أظهرت البيانات الصادرة عن مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين اليوم الجمعة، أن السوريين في المنفى لم يعودوا بأرقام كبيرة بعد إلى وطنهم. وعبر نحو 3 آلاف سوري الحدود التركية منذ مطلع الأسبوع الماضي إلى داخل بلادهم، إثر سقوط نظام بشار الأسد، بحسب ما قاله ممثل مفوضية شؤون اللاجئين غونزالو فارغاس يوسا عبر رابط فيديو إلى جنيف من دمشق. وأضاف أن ألفين عادوا إلى سوريا من لبنان. وقال فارغاس يوسا إن الكثير من السوريين في المنفى يرجؤون عودتهم، مشيرا إلى أنه لم يتم استعادة القانون والنظام لم يستعادا بعد في البلاد. وأضاف أن العائدين لا يريدون فحسب انتقالا سياسيا سلميا ومصالحة بعد سنوات من الحرب الأهلية، ولكن أيضا مساعدة دولية لبلادهم لتقف على قدميها مجددا. ووفق مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، يعيش نحو 8ر4 مليون سوري في المنفى، في دول مجاورة، وفي دول شمال أفريقيا. وقال المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ويليام سبندلر في جنيف «يجب أن يسمح لهم أن يقرروا متى يريدون العودة، في الوقت المناسب لهم، بدون ضغوط». «إشارات بناءة» وقالت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الجمعة إن الحكومة السورية الجديدة التي تولت السلطة بعد سقوط بشار الأسد أرسلت «إشارة بناءة» إلى المفوضية عبر طلبها منها البقاء في سوريا. وصرّح ممثل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في سوريا غونزالو فارغاس يوسا خلال مؤتمر صحفي في الأمم المتحدة «تمكنا من إجراء اتصالات مع السلطات الانتقالية». وأضاف من دمشق أن «الإشارات الأولى التي يرسلونها إلينا بناءة». تحديات عدة بعد هجوم استمر 11 يوما، سيطر تحالف من الفصائل المعارضة تقوده هيئة تحرير الشام على دمشق الأحد، منهيا أكثر من نصف قرن من حكم عائلة الأسد. وأمام التحديات السياسية والاجتماعية والأمنية التي تواجهها الدولة المتعددة الأعراق والأديان والمنقسمة، تحاول السلطات الجديدة طمأنة السوريين ودول الجوار والمجتمع الدولي. وقال فارغاس يوسا إن الإشارات «بناءة لأنهم يقولون إنهم يريدون منا البقاء في سوريا» و«إنهم يقدرون العمل الذي نقوم به منذ سنوات عديدة». وأضاف «الأمر الأهم بالنسبة الينا هو أنهم يقولون إنهم سيوفرون لنا الأمن اللازم لتنفيذ هذه الأنشطة». وتعهد رئيس الوزراء محمد البشير الذي تم تكليفه الثلاثاء ترؤس حكومة انتقالية حتى الأول من مارس/آذار، بإقامة «دولة قانون». وينخرط العديد من السوريين في رحلة بحث مؤلمة عن أقاربهم الذين اختفوا خلال عقود من القمع. وقال رئيس بعثة الصليب الأحمر في سوريا ستيفان سكاليان خلال المؤتمر الصحفي نفسه إن «عشرات الآلاف من العائلات» في مختلف أنحاء العالم ناشدت اللجنة الدولية على مدى السنوات الـ13 الماضية مساعدتها في العثور على أحبائها المفقودين في سوريا. وأضاف من دمشق أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر تمكنت من توثيق «أكثر من 35 ألف حالة»، لكن «هناك كل الأسباب للاعتقاد أن العدد أكبر من ذلك بكثير». وبينما لا يزال الوضع وفق وكالات الأمم المتحدة «متقلبا للغاية» على الأرض، فإن اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي تدعو إلى حماية الأرشيفات والمقابر وكذلك الأماكن الأخرى التي ربما دُفن فيها أشخاص، قالت إنها مستعدة لمساعدة «كل الأطراف التي لديها سلطة في سوريا للبحث عن المفقودين». ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ شاهد | البث المباشر لقناة الغد
مشاركة :