أطلق علماء تحذيرًا خطيرًا بشأن المخاطر الصحية المرتبطة بتناول المشروبات الغازية والأطعمة المعالجة، حيث أظهرت دراسة حديثة أن كل علبة مشروب غازي "33 مللي" تفقد الإنسان 12 دقيقة من حياته. التحذير يشمل المدمنين على هذه المشروبات الذين قد يواجهون خطر الوفاة المبكرة نتيجة الاستهلاك المستمر. والدراسة التي أجرتها جامعة ميشيغان ونشرتها صحيفة Metro البريطانية، سلطت الضوء على تأثير الأطعمة والمشروبات المعالجة على متوسط العمر المتوقع. وأوضحت النتائج أن الأطعمة شديدة المعالجة، مثل النقانق والوجبات السريعة، تحتوي على مكونات صناعية كالألوان والنكهات الاصطناعية والمواد الحافظة، ما يجعلها ضارة إذا لم تستهلك باعتدال. وكشف التقرير أن تناول بعض الأطعمة المفضلة يمكن أن يكلف الإنسان دقائق ثمينة من حياته. فعلى سبيل المثال، فإن استهلاك قطعة واحدة من النقانق يؤدي إلى فقدان 36 دقيقة. أما شطائر الإفطار بالبيض فينقص العمر بمقدار 13 دقيقة، في حين أن شطائر الجبن تفقد الشخص 9 دقائق في كل مرة. ومع ذلك، أشارت الدراسة إلى وجود خيارات غذائية صحية يمكنها إضافة دقائق أو حتى ساعات إلى العمر. وعلى سبيل المثال، يمكن لأنواع معينة من الأسماك منح الإنسان 28 دقيقة إضافية من الحياة، بينما يعتقد أن الجبن مثل الشيدر والبري قد يساعد على تحسين متوسط العمر المتوقع ومنع الإصابة بسرطان الكبد. الدكتور أوليفييه جولييت، الذي قاد الدراسة، أكد أهمية إجراء تغييرات بسيطة في النظام الغذائي لتحسين صحة الإنسان. وقال: "تثبت نتائجنا أن البدائل الصغيرة المستهدفة تقدم استراتيجية فعالة لتحقيق فوائد صحية وبيئية كبيرة دون الحاجة إلى تغييرات جذرية". والأبحاث لم تتوقف عند هذا الحد، إذ كشفت دراسة أخرى نشرت في المجلة الطبية البريطانية "BMJ" أن الأطعمة فائقة المعالجة "UPFs" ترتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض خطيرة، منها: ارتفاع خطر الوفاة، وزيادة خطر الإصابة بمشكلات الصحة العقلية، بما في ذلك القلق، بنسبة تصل إلى 53%. كما ترتبط أيضًا بزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة 12%، واحتمالية أكبر للإصابة بالسمنة وأمراض القلب بنسبة تتراوح بين 40% و66%. وفي ظل هذه النتائج المقلقة، أوصى الأطباء بالحد من استهلاك المشروبات الغازية والأطعمة فائقة المعالجة، واعتماد نظام غذائي صحي ومتوازن يشمل المزيد من الأطعمة الطبيعية مثل الأسماك والخضراوات، في حين أن التحول إلى نمط حياة صحي يمكن أن يكون عاملاً حاسمًا في تحسين جودة الحياة وزيادة متوسط العمر المتوقع.