حصدت مسرحية «أنتم مدعوون إلى حفلة»، لشركة ترند برودكشن، الجائزة الكبرى في ختام فعاليات الدورة الـ 24 لمهرجان الكويت المسرحي، بفوزها بأفضل عرض متكامل. وأقيم حفل توزيع الجوائز على الفائزين على خشبة مسرح الدسمة. كذلك حصل الفنان حسين الحداد على جائزة أفضل ممثل دور ثانٍ، والفنانة سلمى شريف فازت بأفضل ممثلة دور ثانٍ للمسرحية نفسها. ونال محمد الأنصاري جائزة أفضل إخراج مسرحي عن عرض «تحت الظلال» لفرقة مسرح الخليج العربي، كما حصل العمل نفسه على جائزة أفضل ديكور مسرحي، وكانت من نصيب محمد بهبهاني. وذهبت جائزة أفضل موسيقى ومؤثرات صوتية إلى محمد البصيري. أما جائزة أفضل تأليف مسرحي، فقد فاز بها مصعب السالم عن مسرحية «من زاوية أخرى» لفرقة المسرح الكويتي، فيما حصل فاضل النصار على جائزة أفضل إضاءة مسرحية عن المسرحية نفسها. كما نالت مصممة الأزياء إيمان السيف جائزة أفضل مصمم أزياء في عرض مسرحي عن العمل نفسه. وحصدت الفنانة سالي فراج جائزة أفضل ممثلة دور أول عن مسرحية «نداء» لفرقة المعهد العالي للفنون المسرحية. أيضاً حصل الفنان عبدالله البلوشي على جائزة أفضل ممثل دور أول للمسرحية ذاتها. وشهد مسرح الدسمة تظاهرة فنية استثنائية، بحضور حشد غفير من ضيوف المهرجان وممثلي وأبطال الفرق المشاركة. قدَّم حفل الختام الإعلامي علي نجم، وأخرجه الفنان ميثم بدر، متضمناً أغنية «آخر الرحلة»، غناء: بدر الشعيبي، ورهف العنزي، وهاني الهزاع، وفهد الفرحان، كلمات عبدالله العماني، وألحان بدر الشعيبي. كما تضمَّن الحفل فيلماً يوثق أبرز اللحظات في الإعداد للمهرجان، وما بذله القائمون عليه والفرق المسرحية من جهود مثمرة. عرس مسرحي وفي كلمة لرئيس المهرجان الأمين العام المساعد لقطاع الفنون مساعد الزامل، قال: «أتشرف بأن أكون ممثلاً لوزير الإعلام والثقافة وزير الدولة لشؤون الشباب رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عبدالرحمن المطيري، وأيضاً ننقل لكم التحية والسلام من الأمانة العامة لـ (الوطني للثقافة)، وعلى رأسها الأمين العام للمجلس د. محمد الجسار». وتابع: «هذا المهرجان يمثل عرساً مسرحياً، ليس فقط للفائزين المستحقين للجوائز عبر تقييم أعضاء لجنة التحكيم، لكن الفوز الكبير هو وجودكم، وحضوركم، ومشاركتكم، واستمراره هو الفوز الكبير. نجاح المهرجان في هذه الدورة تحقق بسواعد أبناء (الوطني للثقافة)، والصحافة والإعلام، وضيوفنا الذين شرَّفونا من أعضاء اللجنة الدائمة، إضافة إلى المكرمين، وأيضاً ضيوفنا من الوطن العربي الذين ساهموا في نجاح هذه الدورة بمشاركات علمية، وبحثية، ونقدية، وتحليلية. هذا المهرجان توِّج باسم شخصيته الفنانة الرائدة التي قدمت الكثير بمجال الفن والثقافة، وظل اسمها يتلألأ في كل صفحات تاريخ العمل المسرحي، وهي الفنانة مريم الصالح». 6 عروض وأضاف الزامل: «هناك مبادرة طيبة بدأت في الدورة السابقة، وهي تخصيص (شخصية المهرجان)، و(شخصية ضيف المهرجان) في كل دورة، لتعزيز التعاون مع الفنانين من دول الخليج والوطن العربي، وكان ضيف المهرجان في هذه الدورة الكاتب الإماراتي إسماعيل عبدالله، الذي ساهم في إثراء الحالة المسرحية بالمنطقة». وذكر أن العروض المسرحية الستة التي شاركت في المهرجان من الفرق المسرحية الأهلية الثلاث، والمعهد العالي للفنون المسرحية، ومسرح الشباب، وإحدى شركات القطاع الخاص، والذين قاموا بتنافس جميل لأعمالهم المسرحية، وقدموا عروضاً رائعة. ولفت إلى أنه «في الدورة القادمة سنقوم بجمع كل التوصيات في الدورة الحالية من المحبين للمهرجان لتنفيذها في العام المقبل، وستكون هناك دورة مغايرة تماماً، من أجل مبدعينا الفنانين المسرحيين». جمهور متذوق وتابع الزامل: «أتطلع إلى مشاركة الجمهور المتذوق للمسرح، وعلينا مخاطبته بلغته»، مشيراً إلى أن المهرجان قدَّم عروضاً رائعة بتقنيات عالية في الأداء والإخراج مع تطور ملحوظ في السينوغرافيا، داعياً إلى استخدام اللهجة المحلية في الكتابة المسرحية لجذب الجمهور. وأكد قدرة المشاركين على تغيير الحركة المسرحية بالخليج، مشدداً على ضرورة تضافر الجهود والمبادرات الإبداعية، لافتاً إلى أن «الوطني للثقافة» سيقدم دورات خاصة لصقل المهارات والمواهب، منوهاً بأن هذا المهرجان يمثل منصة للمبدعين والمسرحيين في المقام الأول. عطاء كويتي وتوصيات من جانبه، ألقى د. حسن رشيد من دولة قطر كلمة بالنيابة عن ضيوف المهرجان، ومن مقتطفاتها: «العطاء الكويتي في دعم الفنون والآداب، خصوصاً المسرح، منحنا فرصة الاستمتاع بأعمال مسرحية، سواء عبر الفرق المسرحية الأهلية، أو من خلال المؤسسات والفرق الأخرى وكل من ساهم في تجسيدها من رفقاء درب تميزت بالإبداع والإتقان الفني. في هذا العرس السنوي يلتقي الأشقاء العرب هنا، فقد بنى هذا المهرجان جسراً للتواصل فيما بيننا». وأكد د. رشيد أن المهرجان سلَّط الضوء على العديد من المواهب، سواء كانوا ممثلين أو مخرجين أو مصممي سينوغرافيا، مما خلق بُعداً بصرياً وجمالياً للعروض المسرحية. من ناحيته، ذكر رئيس لجنة التحكيم د. عبدالله العابر التوصيات، والتي تمحورت حول ضرورة الاهتمام بمقومات النص المسرحي من خلال تماسك البناء الدرامي والسلامة اللغوية ومعالجة القضايا المعاصرة. وأوصت اللجنة بزيادة الدعم المادي للفرق التي سوف تشارك بالسنوات المقبلة في المهرجان، وأيضاً باستمرارية العروض المشاركة، من خلال إعادتها داخل الكويت، ومشاركاتها في المهرجانات والمناسبات الخارجية. وأضاف د. العابر: «أوصت اللجنة كذلك بإضافة بعض الجوائز المادية في الدورات القادمة، وهي: جائزة الممثلة الواعدة، وجائزة الممثل الواعد، وجائزة السينوغرافيا، وجائزة الماكياج، إضافة إلى جائزة لجنة التحكيم الخاصة، وهي جائزة تمنحها اللجنة وتحدد معاييرها كاملة وفق ما تراه مناسباً لأي عنصر تميز في المهرجان حسب رؤيتها». منصة حيوية وعلى هامش الختام، شكر مدير مهرجان الكويت المسرحي وائل الجابر الوزير عبدالرحمن المطيري على رعايته للمهرجان في دورته الـ 24، كما شكر الأمين العام لـ «الوطني للثقافة» د. محمد الجسار، وأيضاً رئيس المهرجان الأمين العام المساعد لقطاع الفنون مساعد الزامل. وعبَّر الجابر عن سعادته بانتهاء المهرجان بنجاح، حيث تميز بالتنوع الفني، لافتاً إلى أن ستة عروض مسرحية نافست على 11 جائزة، مبيناً أن الجوائز جميعها مستحقة، مباركاً لكل الفرق الأهلية، والخاصة، والمعهد العالي للفنون المسرحية، ولفرقة مسرح الشباب، وقال: «من لم يحالفه الحظ بالفوز بالمهرجان فقد شارك، والمشاركة بحد ذاتها استمرارية للعمل الإبداعي خلال المهرجانات المقبلة».
مشاركة :