أعلنت وزارة الخارجية السورية اليوم (الأحد) كتابة صفحة جديدة فى تاريخ سوريا وتدشين عهد جديد يجمع كلمة السوريين ولا يفرقهم. وأكدت الخارجية السورية، في بيان عبر موقعها الإلكتروني، بدء فصل جديد في تاريخ الأمة، والذي قالت إنه سيوحد المواطنين تحت مبادئ العدالة والمساواة والحكم الشامل، مشددة على أن العمل مستمر فى جميع الممثليات الدبلوماسية في الخارج. وقالت "تُكتب صفحة جديدة في تاريخ سوريا، لتدشّن عهدا وميثاقا وطنيا يجمع كلمة السّوريّين، يوحّدهم ولا يفرّقهم، من أجل بناء وطن واحد يسوده العدل والمساواة، ويتمتّع فيه الجميع بكافّة الحقوق والواجبات، بعيدًا عن الرّأي الواحد؛ وتكون المواطنة هي الأساس". وأوضحت "أنّها وبعثاتها الدّبلوماسيّة في الخارج ستبقى على عهدها بخدمة الأخوة المواطنين كافّة، وتسيير أمورهم، انطلاقًا من الأمانة الّتي تحملها في تمثيل الشّعب السّوري، وبأنّ الوطن يبقى هو الأسمى", ويأتي هذا في الوقت الذي أعلنت فصائل المعارضة سيطرتها على العاصمة دمشق، معلنين نهاية نظام الرئيس بشار الأسد. من جانبها، دعت وزارة العمل السورية العاملين إلى الالتحاق بوظائفهم. وبث التليفزيون الرسمي السوري قبل قليل اليوم (الأحد) صورة بخلفية حمراء مكتوب فيها "انتصار الثورة السورية العظيمة وإسقاط نظام الأسد المجرم". وبثت قنوات عربية إخبارية مقاطع فيديو لمسلحين من المعارضة ينتشرون في ساحتي الأمويين والعباسيين الرئيسيتين في دمشق، وهم يتجولون في سيارات ودراجات بخارية وسيرا على الأقدام، فيما بثت مشاهد من داخل قصر الشعب (الرئاسي) وبه عدد كبير من أفراد الشعب السوري والمسلحين. وبثت المعارضة السورية في وقت سابق اليوم على القنوات التلفزيونية الرسمية بيانها الأول، معلنة "تحرير مدينة دمشق" و"إسقاط بشار الأسد" و"إطلاق سراح جميع المعتقلين في السجون". وقرأ رجل يحيط به عدة أشخاص على الهواء مباشرة ما وصفه بـ"البيان رقم 1"، قائلا "تم بحمده تعالى تحرير مدينة دمشق وإسقاط الطاغية بشار الأسد وإطلاق سراح جميع المعتقلين المظلومين من سجون النظام". وتابع أن "غرفة عمليات فتح دمشق تهيب بالإخوة المواطنين والمقاتلين الحفاظ على جميع ممتلكات الدولة السورية الحرة"، مختتما البيان بالقول "عاشت سوريا حرة أبيه لكل السوريين ولجميع أطيافهم". واصطحبت مجموعة مسلحة في ساعة مبكرة من صباح اليوم (الأحد) رئيس الوزراء السوري محمد غازي الجلالي من منزله في دمشق إلى اجتماع مع قادة المعارضة السورية التى سيطرت على العاصمة دمشق. وبثت قناة ((العربية)) الفضائية الإخبارية فيديو لرئيس الوزراء السوري وهو يغادر منزله برفقه مجموعة مسلحة لتأمينه إلى مقر اجتماع قادة المعارضة التى احكمت سيطرتها على دمشق عقب سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد. على صعيد متصل، نزل آلاف السوريين منذ فجر اليوم إلى الميادين العامة للاحتفال بسقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، الذي ترددت أنباء عن مغادرته سوريا إلى جهة غير معلومة. وبثت قنوات فضائية عربية فيديوهات من ساحة الأمويين بدمشق لمسلحين يطلقون النيران في الهواء من أسلحة رشاشة احتفالا بسقوط نظام الأسد، فيما بثت لقطات لإسقاط تمثال حافظ الأسد فى ساحة جبلة في محافظة اللاذقية (شمال غرب سوريا). وكان رئيس الوزراء السوري محمد غازي الجلالي أعلن في وقت سابق اليوم أنه ما زال في دمشق وأنه مستعد للتعاون مع "أي قيادة يختارها الشعب"، مشيرا إلى أن حكومته ستقدم كل التسهيلات الممكنة من أجل الحفاظ على مرافق العامة للدولة. وقال الجلالي، في مقطع فيديو تم تداوله على صفحات مواقع التواصل الإجتماعي، "نمد يدنا إلى كل مواطن سوري حريص للحفاظ على مقدرات البلد"، مضيفا "نؤمن بأن سوريا لكل السوريين وأتمنى من جميع السوريين أن يفكروا بعقلانية بشأن مصلحة وطنهم". وكان مقاتلو الفصائل المعارضة قد دخلوا العاصمة السورية دمشق فجر اليوم (الأحد) وسيطروا على جميع المؤسسات الحيوية فيها، كبناء التلفزيون الرسمي ومطار دمشق الدولي، وسط أنباء عن مغادرة الرئيس الأسد للبلاد. وتمثل هذه الأحداث تطورا مهما في الصراع السوري الذي بدأ في العام 2011
مشاركة :