إطلاق حملة لتوطين مهن المقاولات يسهم في رؤية 2030

  • 5/16/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

"والله لن أرتاح حتى يعمل معي الشباب السعودي، وأكون السبب في توطين مهن المقاولات". بتلك العبارة، أطلق الشاب السعودي عبدالعزيز الشعيبي الذي يعمل في مجال المقاولات منذ حوالي 7 أعوام، حملته على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي يسعى خلالها إلى توطين المقاولات وتغيير مفاهيم الشباب حول العمل في هذا المجال، وتشجيعهم على الانخراط فيه، مؤكدا أن توطين المقاولات بمنزلة إسهام منه في رؤية المملكة 2030، مؤكدا أنه يسعى إلى توطين كل المهن التي تندرج تحت مجال المقاولات العامة". المقاولات كنز يقول الشعيبي: بدأت العمل في المقاولات منذ عام 2009، كانت البداية بأشغال بسيطة إلى فترات متقطعة في منزلي، إلى أن قابلت مقاولا مصريا، وعملت معه، وتعلمت منه، وبدعمه اتجهت للعمل في مهن المقاولات، واكتشفت أن المقاولات كنز مخبأ تحت غطاء العيب والعادات والتقاليد، غفل عنه كثير من الشباب السعودي، إذ يوفر العمل في المقاولات حياة كريمة للشباب، ودخلا ممتازا، وخبرة في هذا المجال، كما يتيح فرصا وظيفية برواتب ومميزات مغرية. وأكد الشعيبي أنه قام بتدريب 7 أشخاص، منهم شريكه في مؤسسته، سامي الحمود، إذ دربهم على كيفية بناء الطابوق، وتركيب الجبس بورد في السقف والجدران، وتركيب البلاط للأرضيات والجدران، والدهانات والمعجون ومواد التعتيق. أياديكم فيها خير أطلقت حملة بعنوان "أياديكم فيها خير" في جميع وسائل التواصل الاجتماعي، لأكشف خلالها للشباب الكنز الذي اكتشفته في مجال المقاولات، وأدعوهم إلى للدخول معي في هذا المجال، وتكوين أكبر فريق عمل على مستوى المملكة بكوادر سعودية، ووجدت تفاعلا كبيرا جدا منهم، ورغبتهم في العمل معي، وأطالب الحكومة بدعمي لتحقيق هذا الهدف، لأني لا أستطيع وحدي تحقيقه، وأنا أثق في قدرات الشباب، وأنا أحدهم، وتوطين المقاولات سيرى النور قريبا". التخدير بمبدأ العيب إن عدم إتاحة الفرص الوظيفية في هذا المجال برواتب تبدأ من 6 آلاف ريال تعوق عمل الشباب السعودي، مؤكدا أن معظم أصحاب مؤسسات المقاولات لا يتمنون دخول الشباب السعودي العمل في مجالهم، لأن دخولهم سيقفل باب دخل شهري كبير لتجار المقاولات، خلال تشغيل العمالة المقيمة، ويكتفون بأخذ مبلغ رمزي في الشهر يقارب الـ300 إلى700 ريال من كل عامل، وتركه يعمل في الخارج، ويتكفل العامل بسكنه وتجديد إقامته وكل أموره مقابل هذا المبلغ. وهذا الأمر يعدّ مخالفا للنظام، ويجب النظر إلى هذا الموضوع بحزم، فأولئك التجار بهذه الطريقة ينشرون العمالة السائبة في الوطن. عوائد اقتصادية إن توطين المقاولات ستكون له عوائد اقتصادية كبيرة، إذ إن المبالغ الضخمة لتنفيذ المشروعات الكبرى الخاصة أو الحكومية ستذهب إلى المنفذين إذا كانوا من أبناء الوطن، وستدور تلك المبالغ داخل الوطن ويزدهر الاقتصاد، بعكس لو نفذت تلك المشروعات شركات أجنبية. فلن يكون هناك إخلاص وجودة في العمل، وسترسل الأموال إلى الخارج. ويمارس الشعيبي مهنة فني تركيب جبس بأنواعه ومصمم ديكورات. معتقدات خاطئة معظم الشباب في دول الخليج يحملون معتقدات خاطئة حول تلك المهنة، إذ يعتقدون أنها لا تليق بهم، وأنها مهنة غير مُشرِّفة، لافتا إلى أن قناعاتهم تلك خاطئة، إذ يلاحظ في معظم الدول الأجنبية أن من يعمل في المقاولات هم أبناء الوطن نفسه. يضيف الشعيبي قائلا "من وجهة نظري، أهم عنصرين في خدمة الوطن، هما: رجل الأمن، ورجل المقاولات، فالأول يحميه والثاني يبنيه، وحرام علينا كمواطنين أن نحرم أنفسنا من بناء الوطن". عوائق التوطين من الأمور التي تعوق توطين المقاولات، ثقافة العيب المنتشرة بين الشباب، وإيهامهم بعدم قدرتهم على العمل في هذا المجال، ومحاربة بعض تجار المقاولات المخالفين، لدخول الشباب في هذا المجال. دعم الجهات المعنية عن كيفية توطين المقاولات، كشف أنه سيطبق ذلك خلال مؤسسته، مطالبا بالدعم المادي والمعنوي والإستراتيجي من أولي الأمر، ومن المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، والموارد البشرية، ووزارة التجارة، ومكتب العمل والجوازات، لتنفيذ فكرته وخططه المستقبلية للتوطين، مؤكدا أن دعم كل تلك الجهات من أهم الأمور التي ستساعده على تحقيق توطين المقاولات، لافتا إلى أنه يملك الخطط، ولكنه يفتقر إلى الإمكانات. قال الشعيبي "لا ننسى رؤية المملكة 2030 التي أعلنها ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ومن أهم الأمور لتحقيقها دعم الشباب السعودي لتنفيذ كل ما يدرج تحت الإسهام في تحقيق هذه الرؤية وسيكون إسهامي في الرؤية بتوطين مهن المقاولات العامة". التعرض لعملية نصب تعرض الشعيبي لعملية نصب من إحدى شركات المقاولات التي لم تكن معروفة من قبل، ولا يوجد بها أي عامل سعودي، إذ أوهمه صاحبها بأنه سيدعمه ويقف إلى جانبه لتجاوز كل العقبات التي تواجهه، ويعطيه نسبة 30% من الأرباح، و قرر أن يترك عمله لينضم إليهم، ثم بعد أن طالب بالدعم أخبره صاحب الشركة أن الدعم سيكون بعمل "إعادة تغريد" على "تويتر"، مشيرا إلى أنهم لم يكونوا داعمين حقيقيين بل تجار يحاولون النجاح خلال اسمه، لذلك قرر إلغاء شراكته معهم، واتجه إلى مقاضاتهم والمطالبة بتعويضه عن الخسائر التي واجهته نتيجة توقفه عن العمل، وتعويضه عن الخداع الذي تعرض له منهم". %7 نسبة التوطين أكد عضو اللجنة الوطنية للمقاولين الدكتور عبدالله أحمد المغلوث، أن نسبة توطين العمالة السعودية في قطاع المقاولات لا تتجاوز 7% وأن وزارة العمل والتنمية الاجتماعية تسعى إلى تحقيق نسبة أكبر، لافتا إلى أن هناك معوقات لرفع نسبة توطين المقاولات، من أهمها عزوف الشباب السعودي عن الدخول في هذا القطاع، وقطاع البناء والتشييد والبنية التحتية، على الرغم من الإمكانات والتجهيزات التي وفرتها حكومة المملكة من إنشاء المعاهد الصناعية وكليات التقنية بكل فروعها وتخصصاتها، إلى أن الشاب بعد تخرجه يبحث عن القطاع الحكومي". قطاع متقلب كشف المغلوث أن من المعوقات أيضا، أن قطاع المقاولات لا يضمن الاستقرار، بمعنى أنه لا يوفر الأمان الوظيفي، وبالتالي يلجأ الشاب إلى البحث عن القطاعات الآمنة كالقطاع الحكومي، لأن قطاع المقاولات قطاع متقلب، يعتمد على إنفاق الدولة، وعلى حجم المشروعات ونوعيتها، ومتى ما قل الإنفاق قلت المشروعات الممنوحة للمقاولين. أنظمة و تشريعات "حتى ننجح في استقطاب الشباب المؤهلين لخدمة هذا القطاع، لا بد أن تتوافر في هذا القطاع، خصوصا في الشركات والمؤسسات التي تعمل فيه، أنظمة وتشريعات وآليات تحمي حقوق ومسؤوليات الموظف السعودي، فضلا عن أنظمة وزارة العمل، وحتى نشجع ونحفز الشاب السعودي للالتحاق بهذا النشاط، لا تكفي الشهادة والخبرة ما لم تكن هناك بيئة ناجحة، تمكنه من الاستمرار في هذه الشركات، بل وصيانة وحفظ كرامته، وحتى يكون لدينا قطاع مقاولات قوي، وهذا ما يبحث عنه الشاب السعودي، يجب أن تكون لدينا شركات عملاقة لديها أنظمة كفيلة في مجال تطوير الشباب، بل تطوير تلك الشركات كذلك. يضيف المغلوث "حان الوقت لأن تكون لدينا جهة تشجع الاستحواذ والاندماج والتحالفات بين الشركات والمؤسسات في قطاع المقاولات، وبرأس مال كبير، وهيكلة إدارية وفنية واضحة، حتى تكون ملاذا آمنا للشاب السعودي".

مشاركة :