أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان اليوم (الأحد) أن سوريا وصلت لمرحلة سيتمكن فيها الشعب السوري من رسم مستقبل بلاده، داعيا المجتمع الدولي إلى دعم الشعب السوري من أجل مرحلة انتقالية سلسلة، وإلى تشكيل حكومة شاملة تحافظ على وحدة الدولة ومؤسساتها. وقال فيدان، خلال مؤتمر صحفي اليوم على هامش منتدى الدوحة 2024، "سقط النظام السوري وانتهت حقبة من عدم الاستقرار استمرت 14 عاما .. منذ هذا الصباح سوريا وصلت إلى مرحلة يتمكن فيها الشعب السوري من رسم مستقبل بلاده". وتابع "اليوم هناك أمل، لكن الشعب السوري لا يمكنه أن يحقق ذلك بمفرده، يجب أن يدعم المجتمع الدولي الشعب السوري". وشدد على أن الإدارة الجديدة للبلاد يجب أن تتشكل بطريقة نظامية وألا يقوض مبدأ الشمولية وألا تكون هناك رغبة في الانتقام، معتبرا أن الوقت قد حان من أجل الوحدة وإعادة بناء البلاد. ومضى يقول "الحكومة الجديدة يجب أن تشمل كل الأطراف وفصائل المعارضة يجب أن تتوحد الآن ويجب أن يتم الحفاظ على مؤسسات الدولة". ودعا جميع الأطراف من خارج المنطقة إلى التصرف بانضباط وحذر والابتعاد عن أي خطوات من شأنها تقويض الاستقرار في سوريا، مشيرا إلى أن وحدة سوريا يجب أن تكون أولوية. ورأى وزير الخارجية التركي أن الأهم حاليا هو طمأنة دول المنطقة بأن الإدارة الجديدة وسوريا الجديدة لن تشكل تهديدا لجيرانها بل على العكس فإن سوريا الجديدة سوف تعالج المشكلات الموجودة وتزيل التهديدات. ونبه إلى ضرورة توخي الحذر خلال المرحلة الانتقالية، معربا عن خشيته من أن "تستغل داعش وغيرها من المنظمات الإرهابية الوضع في سوريا". لكنه أكد أن بلاده تراقب الوضع عن كثب وأنها "على تواصل مع مجموعات المعارضة لمنع المجموعات الإرهابية لاسيما داعش وحزب العمال الكردستاني من استغلال الوضع الراهن". ولفت في هذا السياق إلى أن الجانب التركي على تواصل أيضا مع دول الجوار ومع الولايات المتحدة الأمريكية، كما ستكون هناك نقاشات مع الإدارة الأمريكية القادمة بهذا الخصوص. وذكر فيدان أن بلاده تولي أهمية كبيرة للوحدة الوطنية في سوريا ولاستقرارها وسيادتها وسلامة أراضيها ولرفاه الشعب السوري، موضحا أن بلاده تعمل من أجل استقرار سوريا منذ فترة طويلة وأنها على معرفة باللاعبين على الأرض وتعرف المشكلات القائمة والتحديات المختلفة. وقال في هذا الصدد "علينا أن نعمل بجهد كبير، علينا أن نعمل سويا مع الشعب السوري ليس تركيا فقط بل على صعيد المنطقة واللاعبين الإقليميين للتأكد من أن تكون المرحلة الانتقالية سلسة مع حصول الناس على الخدمات الأساسية". وأكد أن تركيا ستستمر بالعمل مع دول الجوار لإعادة بناء سوريا، وأن الإدارة الموجودة حاليا مهمة جدا بالنسبة لهم وأن التواصل معها حتمي من أجل العمل معا بالسبل الممكنة لمعالجة المشكلات الاقتصادية وغيرها. وبالحديث عن كيفية التنسيق بين مجموعات المعارضة المختلفة في سوريا، أفاد بأنه رغم أن مجموعات المعارضة مكونة من عدة فصائل لكن لديها آلية تنسيق بين بعضها البعض. وأعرب عن اعتقاده بأن هذه الآلية سوف تتحسن في الأيام المقبلة لأن هناك مهمة كبيرة ملقاة حاليا على عاتقهم، قبل أن يستدرك "نأمل ونتمنى أن تتمكن هذه المجموعات من التوحد والعمل سويا بشكل منظم لكي تكون هناك فترة انتقالية سلسلة من خلال دمج جميع الأطراف الأخرى داخل سوريا". ونفى حدوث أي تواصل أو اتصال مع الرئيس بشار الأسد قبل أو في خضم الأحداث الأخيرة، مشيرا إلى أنه من المرجح أن يكون خارج البلاد. وبث التليفزيون الرسمي السوري قبل قليل اليوم (الأحد) صورة بخلفية حمراء مكتوب فيها "انتصار الثورة السورية العظيمة وإسقاط نظام الأسد المجرم". وبثت قنوات عربية إخبارية مقاطع فيديو لمسلحين من المعارضة ينتشرون في ساحتي الأمويين والعباسيين الرئيسيتين في دمشق، وهم يتجولون في سيارات ودراجات بخارية وسيرا على الأقدام، فيما بثت مشاهد من داخل قصر الشعب (الرئاسي) وبه عدد كبير من أفراد الشعب السوري والمسلحين. وبثت المعارضة السورية في وقت سابق اليوم على القنوات التلفزيونية الرسمية بيانها الأول، معلنة "تحرير مدينة دمشق" و"إسقاط بشار الأسد" و"إطلاق سراح جميع المعتقلين في السجون".
مشاركة :