قال رئيس مجلس الأعمال الأمريكي الصيني كريغ ألين، إن الولايات المتحدة يجب عليها التعامل مع شركات التكنولوجيا الفائقة الصينية "ذات القدرة التنافسية العالية". ويعد هذا أحد التحذيرات الأخيرة التي أصدرها رئيس المجلس المنتهية ولايته في اليوم العاشر من الشهر الجاري. والمجلس المذكور هو جمعية صناعية غير ربحية تضم في عضويتها جنرال موتورز وهانيويل وول مارت. ونقلت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ بوست" الصادرة في منطقة هونغ كونغ الصينية مؤخرا في مقال لها عن ألين قوله في خطاب رئيسي ألقاه في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إنه بالنسبة للشركات الأمريكية وغيرها من الشركات المتعددة الجنسيات العاملة في البر الرئيسي الصيني، فإن "نظيراتها المحلية الصينية، وخاصة الشركات الخاصة الصينية... أصبحت ذات تنافسية عالية". وأضاف الرئيس السابق لمجلس الأعمال الأمريكي الصيني أن الوضع يأتي أيضا في الوقت الذي تعمل فيه الشركات الصينية على التغلب على تباطؤ النمو المحلي وزيادة العرض. ويأتي تحذير ألين بعد أن أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن الأسبوع الماضي عن إجراءات لفرض قيود تصدير جديدة على 24 نوعا من معدات تصنيع الرقائق اللازمة لتطوير أشباه الموصلات وثلاثة أنواع من الأدوات البرمجية المستخدمة لتطوير أو إنتاج أشباه الموصلات. وتتضمن التحديثات مراجعات لقواعد المنتجات الأجنبية المباشرة وحظرا على المنتجات ذات الصلة التي تحتوي على التكنولوجيا الأمريكية المنتجة في الخارج. وأوضح الرئيس السابق لمجلس الأعمال أنه مع وجود ضوابط التصدير، فإن التهديد المحتمل المتمثل في قطع الاتصال بالموردين الرئيسيين لا يترك للشركات الصينية أي خيار سوى إقامة شراكات جديدة، ويفضل أن يكون ذلك مع شركات صينية أخرى، إن أمكن، أو شراكات مع موردين أوروبيين أو يابانيين أو كوريين". ويبدو أن أمر بايدن الأخير قد أثار رد فعل مضاد كبير من بكين. وحظرت الصين تصدير المواد المصنفة على أنها "ذات استخدام مزدوج" إلى أي مستخدم نهائي عسكري أمريكي - أي المنتجات أو المواد التي يمكن استخدامها للأغراض المدنية والعسكرية. وحتى قبل أن تبدأ إدارة بايدن في حظر تصدير الرقائق المتقدمة وغيرها من منتجات التكنولوجيا الفائقة إلى الصين بحجة الأمن القومي، كانت بكين قد سنت بالفعل سياسات أفادت الشركات المحلية في المجالات الرئيسية. وأكد ألين أن تراكم القيود على كلا الجانبين يؤدي إلى تجزئة نظام البيئة التكنولوجية العالمية، وعندما تتعرض بيئة أعمال الشركات الأجنبية في الصين لضغوط، فإنها تفقد ما تحتاجه بشدة للتنافس عالميا مثل المواهب العلمية والتكنولوجية التي تُنمى في نظام بيئي يتمتع بدعم حكومي قوي. وقال الرئيس السابق لمجلس الأعمال إن "جذب المواهب من الصين أمر بالغ الأهمية، ومن أجل مواكبة اتجاهات الابتكار في السوق الصينية، تحتاج الشركات الأمريكية أو الشركات المتعددة الجنسيات إلى الاحتفاظ بمؤسسات البحث والتطوير الخاصة بها في الصين. وهذا ضروري لكل منهما للحفاظ على وجودهما في المنطقة وقدرتهما التنافسية في الصين وللعلاقات بين البلدين وفي الإقليم وحتى العالم." وأضاف "الآن نحن في أسوأ الأوقات، وما هو قانوني يوم الثلاثاء قد لا يكون قانونيا يوم الأربعاء". وقال ألين أيضا "أود قولَ إن الأمر نفسه ينطبق على الشركات الصينية المهتمة بممارسة الأعمال التجارية في الولايات المتحدة، فإن القيمة وتكلفة الفرصة البديلة التي نخسرها بسبب ذلك مرتفعة للغاية".
مشاركة :