الشارقة:غيث خوري تواصلت فعاليات الشارقة للمسرح المدرسي، بعرض لحن مهشم، من تأليف أسيل زين العابدين، وإخراج المعلمة صبيحة علي القابض، وإشراف المعلمتين عائشة الشامسي وسلامة هويدن، والأزياء من تصميم المعلمة سلامة المسافري، والديكور للمعلمة ميثاء الطنيجي، والمؤثرات الصوتية للمعلمة لطيفة الحافري، بمساعدة الطالبتين أسماء محمد ومنال جميل، وصممت الإضاءة الطالبة صبا إبراهيم، وشارك في التمثيل الطالبات: بيان محمود، هاجر خلف، أمينة أحمد، أمينة شفيق، أسيل العابدين، ريم إبراهيم، لينا منتصر أحمد، ريهام ياسر محمد، أماني أحمد صديق، رؤى صبحي، أسيل الخضري، ورزان عثمان. تناول العرض أحلام الناس في ظل الحرب والدمار الكبير الذي تخلفه النزاعات والاستخدام المفرط للقوة، وأثر ذلك على حياتهم وتطلعاتهم التي تندثر وتتقهقر أمام الواقع المرير. وتبدأ المسرحية في مشهدها الأول من هيروشيما في اليابان، لحظة سقوط القنبلة النووية عليها من قبل القوات الأمريكية في عام 1945، فنرى حالة الدمار الكبير للمدينة التي اختفت معالمها نهائيا وأصبحت رماداً محترقاً في الأرض، وتظهر في المشهد تلك الطفلة المترنحة من آثار القنبلة، والتي تصرخ محاولة إيقاظ أمها المتوفية لكن دون جدوى، وتقف قائلة قبل موتها: انتهت حياتي.. أنا وأسرتي كنا فئران تجارب. لينتقل المشهد الثاني إلى فلسطين وصورة أم وطفلتها تتحدثان عن حلم الطفلة سارة في أن تصبح مغنية مشهورة، وأن يكون لها ذاك الرصيد من الجمهور الذي يحبها، ويختفي مشهد الطفلة وأمها لتظهر بعد ذلك رئيسة الوزراء الإسرائيلة جولدا مائير في أوج فرحها، والذي يأتيها خبر إحراق جزء من المسجد الأقصى وعدد كبير من بيوت الفلسطينيين المحيطة بالمسجد، فتستدعي كاتبة مذكراتها وتطلب منها أن تكتب في الصفحة الأولى تحت عنوان يوميات إسرائيلية: اليوم أكون أنا جولدا مائير وفي السنة الأولى لي كرئيسة وزراء قد أحرقت جزءاً من المسجد الأقصى وما تيسر لي من الأطفال الفلسطينيين، لتظهر بعد ذلك الطفلة سارة، وهي تبكي أمها التي تلفظ أنفاسها الأخيرة، وتحكي بدورها يوميات فلسطينية وتقول فيها: لقد دمروا بيتي.. لقد دمروا مدينتي.. سأكتب قصة فتاة كانت إحدى ضحايا الجنون.. ضحايا الاحتلال. في المشهد الثالث من المسرحية تظهر تلك العائلة السورية الهانئة الوادعة، الفرحة بحصول الأب على وظيفة جديدة، فتجلس الأم وبناتها يتحدثن عن قدرتهم الآن على الحصول على منزلهم الخاص في الغوطة الدمشقية.. كان ذلك قبل الحرب الطاحنة التي أتت على الأخضر واليابس ودمرت حياة الملايين، فتظهر صورة الأم التي تحتضن أطفالها وقد ماتوا بين يديها.. تستنجد بالمسعفين لكن دون جدوى.. تصرخ دون أن يلبى نداؤها، فلقد مات الأطفال ومات حلم العائلة الجميل. مسرحية لحن مهشم تعقد مقارنة بين نتائج الحروب عبر التاريخ، وتقارب آلام الشعوب وآمالها في ظل الجنون العسكري، فمن هيروشيما إلى القدس إلى دمشق.. الألم والأمل واحد، والسبيل نحو العيش الكريم الآمن هو مطلب للبشرية جمعاء، لذا اختتمت المسرحية بمشهدها الأخير، وقد لبست الفتيات الرداء الأبيض وهن يرقصن على لحن الحياة رغم كل السواد المحيط، ورغم أنف المصالح العليا، إنهن يرقصن لأن البشرية محكومة بالأمل. وقدمت كذلك مسرحية حالة حب، من تأليف وإخراج وإشراف المعلمة عائشة علي البيرق، مؤثرات صوتية للمعلمة أمل محمد عبدالله، وتمثيل الطالبات: مريم يوسف خميس، سندية سيف المزروعي، عذيبه محمد عبدالله، مروة خميس راشد، حصة علي سالم، سمية مبارك راشد، العنود خميس سالم، ورقية محمد عبدالله. تحاول المسرحية أن تعرض آلام فقد الأحبة والأوجاع والجروح الغائرة التي يتركها رحيلهم عن هذه الدنيا، خاصة إن كانوا قد رحلوا في سبيل هدف نبيل واستشهدوا دفاعاً عن وطنهم.
مشاركة :