مساء الأربعاء 4/8/1437هـ الموافق 11/5/2016م بارح الدنيا إلى جوار رب رحيم «ماجد الشبل»، الإعلامي اللامع بعد صراع مع المرض استمر سنوات، جعله الله طهورًا له. كتبت عنه مقالًا في هذه الصحيفة بتاريخ 23/5/2011م بعنوان: «ماجد الشبل: أعذب القوافي»، وهو اسم برنامج إذاعي شعري كان يقدمه بعد منتصف الليل في إذاعة الرياض وعندما قرأ د. عبدالرحمن الشبيلي –حفظه الله- المقال دعاني لزيارته في منزله للقاء مرتب معه مسبقًا، وسعدنا بلقائه، وكان حديثه مقتضبًا يتخلله النسيان للسنوات الأخيرة، لكنه كان يستذكر الأحداث السابقة، وقد حدثنا عن بداية عمله مدرسًا في مدينة الأصنام السورية في أول حياته العملية. عندما التحقت بإذاعة الرياض مذيعًا كان ماجد مديرًا للتنفيذ (كبير المذيعين الآن)، وكان في الإذاعة آنذاك عمالقة العمل الإذاعي من مختلف الدول العربية في الإعداد والتقديم والإخراج والتحرير والترجمة، وكان ماجد واحدًا منهم، ولم يستعد إذ ذاك جنسيته السعودية، فهو قد ولد لأب سعودي من القصيم، من العقيلات (تجار الإبل في الشام)، وأم دمشقية مكثت معه في الرياض 35 عامًا، وكان بارًا بها، سمته ماجدًا وسمّاه أبوه محمدًا، وبالأول اشتهر إعلاميًا، وقد جذبه العمل الإعلامي ولم يكمل دراسته في قسم اللغة العربية، ولكنه ثقف نفسه بنفسه وهو شأن الرعيل الأول من الإعلاميين الذين امتلكوا ثقافة عامة جيدة في سائر العلوم والفنون، وكانوا مثقفين قبل أن يلتحقوا بالعمل الإعلامي، والثقافة أهم مكون يصنع المذيع والإعلامي بعامة. احتفى نادي الرياض الأدبي في 17/1/1436هـ، 10/11/2014م بماجد الشبل وأقام ندوة عنه، وطلب مني الحديث عن الجانب الثقافي عنده، ومما قلته في ذلك المقام «ماجد الشبل قل أن يخطئ في اللغة العربية أو يورد معلومة غير دقيقة، هو واحد من رواد العمل الإعلامي في الإذاعة والتلفاز: إعدادًا وتقديمًا، وإدارةً وتدريبًا، وكان مميزًا في إنتاجه: جودة في الإعداد، وسلامة في اللغة، وحسنًا في الأداء، وحرصًا على إنتاج العمل في وقته، وعلوًا في الذوق الأدبي في الشعر، إنه قامة في سماء الإعلام، وصوت مميز، ومثال للإعلامي الذي دخل التاريخ». يطول الكلام لو أردت كتابة كل ما علمته وعشته مع هذه القامة الإعلامية التي برعت في تقديم الكلمة الجميلة شعرًا ونثرًا، وهو واحد من أجمل من قرأ الشعر من مذيعين تميزوا بجودة الإلقاء، كحسن الكرمي، وفاروق شوشة، رحم الله ماجد الشبل وأسكنه فسيح الجنان، وجزى الله د. عبدالرحمن الشبيلي خيرًا الذي فتح منزله ليلتقي فيه محبوه وزملاؤه ليعزي بعضهم بعضًا. Ibn_Jammal@hotmail.com
مشاركة :