تعتمد شركة أرامكو السعودية إستراتيجية التكامل بين صناعة النفط والكيماويات، ما يخفف من تأثير تذبذب أسعار النفط في أسعار البتروكيماويات، وفقا لما قال لـ"الاقتصادية" علي المشاري، النائب الأعلى للرئيس للتنسيق والإشراف التقني في الشركة. المشاري أوضح في في تصريحاته على هامش المؤتمر الدولي للكيمياء في الصناعة، الذي أقيم في الظهران، أن العمل المتكامل بين القطاعين يجعلنا قادرين على مواجهة التحديات بثبات واستقرار، مع ضمان استمرارية المشاريع وتعظيم الإيرادات. وعن الأسواق التي تستهدفها أرامكو لتوسيع حضورها في قطاع البتروكيماويات، قال المشاري: إن شرق آسيا، وبالتحديد الصين، تمثل السوق الأهم لاستثمارات الشركة، إذ أن بكين تعد شريكا رئيسيا لنا بفضل ما تملكه من تقنيات متقدمة، وقوة إنتاجية عالية، وتكاليف إنتاج تنافسية. وأشار إلى أن استثمارات الشركة في الصين تتيح إنتاج المواد الكيميائية وتصدير النفط للشركاء، ما يعزز القيمة المضافة ويؤكد الحضور في هذا السوق الإستراتيجي". وكانت أرامكو قد ألغت خططها لمشروع كيماويات وتكرير مع سابك في رأس الخير، وذلك لبناء مصفاة بسعة 400 ألف برميل يوميًا في رأس الخير ومشروع كيماويات. كما تم تأجيل اقتراح نقل المشروع إلى الجبيل، وفقًا لمصادر "بلومبرغ" التي أضافت أن "أرامكو" تقوم بمراجعة 3 مشاريع أخرى في الجبيل وينبع على البحر الأحمر, كما تقيم خطط الإنفاق مع التركيز على التوسع في آسيا. المشاري أفاد أن دخول أرامكو إلى مجال البتروكيماويات جاء ضمن إستراتيجيتها لتعظيم القيمة المضافة من كل جزيء هيدروكربوني تنتجه الشركة، ما يتجاوز مجرد تصدير النفط الخام أو استخدامه في المصافي. وأشار إلى أن هذا التوسع يعكس التزام الشركة بتوسيع دائرة استثماراتها وتعزيز القيمة المضافة لما تنتجه. وأضاف "ننتج مواد كيميائية أساسية ومتقدمة، ونركز على هذا القطاع نظرًا للطلب المتزايد عالميًا، حيث يُتوقع أن يصل عدد سكان العالم إلى 9.7 مليار نسمة بحلول 2050. الاقتصادات الناشئة في تسارع مستمر، ما يتطلب مواد كيميائية تدخل في صناعات متعددة مثل السيارات، الطيران، والملابس. لهذا السبب، نحن ملتزمون بدعم هذا القطاع الحيوي من خلال شركاتنا التابعة مثل سابك وصدارة" وأشار إلى أن قطاع النفط وصناعة البتروكيماويات يكملان بعضهما البعض لتحقيق أقصى استفادة من الموارد الهيدروكربونية. وأوضح: "بينما كان النفط في الماضي يُستخدم بشكل أساسي في قطاع المواصلات، فإن المستقبل يشهد تحولاً كبيرًا مع دخول السيارات الكهربائية وتقليل الاعتماد على النفط. هذا يفتح المجال أمام الاستفادة من النفط في قطاعات أخرى مثل الكيماويات، ما يضمن تحقيق أعلى قيمة اقتصادية. واختتم حديثه بالتأكيد على أن أرامكو ستواصل تطوير إستراتيجياتها واستثماراتها في صناعة الكيماويات، لتبقى في طليعة الشركات العالمية التي تحقق النمو المستدام وتلبية احتياجات الأسواق المستقبلية، مؤكدا أن الشركة تسير بخطى ثابتة نحو تعزيز مكانتها كشركة رائدة عالميًا في صناعة الكيماويات، مستعرضا رؤية أرامكو في هذا القطاع الحيوي وأهميته في تحقيق أقصى استفادة من المواد الهيدروكربونية.
مشاركة :