سميرة العمري يقول لنا العالم الدكتور أحمد زويل «الأوروبيون ليسوا أذكى منا، ولكنهم يقفون ويدعمون الفاشل حتى ينجح ونحن نحارب الناجح حتى يفشل». نعلم أن هناك فرقاً بيننا وبين الغرب في كل نمط من أنماط العيش، لكن ما حدث مؤخراً من تولي المرشح السيد صادق خان (ابن سائق الحافلة) منصب «عمدة لندن» هناك في مدينة الضباب، كان حدثاً انشغلنا به على مستوى الوطن العربي، فما أن تم إعلان فوزه إلا وشعوب الخليج «تحديداً» بدأت تتناقل الخبر حول هذا «المسلم» الذي وصل إلى سدة رئاسة بلدية لندن كأول مسلم، بعضهم مهللين ومكبرين وفرحين فقط لأنه «مسلم» حتى ظننا أنه سيؤدي قسم اليمين الدستورية في مسجد «ريجنت بارك»! بينما بعضهم الآخر أخذ يبحث من أي طائفة هذا الخان، شيئاً فشيئاً تحول هذا الخبر إلى جدل عقيم واختلفنا عليه، ومن كان مبتهجاً به أصبح ضده؛ لأنه يختلف عن مذهبه، وشاعت الأقاويل بأن له مبادئ وأفكاراً تخالف قيمنا الإسلامية، فأدرنا ظهورنا عنه واستغفرنا على فرحتنا «المتطفلة» له! ولكن التساؤلات المطروحة في الأذهان من دعم السيد خان؟ من رفع معنوياته وجعل منه رجلاً واثقاً يشعر أن له قيمة في المجتمع وأن حياته لها معنى وأن ما يفعله مفيد له وللآخرين، كم وجد من التقدير والتشجيع حتى وصل إلى أقصى مستوى في تقدير الذات، من أين لك سيد خان هذا الكم الكبير من التفاؤل حتى تتقدم لترشيح نفسك لهذا المنصب؟ أي كفة نرجح أن لها الفضل في نجاحه، الأسرة أم المدرسة أم اجتهاده الشخصي ومكابدته؟ بالتأكيد إن الأسرة والتعليم والمثابرة تدفعنا للتفوق لكن مهما اجتمعت هذه العوامل إلا أن ثقافة المجتمع دائماً لها الدور الأكبر في نجاحنا، ثقافة الأبواب المفتوحة أمام الجميع من، استطاع أن يثبت نفسه سندعمه ونقف معه، نعم الفكرة التي طرحها الدكتور زويل حقيقة أثبتت مصداقيتها وبرهان رأيناه يتجسد في السيد خان حينما دعمه الناخبون البريطانيون من مختلف أعراقهم وأديانهم بأصواتهم حتى نجح، ولم يكترثوا لأي شيء سوى للعقل والمواطنة.
مشاركة :