العثور على كميات ضخمة من «الكبتاغون».. بعد انهيار نظام الأسد

  • 12/13/2024
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

منذ الانهيار السريع لحكم بشار الأسد، عُثر في مناطق مختلفة من سورية على كميات كبيرة من أقراص البنتاغون المكدّسة في مستودعات أو قواعد عسكرية، لتؤكد صحة التقارير حول دور سورية في صناعة هذه المادة المخدرة المحظورة وتصديرها إلى العالم. واستولى مقاتلو الفصائل على قواعد عسكرية ومراكز توزيع منشطات يدخل في تركيبها الأمفيتامين غمرت السوق السوداء في جميع أنحاء الشرق الأوسط. ويقول مقاتلو تحالف الفصائل المسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام إنهم عثروا على كمية هائلة من المخدرات وتعهدوا باتلافها. وسمح مقاتلو هيئة تحرير الشام الأربعاء لوكالة فرانس برس بالدخول إلى مستودع في مقلع على مشارف دمشق، حيث تم إخفاء حبوب الكبتاغون داخل مكونات كهربائية للتصدير. وقال المقاتل أبو مالك الشامي، الذي ارتدى قناعاً أسود، إنه «بعد أن دخلنا وأجرينا عملية تمشيط، وجدنا أن المصنع لماهر الأسد وشريكه عامر خيتي»، وفق وكالة الأنباء الفرنسية. أجهزة منزلية وكان ماهر الأسد قائداً عسكرياً وشقيق رئيس النظام المخلوع، ويفترض الآن أنه هارب، ويُتهم على نطاق واسع بأنه المسؤول عن تجارة الكبتاغون المربحة، بحسب التقرير. أما عضو مجلس الشعب سابقاً عامر خيتي ففرضت عليه الحكومة البريطانية عقوبات وقالت إنه «يسيطر على العديد من الشركات في سورية التي تسهل إنتاج وتهريب المخدرات». وفي مرآب أسفل المستودع ومناطق التحميل، تم تعبئة آلاف حبوب الكبتاغون ذات اللون البيج وتخبئتها في ملفات نحاسية لمحولات كهربائية منزلية جديدة. وقال الشامي «وجدنا كمية كبيرة من الأدوات الكهربائية التي وضعت بداخلها أكياس من حبوب الكبتاغون المعدة للتهريب إلى خارج البلد». وأضاف أن هناك «كمية كبيرة منها لا يُمكن عدها». وفي المستودع في الأعلى، كانت صناديق من الورق المقوى جاهزة لإخفاء الحبوب المخدرة على أنها حمولة من بضائع اعتيادية، إلى جانب كمية كبيرة من الصودا الكاوية المعبئة في أكياس بيضاء. والصودا الكاوية، أو هيدروكسيد الصوديوم، هو عنصر أساسي في إنتاج الميثامفيتامين، وهو مادة أقوى من الأمفيتامين وأخطر. دعمت عائدات بيع الكبتاغون طوال سنوات الحرب المستمرة منذ 13 عاماً حكومة الأسد التي سقطت الأحد الماضي في هجوم خاطف من فصائل مسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام. وحوّل الكبتاغون سورية إلى أكبر دولة في العالم تعتمد على عائدات المخدرات، وأصبح أكبر صادرات سورية متجاوزاً جميع صادراتها القانونية مجتمعة، وفقاً لتقديرات مستمدة من بيانات رسمية جمعتها وكالة فرانس برس خلال تحقيق أجري عام 2022. ويعتقد الخبراء، كمؤلف تقرير صدر في يوليو عن مركز كارنيغي للشرق الأوسط، أن الأسد استخدم تهديد وقوع اضطرابات نتيجة تعاطي المخدرات للضغط على حكومات عربية. وكتب الباحث في مركز كارنيغي هشام الغنام أن الكبتاغون ساهم في اتساع وباء تعاطي المخدرات في دول الخليج، حتى مع سعي الأسد إلى إيجاد طرق لإنهاء عزلته الدبلوماسية. «كمية ضخمة يا أخي» وكتب الغنام أن الأسد «استغل تجارة الكبتاغون كوسيلة لممارسة الضغط، لإعادة دمج سورية في العالم العربي»، وهو ما فعلته عام 2023 عندما عادت سورية إلى جامعة الدول العربية. كان المستودع ضخماً، لكن تم أيضاً العثور على كميات أقل من الكبتاغون إلا أنها كبيرة مع ذلك في منشآت عسكرية مرتبطة بوحدات كانت تحت إمرة ماهر الأسد. وشاهد صحافيون من وكالة فرانس برس هذا الأسبوع عملية حرق حبوب كبتاغون في قاعدة المزة الجوية التي أصبحت الآن في أيدي مقاتلي هيئة تحرير الشام. وخلف الكومة المشتعلة، في مبنى للقوات الجوية تعرض للنهب، كانت هناك كميات أخرى من الكبتاغون إلى جانب صادرات أخرى غير مشروعة، بما في ذلك أدوية لعلاج الضعف الجنسي وأوراق نقدية مزورة بشكل سيء من فئة 100 دولار. وقال مقاتل من هيئة تحرير الشام يستخدم الاسم الحركي «خطاب» في مطار المزة العسكري «عندما دخلنا إلى هنا وجدنا كمية كبيرة من الكبتاغون، لذا قمنا باتلافها وحرقها، إنها كمية ضخمة يا أخي». وأضاف «قمنا باتلافها لأنها ضارة بالناس، تضر الصحة، وتضر الطبيعة والبشر». وأكد خطاب أن هيئة تحرير الشام التي شكّلت حكومة انتقالية لا تريد إلحاق الأذى بجيرانها من خلال تصدير المخدرات التي يمكن أن تدر مليارات الدولارات.

مشاركة :