ناقش مؤتمر بورن هول للإخصاب، الذي عقد نهاية الأسبوع الماضي في دبي، تحسين فرص الخصوبة وزيادة نسب النجاح في عمليات التلقيح الاصطناعي. حضر المؤتمر نخبة من المتخصصين في الخصوبة وأمراض النساء والتوليد وأطباء المسالك البولية وأطباء علم الأجنة وموظفي المختبرات من المنطقة لاستعراض ومناقشة الاتجاهات الحالية في هذا المجال. وقد أقيمت خلال المؤتمر أيضاً جلسات لطرح الأسئلة والإجابة عليها وحلقات نقاشية تفاعلية استضافها المتحدثون والدكتورة ديانا كيال، طبيبة أمراض النساء والولادة وأخصائية التلقيح الاصطناعي في مركز بورن هول للإخصاب. وقد رحب الدكتور ديفيد روبرتسون في بداية المؤتمر بالضيوف والمتحدثين، في حين ألقى سودهير بال، المدير العام لمركز بورن هول للإخصاب، دبي، الكلمة الافتتاحية للمؤتمر. وناقش المؤتمر أيضاً دور الرحم في عملية الخصوبة في العرض الذي قدمه الدكتور راجيش ديفاسي، طبيب النساء والتوليد وجراحة المناظير في مستشفى دبي لندن، كما استعرض استخدام التنظير في تحسين إمكانات الخصوبة خلال العرض الذي قدمه الدكتور عايد حلاوة، طبيب النساء والتوليد وجراح المناظير في معهد N9ne الطبي، دبي. ركز المؤتمر في نقاشاته على الأسباب وراء الفشل المتكرر للحمل، وناقش بالتفصيل طرق تحسين الخصوبة، خاصة فيما يتعلق بالحالات المنتشرة في دولة الإمارات العربية المتحدة. وخلال استعراضه لأحدث التطورات في الفحص الوراثي (PGS)، قال الدكتور برندان بول، أخصائي علم الأجنة ومدير مختبر الإخصاب بمركز بورن هول: تشمل التطورات الواعدة في مجال الإخصاب طرق أكثر دقة لإجراء الاختبارات والفحوصات والقضاء على الكروموسومات غير الطبيعية، خاصة للحد من حالات الإجهاض. لذلك فإن التهجين الجينومي المقارن (aCGH) واستعراض تسلسل الجينوم (NGS) يخفضان من معدل الإجهاض الناتج عن وجود كروموسومات غير طبيعية. وقد أظهرت الدراسات أيضا أن هناك حوالي 50 في المئة من الأجنة ما قبل الزرع في التلقيح الاصطناعي لديها كروموسومات غير طبيعية، يمكن لهذه النسبة أن تزيد مع تقدم عمر المرأة. وقد حدد الدكتور ديفيد روبرتسون، مدير المجموعة الطبية واستشاري التلقيح الاصطناعي بمركز بورن هول للإخصاب، الأسباب المحتملة لفقدان الحمل في سن مبكرة، لافتاً أنه إذا كان هناك تاريخ لفقدان الحمل فمعدل فقدان الحمل المتكرر سوف يرتفع. وقال: النساء اللواتي كان لديهن حمل ناجح تكون فرص فقدان الجنين لديهن بنسبة تتراوح ما بين 4 إلى 6 في المئة، في حين أن هذه الفرص يمكن أن تزيد لما يصل إلى 19-24 في المئة في حالة فقدان الحمل سابقا؛ مضيفاً: حتى في النساء الأصحاء يكون احتمال فقدان الحمل لديهن مرتفع وقد يصل إلى 34 في المئة. وعلاوة على ذلك، يمكن لإجهاض واحد، ما لم يعقبه نجاح للحمل، أن يزيد من خطر فقدان الحمل القادم. وأوضح الدكتور ديفيد، مستعرضاً بعمق أكثر أسباب فقدان الحمل المتكرر، أن 10-15 في المئة من فقدان الحمل المتكرر خلال الأشهر الثلاثة الأولى يكون ناتج عن أمراض خلقية في الجنين. وأردف: واحد من العوامل الأكثر شيوعاً لفقدان الحمل هو الرحم المزدوج، إذ يمثل حالة غير طبيعية حيث لا يتم إنشاء الرحم كعضو واحد مجوف لاحتواء الجنين، ولكن يفصل في أنبوبين مما يؤدي إلى فشل الحمل. كما أكدت الدكتورة روبالي شوبرا، مديرة المختبر وأخصائية اضطرابات قاع الحوض بمركز آيجينومكس، دبي، على أهمية الفحص والتشخيص الوراثي قبل الزرع وحددت المؤشرات التي تستلزم الفحص. وتشمل هذه المؤشرات السن المتقدمة للسيدات (أكثر من 38 عاماً)، وحدوث فشل في عمليات التلقيح الاصطناعي لأكثر من مرتين، وحدوث إجهاض سابق لأكثر من مرتين، والحمل أو الإنجاب السابق لطفل بكروموسومات غير طبيعية، وانخفاض عدد الحيوانات المنوية. وأضافت أنه من خلال تقييم قابلية الجنين للنمو، تتاح فرصة جيدة لتحسين عملية الزرع، وانخفاض معدلات الإجهاض وتقليل مخاطر الولادة غير الطبيعية. ومن بين المواضيع المهمة الأخرى التي تطرق لها المؤتمر كان استئصال الورم العضلي، أو إزالة الأورام الليفية التي تميل إلى النمو بسرعة خلال الخصوبة. وتعتبر الأورام الليفية الرحمية أيضاً واحدة من الأورام العضلية الحميدة الأكثر شيوعا لدى النساء، والسائدة لدى 20-40 في المئة من النساء فوق سن 35 عاماً. وقد استعرضت الدكتورة نيكيتا تريهان، طبيبة النساء والتوليد وجراحة المناظير، مستشفى صن رايز، الهند والمستشفى الدولي الحديث، دبي، مميزات جراحة المناظير- أو الجراحات غير الغازية- في استئصال الورم العضلي.كما أجرت مقارنة بين العلاجات المختلفة لإزالة الأورام الليفية. وفي عرض تقديمي منفصل، تحدثت الدكتورة نيكيتا حول إدارة العضال الغدي، وهي حالة تسبب تشنجات الحيض، وانخفاض ضغط البطن، والانتفاخ قبل الدورة الشهرية ويمكن أن تؤدي لدورات شهرية كثيفة.
مشاركة :