر يوم الجمعة. ومن المحتمل أن يسهم هذا التقرير، بشكل كبير في رسم ملامح توجهات السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي، مما قد يؤدي إلى تقلبات ملحوظة في أسواق الذهب. يأتي ذلك في الوقت الذي شدد فيه رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، وأعضاء آخرون في اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، على ضرورة اتباع نهج مدروس في السياسة النقدية، مما دفع المتداولين إلى تبني موقف أكثر حذرًا تجاه المعدن الثمين. في غضون ذلك، لا يزال الذهب محافظًا على زخمه، مستفيدًا من تصاعد حدة التوترات الجيوسياسية التي تعزز من مكانته كملاذ آمن، لا سميا مع تزايد حالة عدم الاستقرار في مناطق مثل كوريا الجنوبية، وفرنسا، وأوروبا الشرقية، والشرق الأوسط. حيث تلعب تلك العوامل دورًا كبيرًا في تعزيز حالة عدم اليقين في الأسواق العالمية، مما يجعل الذهب خيارًا أكثر جاذبية كأداة للتحوط ضد المخاطر المتزايدة. وفي الوقت نفسه، يحظى تقييم الذهب بدعم إضافي؛ بفعل الطلب القوي من البنوك المركزية. وتشير بيانات شهر أكتوبر إلى تسجيل مستويات قياسية للطلب، ويعكس هذا الأداء استمرار الاتجاه التصاعدي لمشتريات البنوك المركزية على مدى العامين الماضيين، مما يعزز من قوة البيئة الداعمة للذهب على المدى الطويل، رغم التحديات التجارية قصيرة الأجل التي تواجه الأسواق حاليًا.