وكشف بلينكن أيضا عن "مؤشرات مشجّعة" على التقدّم نحو وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، طالبا من تركيا استخدام نفوذها على حماس لدفعها إلى القبول به. وتأتي تصريحاته هذه في سياق ثاني محطة في جولة له في الشرق الأوسط تأتي بعد الإطاحة المباغتة ببشار الأسد إثر هجوم شنّته فصائل مسلّحة بقيادة هيئة تحرير الشام. وبعد محطّة في الأردن، وصل بلينكن مساء الخميس إلى العاصمة التركية حيث اجتمع بالرئيس رجب طيب إردوغان في إحدى قاعات مطار أنقرة. وقال بلينكن في مؤتمر صحافي مع نظيره التركي هاكان فيدان "عمل بلدنا بجد... لضمان القضاء على +خلافة+ تنظيم الدولة الإسلامية، ولضمان عدم عودة هذا التهديد. ومن الضروري أن نواصل هذه الجهود". وصرّح وزير الخارجية التركي هاكان فيدان من جانبه أن "أولوياتنا تقضي بضمان استقرار سوريا في أسرع وقت ممكن ومنع انتشار الإرهاب ومنع الدولة الإسلامية وحزب العمال الكردستاني من السيطرة"، علما أن تركيا تعتبر هذا الحزب منظمة إرهابية. لا تهاون وقال إردوغان لبلينكن خلال لقائهما إن "تركيا لن تسمح بأي تهاون في مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية". وأكد في بيان للرئاسة التركية إن "تركيا، باعتبارها البلد الوحيد في حلف شمال الأطلسي الذي التحم مباشرة مع داعش، ستتصدّى لجهود حزب العمال الكردستاني وامتداداته الرامية إلى تحويل الوضع الميداني إلى فرصة ولن تسمح بأي تهاون في مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية". وفي حين كانت الفصائل المسلّحة بقيادة "هيئة تحرير الشام" تتّجه نحو دمشق، شنّت المجموعات الموالية لتركيا هجوما في شمال سوريا ضدّ قوات سوريا الديموقراطية (قسد) التي يشكّل الأكراد عمودها الفقري وتلقى دعما أميركيا والتي قال عنها بلينكن إنها "ضرورية" لمنع تنظيم الدولة الإسلامية من معاودة نشاطه في البلد. وأثارت هذه الاشتباكات مخاوف بشأن المصالح المتباينة لأعضاء حلف شمال الأطلسي (ناتو) في سوريا. "مؤشّرات مشجّعة" وخلال زيارة أنقرة، أكّد أنتوني بلينكن أيضا أنه رأى "مؤشرات مشجّعة" على التقدّم نحو وقف لإطلاق النار في قطاع غزة. وقال بلينكن "ناقشنا(الوضع في) غزة، وناقشنا الفرصة التي أراها... للتوصّل إلى وقف لإطلاق النار. وما رأيناه خلال الأسبوعين الماضيين هو المزيد من المؤشرات المشجّعة". وطلب من تركيا استخدام نفوذها لحمل حركة حماس على الرد "بالإيجاب" على مقترح لوقف إطلاق النار. وأضاف "تحدثنا عن ضرورة أن تردّ حماس بالإيجاب على اتفاق ممكن لوقف إطلاق النار للمساهمة في إنهاء هذا الوضع. ونثمن جدا الدور الذي تقدر تركيا على لعبه من خلال استخدامها صوتها لدى حماس في محاولة لإنجاز ذلك". وكان بلينكن قد تطرّق أيضا إلى الجهود المبذولة لوقف إطلاق النار في غزة خلال زيارته الأردن الخميس، في الجولة الثانية عشرة له في الشرق الأوسط منذ هجوم حماس غير المسبوق على الأراضي الإسرائيلية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 الذي تسبب باندلاع الحرب في غزة. تقيم تركيا علاقات وطيدة منذ سنوات طويلة مع قادة حركة حماس التي تعتبرها حركة تحرير وطنية وليس منظمة إرهابية، بخلاف غالبية البلدان الغربية. وقد استضاف إردوغان الذي يعدّ من كبار منتقدي إسرائيل وعملياتها في غزة، القادة السياسيين لحماس الذين استخدموا اسطنبول كإحدى قواعدهم الخارجية خلال حكم الرئيس التركي الممتدّ على عشرين عاما.
مشاركة :