مخصصات الأندية المالية..«خُذْ وهات»!!

  • 12/8/2024
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

ستظل القضايا المالية للأندية الرياضية الوطنية تشكل الهاجس الأكبر للقائمين على شؤون هذه المؤسسات الشبابية في ظل التحول – غير المدروس – من عالم الهواية والعمل التطوعي الى عالم الاحتراف الميداني والإداري والذي أخلَّ كثيرًا بل كثيرًا جدًا بموازين العمل الإداري، كما أخلّ بميزان القوى المالية في أغلب أنديتنا الرياضية إن لم يكن في جميعها، كما أخلّ كثيرًا بمخرجات هذه الأندية في الجانب الرياضي، ولعل أكثر المتضررين من هذه الظاهرة هم فرق الفئات العمرية في مختلف الألعاب الجماعية وانعكاسات هذه الأضرار على فرق الرجال والمنتخبات الوطنية وخصوصًا لعبة كرة القدم ! أغلب الأندية تعاني من شح الموارد المالية خصوصًا بعد عملية تقليص الموازنات التي ما تزال مستمرة مع تناقص فرص الاستثمار الذاتي و تواضع مداخيل بعض المشاريع الاستثمارية لدى بعض الأندية.! ليس هذا فحسب بل إن معاملة الأندية الرياضية كمعاملة الشركات والمؤسسات التجارية الربحية يزيد من معاناة هذه الأندية ماليًا – هذا ما أكده لي رئيس أحد الأندية الكبيرة، إذ يقول إن ما يتسلمه النادي من مخصصات رسمية من قبل الهيئة العامة للرياضة يذهب جزءًا كبيرًا منه الى هيئة سوق العمل والتأمينات الاجتماعية نظير عقود اللاعبين المحترفين، بالإضافة الى فواتير الكهرباء والماء و لا يتبقى منه سوى القليل الذي لا يوفي رواتب اللاعبين في مختلف الألعاب الرياضية (على غرار تعبير خُذْ وهات في لعبة كرة القدم)، الأمر الذي يجعل ميزان القوى المالية مائلاً الى العجز الذي يتسبب في عرقلة تنفيذ خطط التطوير المنشودة ! هذا الوضع المالي المأساوي في أغلب أنديتنا الرياضية يتطلب إعادة النظر في توزيع المخصصات الرسمية وفق أنشطة النادي و إنجازاته الرياضية محليًا وخارجيًا، كما يتطلب إجراءات قانونية استثنائية لإعفاء هذه الأندية من تلك المصاريف التي تذهب لهيئة سوق العمل و التأمينات الاجتماعية، وكذلك الحال بالنسبة لمصاريف الكهرباء والماء على اعتبار أن هذه الأندية ما هي إلا مؤسسات اجتماعية غير ربحية تساهم في احتضان وصقل المواهب الرياضية الوطنية وحماية النشىء من الضياع، كما نتمنى أن تتدخل الهيئة العامة للرياضة في مراقبة إدارة المشاريع الاستثمارية الخاصة وما يصاحبها من عراقيل تتسبب في تعطيلها باعتبار الهيئة الجهة الرسمية الحاضنة لهذه الأندية.. في الجانب الآخر، أتمنى لو أن الأندية الرياضية تسعى للاستفادة من بعض المميزات المجزية التي تقدمها «تمكين» خاصة فيما يتعلق بعقود اللاعبين المواطنين والتي من شأنها أن تخفف عليهم بعض الأعباء المالية.. نأمل أن نتجاوز هذه «المعضلة المالية» في القريب العاجل حتى نمكِّن أنديتنا من تأدية رسالتها بشكل يلامس طموحات التطوير التي نتطلع لتحقيقها..

مشاركة :