استضافت القنصلية الفرنسية بجدة حفل اختتام سوق مهرجان البحر الأحمر الدولي للفيلم في دورته الرابعة، حيث يُعد هذا الحدث السينمائي من أبرز الفعاليات في المملكة العربية السعودية، والذي يجمع بين صناع السينما المحليين والدوليين في منصة متميزة تسهم في تعزيز التعاون الثقافي وتطوير صناعة السينما في المنطقة، مع مشاركة نخبة من المهنيين الفرنسيين والسعوديين. ويشكل مهرجان البحر الأحمر دافعاً رئيساً لتطور صناعة السينما في المملكة، ويساهم في تعزيز حضورها عالمياً. وقد تحولت منطقة "البلد" التاريخية في جدة إلى مركز ثقافي وفني يعكس روح الإبداع السينمائي ويعزز مكانة المملكة لصناعة السينما في المنطقة. وسوق البحر الأحمر، الذي أقيم من 7 إلى 11 ديسمبر 2024، يُعدُّ منصة متخصصة للمحترفين في صناعة السينما، يهدف إلى دعم المشاريع السينمائية الناشئة ومساعدة المنتجين والموزعين في اكتشاف أعمال مبتكرة تعزز تطور سوق السينما السعودي. يتميز السوق هذا العام بعرض 24 مشروعاً في مراحل التطوير والإنتاج، إضافة إلى ثمانية مشاريع في مرحلة ما بعد الإنتاج، مع تسليط الضوء على المواهب العربية والإفريقية والآسيوية. كما شهد السوق تنظيم العديد من الأنشطة المتنوعة مثل "حديث السوق"، الذي يقدم مناقشات مهنية غنية، و"اتصالات السوق"، التي تتيح فرصاً للتواصل بين الخبراء والمتخصصين في مجال السينما. كان للجناح الفرنسي حضور مميز، إذ شاركت القنصلية العامة الفرنسية في جدة بالتعاون مع الأليانس الفرنسية، حيث أُتيحت الفرصة لتعزيز التبادل الثقافي بين المبدعين الفرنسيين والسعوديين. وساهم الجناح في تعزيز التعاون بين صناعة السينما في فرنسا والمملكة من خلال توفير منصة مخصصة للتواصل وتبادل الأفكار والخبرات. وفي إطار الاحتفالات، نظمت القنصلية حفل في مقر القنصلية الفرنسية بمناسبة ختام سوق البحر الأحمر، وكان الحفل فرصة لجمع نخبة من الشخصيات البارزة من السعودية وفرنسا، إلى جانب ممثلي المؤسسات التعليمية السينمائية، الوفد الفرنسي، والشركاء السعوديين، مما عزز التعاون الثقافي والتقارب المهني بين البلدين في مجال السينما. وخلال الحفل، ألقى قنصل عام فرنسا بجدة، السيد محمد نهاض، كلمة أشار فيها إلى التزام فرنسا بتطوير السينما السعودية، مؤكداً على الدعم المستمر في مجالات عدة، من بينها التدريب والتعليم السينمائي. كما سلط الضوء على مسابقة "تحدي الفيلم 48 ساعة"، التي تهدف إلى تحفيز الإبداع لدى الشباب السعودي من السينمائيين والكتاب وطلاب السينما، حيث يتعين عليهم تصوير وإنتاج فيلم قصير في غضون ٤٨ ساعة فقط. في ختام كلمته، عبر القنصل العام عن فخره بما تم تحقيقه من تعاون ثقافي متميز بين المملكة العربية السعودية وفرنسا. يُعد هذا الحدث السينمائي البارز دليلاً واضحاً على قوة التعاون بين المملكة وفرنسا في مجال الفن السابع، ويعكس التزام البلدين المشترك بتطوير هذه الصناعة ودعم المواهب الإبداعية في العالم العربي. ويأتي هذا التعاون في أعقاب زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المملكة، والتي شهدت توقيع العديد من الاتفاقيات، من بينها اتفاقيات لتعزيز الشراكة في مجال السينما، مما يُبرز رغبة البلدين في دعم هذا القطاع الحيوي وتطويره على المستوى الإقليمي والدولي.
مشاركة :