أدانت دولة الإمارات بشدة استيلاء القوات الإسرائيلية على المنطقة العازلة في هضبة الجولان، مؤكدة حرص الدولة على وحدة سوريا واستقلالها وسلامة أراضيها. وأكدت وزارة الخارجية في بيان لها أن هذا الاستيلاء يعد خرقاً وانتهاكاً للقوانين الدولية ولا سيما اتفاق فض الاشتباك بين إسرائيل وسوريا والذي وقع عليه الجانبان في عام 1974، مؤكدة رفض دولة الإمارات القاطع لهذه الممارسات، والتي تهدد بالمزيد من التصعيد والتوتر في المنطقة، وتعيق جهود تحقيق السلام والاستقرار. وفي وقت سابق، أمس، أعلنت الأمم المتحدة أنّ تقدم القوات الإسرائيلية داخل المنطقة العازلة في الجولان السوري يشكّل انتهاكاً لاتفاق فضّ الاشتباك المبرم بين إسرائيل وسوريا في 1974. وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن القوة الأممية المكلفة مراقبة فض الاشتباك «يوندوف» أبلغت نظراءها الإسرائيليين أن هذه الأفعال تشكل انتهاكاً لاتفاق 1974 حول فض الاشتباك، موضحاً أن القوات الإسرائيلية التي دخلت المنطقة العازلة لا تزال تنتشر في ثلاثة أماكن. وشدد على أنه يجب ألا تكون هناك قوات أو أنشطة عسكرية في منطقة الفصل، وعلى إسرائيل وسوريا الاستمرار في تنفيذ بنود اتفاق 1974 والحفاظ على استقرار الجولان. في غضون ذلك، أكد معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش، المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، أن المشاعر تختنق حول سوريا الشقيقة وسط مشاهد قاسية للمعاناة الإنسانية، مضيفاً أن الأمل باقٍ في قدرة السوريين وإرادتهم على تجاوز تاريخهم المؤلم والحفاظ على وحدة ترابهم، من خلال دعم عربي يتكامل مع مشروع يحترم التنوع ويركز على التنمية والعدالة والمصالحة. وقال معالي الدكتور أنور قرقاش عبر منصة «إكس» أمس: «لا شك أن المشاعر تختنق حول سوريا الشقيقة وسط مشاهد قاسية للمعاناة الإنسانية». وأضاف معاليه: «لكن الأمل يبقى في قدرة السوريين وإرادتهم على تجاوز تاريخهم المؤلم والحفاظ على وحدة ترابهم، وذلك بدعم من العرب يتكامل مع مشروع مدني معتدل يحترم التنوع ويركز على التنمية والعدالة والمصالحة». إلى ذلك، أعلن مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا جير بيدرسون، أمس، أن الترتيبات الانتقالية عقب سقوط النظام السوري، لا بد أن تكون شاملة قدر الإمكان، مطالباً إسرائيل بإنهاء عملياتها البرية والغارات في سوريا، واصفاً إياها بأنها «مقلقة للغاية». وقال في جنيف أمس: «نحن مستمرون في رؤية تحركات وأعمال قصف إسرائيلية في سوريا، يجب أن يتوقف ذلك، هذا أمر مهم للغاية»، مضيفاً «من المهم للغاية ألا نرى أي إجراء من أي جهة دولية يدمر إمكانية حدوث هذا التحول في سوريا»، في إشارة إلى التحركات الإسرائيلية لتوسيع المنطقة العازلة في البلاد. في الأثناء، قالت مصادر أمنية سورية، أمس، إن إسرائيل وصلت إلى مسافة 25 كيلومتراً جنوب غربي دمشق في توغلها العسكري، وذلك بعدما استولت على منطقة عازلة في جنوب سوريا وشنت غارات جوية ليلاً على الجيش وقواعد جوية. وذكر مصدر أمني سوري أن القوات الإسرائيلية وصلت إلى مدينة قطنا على بعد عشرة كيلومترات داخل الأراضي السورية شرقي منطقة منزوعة السلاح تفصل هضبة الجولان المحتلة عن سوريا. وقالت مصادر أمنية في المنطقة وضباط من الجيش السوري، إن الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة استمرت خلال ليلة أمس على منشآت عسكرية وقواعد جوية في أنحاء سوريا، مما أدى إلى تدمير عشرات الطائرات الهليكوبتر والطائرات النفاثة وأصول للحرس الجمهوري في دمشق والمنطقة المحيطة بها. ومنذ سقوط نظام الرئيس السوري منذ 4 أيام، تنفذ إسرائيل هجمات قوية في أنحاء البلاد. وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن إسرائيل هاجمت أكثر من 100 هدف خلال 12 ساعة فقط. وفي السياق، قالت كل من الولايات المتحدة وروسيا بعد اجتماع طارئ مغلق لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عقد مساء أمس، إن المجلس يبدو متحداً بشأن الحاجة إلى الحفاظ على سيادة سوريا وسلامة أراضيها ووحدتها وتقديم المساعدة الإنسانية لملايين المحتاجين في أعقاب سقوط الرئيس بشار الأسد. وقال سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا: «أعتقد أن المجلس كان متحداً إلى حد ما بشأن الحاجة إلى الحفاظ على سلامة أراضي سوريا ووحدتها، وضمان حماية المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان المحتاجين». وقال السفير روبرت وود، نائب المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة، إن الولايات المتحدة تعمل على التوصل إلى اتفاق بشأن إصدار بيان، مشيراً إلى أن الهدف هو أن يتحدث المجلس بصوت واحد بشأن الوضع في سوريا. المصدر: وام
مشاركة :