«البرلمان العربي» يُطالب بإيقاف انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي في سورية

  • 12/14/2024
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

طالب رئيس البرلمان العربي أحمد اليماحي اليوم السبت المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن بالتحرك الفوري والعاجل لإدانة الانتهاكات التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في سورية من أجل ايقافها. جاء ذلك في كلمة ألقاها اليماحي لدى افتتاح أعمال الجلسة الثانية من دور الانعقاد الأول للفصل التشريعي الرابع للبرلمان بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة. وقال اليماحي إن الاحتلال الإسرائيلي استغل الأوضاع التي تمر بها سورية واحتل المزيد من أراضيها ودمر مقدرات جيشها وبنيتها التحتية بالإضافة إلى تعمده تخريب فرص استعادتها لأمنها واستقرارها ووحدة أراضيها. وأضاف أن البرلمان العربي يتابع بمزيد من الاهتمام التطورات الأخيرة التي تشهدها سورية مجدداً الدعوة للأطراف السورية كافة للحفاظ على مؤسسات الدولة وإعلاء المصلحة العليا للبلاد وتغليب الحكمة ولغة الحوار في التعامل مع متطلبات هذه المرحلة الحرجة من تاريخ سورية. وأكد في هذا المجال ضرورة «تعزيز التضامن وتكثيف الانخراط العربي مع الأشقاء في سورية لمساعدتهم في تنفيذ خياراتهم الوطنية التي تحقق طموحات الشعب السوري وتطلعاته بعيداً عن أية تدخلات خارجية إقليمية أو دولية». ودعا اليماحي برلمانات العالم وشعوبه الحرة إلى الضغط على حكوماتها من أجل تنفيذ قرار القمة العربية الإسلامية في الرياض بتجميد مشاركة الاحتلال الإسرائيلي في الجمعية العامة للأمم المتحدة والأجهزة التابعة لها وكذلك تجميد عضوية برلمانه في الاتحاد البرلماني الدولي والمنظمات والاتحادات البرلمانية الإقليمية الأخرى. كما دعا إلى تفعيل سلاح المقاطعة الاقتصادية الشعبية ضد الاحتلال ومن يمده بالمال والسلاح لقتل المدنيين من أبناء الشعب الفلسطيني. وكشف اليماحي عن أن البرلمان العربي يعتزم تنفيذ خطة تحرك برلمانية بالتواصل مع برلمانات دول العالم التي لم تعترف بعد بالدولة الفلسطينية من أجل الضغط على حكوماتها للاعتراف بها دعماً وانتصاراً للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. وقال إن «جلسة البرلمان تعقد اليوم وما يزال شعبنا الفلسطيني العزيز يواجه على مدار أكثر من عام وشهرين حرب إبادة جماعية ومجازر يومية لم يعرف التاريخ مثيلاً لها». وأضاف أنه «للأسف الشديد ما يزال المجتمع الدولي عاجزاً عن التحرك لإنقاذ شعب تتم إبادته بشكل يومي بكل ما تحمله الكلمة من معنى وإذا كان الكثير من شعوب العالم قد انتفض وعبر عن موقفه الإنساني المساند للشعب الفلسطيني فإن الموقف الحكومي لبعض الدول ما يزال مشلول الإرادة بسبب الفيتو الأمريكي». وأكمل قائلاً إن ذلك «يزيد قناعتنا يوماً بعد يوم بأن الآليات الدولية القائمة حالياً وفي مقدمتها مجلس الأمن الدولي لم تعد تخدم الأمن والسلم الدوليين أو تنتصر للشعوب الحرة بقدر ما تمعن في تكريس سياسات المعايير المزدوجة وتكبل أيدي القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني بسلاسل من حديد». وحول الشأن اللبناني، أكد رئيس البرلمان العربي الدعم والتضامن التام مع الشعب اللبناني في هذه المرحلة الدقيقة لتحقيق تطلعاته في استقرار الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية بانتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية وإنجاز هذا الاستحقاق الدستوري المهم المقرر له في يناير المقبل. وفيما يتعلق بتطورات الأوضاع في السودان، أكد ضرورة تكثيف الجهود العربية والدولية الرامية لإيقاف إطلاق النار وتحقيق تسوية شاملة ونهائية للأزمة الحالية بما يُحافظ على سيادة السودان ووحدة أراضيه ويرفع المعاناة عن الشعب السوداني الذي يواجه أوضاعاً إنسانية متدهورة على مدار أكثر من عام ونصف العام. أما فيما يتعلق بالأزمة اليمنية فأكد اليماحي أنه «قد آن الأوان لأن تنتهي معاناة الشعب اليمني المستمرة منذ سنوات»، مطالباً بدعم الجهود العربية والدولية وجهود المبعوث الأممي من أجل التوصل إلى حل سياسي نهائي وشامل للأزمة استناداً إلى المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة. وفي إطار التطورات الخاصة بالأوضاع في ليبيا، أكد اليماحي دعم البرلمان العربي التام لضرورة تحقيق التوافق الوطني الليبي الذي يفضي إلى إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في أقرب وقت ممكن لتعزيز الأمن والاستقرار ووحدة الدولة الليبية. وشدد على أن «المرحلة الراهنة تتطلب تكثيف الحضور العربي في التعامل مع الأزمات القائمة في المنطقة العربية»، مجدداً التأكيد على أنه «لن يتم التوصل إلى حلول آمنة ونهائية ومستديمة لما نواجهه من أزمات سوى بأياد عربية خالصة بعيداً عن أية تدخلات خارجية تطمح إلى السيطرة على مقدرات شعبنا العربي أو التدخل في شؤوننا الداخلية». كما شدد على دعم البرلمان العربي التام لكل الجهود العربية المخلصة التي تقودها جامعة الدول العربية في التعامل مع الأزمات التي تواجه الأمة العربية، مؤكداً أن البرلمان لن يتوانى عن بذل أي جهد في دعم تلك الجهود وسيعمل على تسخير أدوات الدبلوماسية البرلمانية كافة لدعم الدور الذي تقوم به الجامعة في مجال الدبلوماسية الرسمية. ومن المقرر أن تناقش الجلسة مستجدات الأوضاع في مختلف الملفات السياسية والأمنية والاجتماعية والقانونية وحقوق الإنسان في المنطقة العربية. كما ستشهد الجلسة استعراض تقرير الاجتماع الأول ل «لجنة فلسطين» الذي يأتي في ضوء الاهتمام الخاص الذي يوليه البرلمان تجاه القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية الأولى في العالم العربي وذلك في ضوء استمرار حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني ومحاولات الاحتلال الاسرائيلي تصفية وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا». ومن المقرر أيضاً أن يستعرض رؤساء اللجان الدائمة الأربع بالبرلمان العربي تقارير «لجنة الشؤون الخارجية والسياسية والأمن القومي» و«لجنة الشؤون الاقتصادية والمالية» و«لجنة الشؤون التشريعية والقانونية وحقوق الإنسان» و«لجنة الشؤون الاجتماعية والتربوية والثقافية والمرأة والشباب» لإقرارها واعتماد ما يصدر عنها من قرارات وتوصيات ومشروعات قوانين.

مشاركة :