لندن: «الشرق الأوسط» قال علماء بأن تغيرات دائمة تحدث في المخ لدى من يصابون بجروح شديدة في الرأس مثل التي أصيب بها مايكل شوماخر بطل العالم السابق في سباق السيارات فورمولا1 مما يجعلهم أكثر عرضة للاختلال العقلي والوفاة المبكرة. وذكر خبراء المخ أن معظم المؤسسات الطبية فشلت في معرفة الصلة بين الجروح الناجمة عن إصابات الدماغ وعواقب عقلية على المدى البعيد قد تجعل المرضى يقعون فريسة للاكتئاب والمشاكل السلوكية بل والجريمة. وقد يكون شوماخر أفضل حظا لأنه بطل رياضي ثري محاط بأسرته وأصدقائه وأطبائه لكن تغيرات ستطرأ على مخه وسيكون عليه أن يتقبلها ويتأقلم معها. وتوصلت الدراسة التي نشرت أمس الأربعاء في مجلة الرابطة الطبية الأميركية أن الناجين من الجروح الناجمة عن إصابات الدماغ يكونون ثلاث مرات أكثر عرضة للوفاة المبكرة وكثيرا ما تحدث الوفاة نتيجة الانتحار أو الحوادث المميتة. وقال سينا فازل من قسم الطب النفسي في جامعة أكسفورد الذي قاد الدراسة بأن الأسباب المحددة لزيادة خطر الوفاة المبكرة - وتعرفها الدراسة بأنها الوفاة قبل سن 56 سنة - غير واضحة. لكن فازل أضاف أن الأسباب ربما لها علاقة بأضرار تلحق بالمناطق في الدماغ مسؤولة عن الحكم على الأمور واتخاذ القرارات والمجازفة. كما يصبح الناجون من الجروح الناجمة عن إصابات الدماغ ثلاث مرات أكثر عرضة للوفاة من إصابات قاتلة وقد يكون هذا بسبب خلل في الحكم أو ردود الفعل. والى جانب هذا يصبح المصابون أكثر عرضة للإصابة بخلل نفسي مثل الاكتئاب والقلق مما قد يؤدي إلى صعوبات في تعامل المرضى مع المواقف الجديدة وتنظيم حياتهم. وتحدث الجروح الناجمة عن إصابات الدماغ نتيجة ضربة في الرأس تؤدي إلى كسر في الجمجمة أو نزيف داخلي أو فقدان الوعي لأكثر من ساعة أو هذه الأعراض كلها معا. ويقول الخبراء بأن المسببات التقليدية لهذا النوع من الجروح تشمل حوادث الطرق والسقوط والإصابات الرياضية وأن إصابة شوماخر التي حدثت عندما ارتطم رأسه بصخرة أثناء تزلجه في جبال الألب الفرنسية مثال على هذا النوع من الجروح.
مشاركة :