بكين 13 ديسمبر 2024 (شينخوا) استعرض وزير الخارجية الصيني وانغ يي اليوم (الجمعة) بشكل مفصل موقف الصين بشأن الاضطرابات الحالية في الشرق الأوسط. وقال وانغ إن المهمة الملحة تتمثل في الوقف الفوري لإطلاق النار ووقف العنف والتخفيف من الأزمة الإنسانية. وأضاف أن المخرج الأساسي يكمن في الالتزام بالتسوية السياسية واستئناف الحوار والتفاوض، بينما يتمحور المبدأ الأساسي حول دعم تقرير المصير وتجنب التدخل الخارجي. وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في بكين، أدلى وانغ، وهو أيضا عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، بهذه التصريحات ردا على سؤال حول وجهة نظر الصين بشأن الصراعات الحالية في الشرق الأوسط. وقال وانغ إنه منذ اندلاع الصراع في غزة، شهد الشرق الأوسط موجة تلو الأخرى من العنف، مشيرا إلى أن عدم الاستقرار والصراعات المتكررة في المنطقة أثرت بشكل خطير على السلام والأمن الدوليين. ودعا جميع الأطراف المعنية إلى الالتزام بقرارات مجلس الأمن الدولي، ووقف التصرفات التي تؤدي إلى تصعيد التوترات الإقليمية، وتجنب وضع عقبات جديدة أمام تحقيق وقف إطلاق النار. وأكد وانغ أن مجلس الأمن الدولي ينبغي أن يتحمل بجدية مسؤولية الحفاظ على السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، وأن يعمل جميع أعضائه بشكل فعّال على تحقيق هذه الغاية، بدلا من إثارة المشكلات. وقال: "علينا أن نولي الأولوية القصوى لرفاهية شعوب المنطقة وأمنها واستقرارها الإقليمي، وأن نواصل جهودنا من أجل الحوار والمشاورات، وأن نحافظ على زخم المصالحة الإقليمية الناتج عن استئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران، وأن نحل الخلافات من خلال الشمول، وأن نعزز الثقة المتبادلة عبر التعاون، وأن نبني هيكلا أمنيا مستداما جديدا في الشرق الأوسط على أساس توافق يراعي شواغل الجميع". وشدد على أن الشرق الأوسط ملك لشعوب الشرق الأوسط، وأن مستقبل ومصير دول المنطقة ينبغي أن يكون منذ زمن بعيد في أيدي شعوبها المحلية. وأكد وانغ أن المجتمع الدولي ينبغي أن يحترم بجدية سيادة ووحدة وسلامة أراضي دول المنطقة، وأن ينطلق فعليا من جوهر القضايا نفسها ومن النزاهة والعدالة على الصعيد الدولي، وأن يساعد دول المنطقة في إيجاد حلول للنزاعات بدلا من أن يحل محل هذه الدول في القيام بهذا الدور. وأشار إلى أن الاستقرار هو شرط مسبق للتنمية، وأن التنمية هي القوة الدافعة للاستقرار. وأعرب عن تطلعه إلى أن تنحي جميع دول الشرق الأوسط خلافاتها الماضية جانبا، وأن تحل نزاعاتها، وأن تضع التنمية السلمية الشاملة للشرق الأوسط في المقام الأول، وأن تعمل معا على حماية وبناء المنطقة. واختتم وانغ بقوله: "في هذا الإطار، ستواصل الصين، بصفتها صديقا مخلصا لجميع الدول في الشرق الأوسط، دورها كمدافع عن السلام والاستقرار في المنطقة، ومروج للتنمية والازدهار، وداعم للوحدة والاستقلال، وستصبح شريكا جديرا بالثقة على المدى الطويل لجميع دول الشرق الأوسط".
مشاركة :